لا يختلف اثنان في ان المسرح الكويتي كان له السبق بالتجارب المسرحية في دول الخليج، وحقق من خلال ذلك مكانه قوية من خلال مشاركاته في المهرجانات العربية وعروضه في اوروبا وذلك لوجود بعض المهتمين به في تلك الفترة الذين بذلوا قصارى جهدهم لكي يتميز هذا المسرح فيما يتناوله من قضايا انسانية واجتماعية تطرح بأسلوب جميل لتوصيل رسالته دون تجريح او اسفاف.
لكن المتتبع لحركة المسرح الكويتي حاليا يجد تراجعا كبيرا على عدة مستويات فنية، على الرغم من استمرار العروض المسرحية في الكويت، حيث ان هذه العروض طرحها بعيد عما يتمناه المهتم بالشأن المسرحي الكويتي لأن البعض منها محتواه فارغ على الرغم من مشاركة النجوم فيها.
المشكلة عندما نستفسر عن ماهية العرض وقصته يرد البعض علينا انه يقدم فن «الفوديفيل» الذي يعتمد على الترفيه والتسلية وعندما نحضر عروضهم نجد انهم غير مدركين للمعنى الحقيقي لـ«فن الفوديفيل» الذي انطلق في الولايات المتحدة الأميركية وكندا منذ 1880 ، وهو فن ملتزم بالترفيه غير المسيء للرجال والنساء والأطفال ولا يحمل نوايا نفسية او اخلاقية في قلب من يقدمه تجاه الآخرين.
للأسف الشديد ما يعرض على بعض خشبات المسرح حاليا ليس مسرحا لأنه عبارة عن مجموعة من المشاهد والاسكتشات تتخللها استعراضات راقصة او اغان هابطة يقدمها بعض المشاركين في العرض «للحشو»، او «افيهات» هابطة لا تتماشى مع فكرة المسرحية وتستبدل يوميا على حسب الجمهور في الصالة.
ايها المسرحيون المحترمون، اعرفوا اولا المعنى الحقيقي لـ «الفوديفيل» ثم اعرضوه لنا لأن ما يقدمه البعض منكم بعيد عن «الفوديفيل» الذي يدعو لتقديم «الترفيه المهذب» وليس«التنمر» الذي نشاهده هذه الايام في معظم المسرحيات سواء كان تنمرا موجها لأفراد أو دول!
وحتى لا تضيع امجاد المسرح الكويتي وحتى «لاتضيعون» على خشبة المسرح احترموا عقول الجماهير فيما تقدمونه سواء من مسرح جماهيري او تلفزيوني خصوصا عندما ترتجلون بموضوعات خارجة على محتوى «نصكم» المجاز من الجهات المختصة من اجل الضحك و«الشو الاعلامي»..
فهل من مجيب؟!
