الجيوب الأنفية.. تطوُّر أدوات التشخيص زاد فرص العلاج
مع دخول الصيف والتعرض للتكييف لساعات طويلة، وكذلك انتشار الغبار والعواصف الترابية، تزداد معاناة مرضى الحساسية والتهابات الجيوب الأنفية، وسط تحذيرات من تسبب التهاب الجيوب الأنفية بالعديد من الأعراض والمضاعفات المزعجة للمريض، مما يجعله حبيس المنزل تجنباً للغبار وفروقات درجات الحرارة بين الأماكن المغلقة والمفتوحة.
في هذا السياق، أكد الدكتور مروان القناعي، المتخصص بعمليات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، أن معدلات الإصابة بأمراض الجيوب الأنفية قد تتراوح ما بين %5 و%15 من نسبة السكان، مشيرا إلى أن تطور أدوات تشخيص المرض بفضل انتشار المناظير والأشعات، أسهم في دقة تشخيص المصابين وزيادة فرص علاجهم.
وقال القناعي لـ القبس: إن هناك أنواعا وتقسيمات لالتهابات الجيوب الأنفية تعتمد عليها طرق العلاج المختلفة، والأمر يعتمد أيضا على استمرارية الأعراض، موضحاً أن «المريض الذي تستمر لديه الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر يمكن أن يتم تشخيصه كمريض التهاب جيوب أنفية مزمن. فالتشخيص الدقيق يستلزم فحص طبيب متخصص وعمل منظار للأنف والجيوب وأشعة مقطعية لمعرفة شدة الالتهابات والمضاعفات واجراء الفحوصات الضرورية أيضا لاستبعاد أمور أخرى قد تتشابه أعراضها مع التهابات الجيوب الأنفية مثل وجود بعض الأورام».
الأعراض
أشار القناعي الى أن أمراض الحساسية تكثر مع مرضى الجيوب الأنفية، وقد تساعد حبوب مضادات «الهيستامين» في التقليل من الأعراض، ومن أبرز الأعراض التي قد يعاني منها المصاب:
1 – انسداد الأنف
2 – افرازات ملونة تخرج باستمرار
3 – فقدان أو تغيير في حاسة الشم
4 – ألم في الوجه واحساس بالضغط خاصةً في منطقة الوجنتين وبين العينين
5 – الصداع
وبين القناعي أن من الشائع زيارة المرضى لطبيب الأنف لمن يعتقدون أن الصداع بسبب الجيوب الانفية، وعند الفحص تتبين سلامة الجيوب ووجود أمراض أخرى مثل الصداع النصفي أو التهابات الأسنان لتشابه الأعراض.
ومن المضاعفات التي قد تصيب المريض:
– انتشار الالتهاب للأعضاء القريبة مثل العين والمخ والأغشية المحيطة به
– تكون خراج
– التهاب العظم
– تخثر الجيوب الكهفية
العلاج
وبين القناعي أن الطبيب يقوم بداية بوصف العلاج الدوائي بعد التشخيص الدقيق للحالة، وإن لم يتحسن المريض قد يلجأ لإجراء عملية جراحية. وشدد على أنه لابد أن يكون علاج التهاب الجيوب الانفية تحت اشراف طبيب متخصص، خاصة لمن قد أجرى عملية جراحية سابقة وذلك لمنع تكرار الالتهابات.
وبيّن أن العلاج عادة يتكون من غسول بمحلول الملح مع بخاخات أو علاجات فيها نسبة من الكورتيزون الموضعي. وقال «بعض المرضى قد يكونون بحاجة الى كورس من حبوب الكورتيزون لكن يجب أن يؤخذ بحذر وعناية لما له من مضاعفات. وكذلك قد يضطر الطبيب المعالج أيضا لوصف مضادات حيوية في بعض الأحيان».
وأكد القناعي أنه مؤخرًا تم تطوير أدوية مناعية جديدة مثل الـdupixent و nucala، اللذين يعملان على تثبيط المسار المناعي المساهم لتكون لحميات الأنف، وأن النتائج الأولية جيدة حتى الآن وتصلح فقط لمرضى التهاب الجيوب الأنفية مع اللحميات.
العمليات الجراحية
أوضح القناعي أن عملية الجيوب الأنفية تعد من أدق العمليات الجراحية التي تجرى حالياً بالمنظار الجراحي وبمساعدة الجهاز الملاحي navigation في بعض الأحيان.
وأرجع دقتها الى وجود أجزاء مهمة قريبة مثل قاع الجمجمة والعين والأعصاب، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من العملية هو إزالة اللحميات والالتهابات وفتح مجرى جيوب الأنف لمنع تكرار الالتهابات ووصول الأدوية بسهولة لها. وقد نحتاج أيضا لتعديل الحاجز الأنفي وتصغير قرنيات الأنف في العملية نفسها.
فقدان حاسة الشم
أكد القناعي أنه كأي فيروس يصيب الجهاز التنفسي العلوي، أثر «كوفيد 19» زاد من نسبة حدوث التهابات الجيوب الأنفية لدى المرضى، ولكن لوحظ بكثرة بعد الإصابة بكورونا لدى البعض فقدان حاسة الشم بشكل جزئي أو كلي، وبعضهم يعاني من تغير في حاسة الشم فأصبح يشتم رائحة كريهة مثلا أو غير معتادة، وذلك يعود لتأثير الفيروس بشكل مباشر على أعصاب حاسة الشم. وأضاف: لحسن الحظ أن معظم تلك الأعراض مؤقتة وغالبا تعود حاسة الشم بعد ستة اشهر إلى سنة من الإصابة.
ونصح القناعي من تأثرت لديه حاسة الشم، خاصة، بمراجعة الطبيب والبدء بتمارين خاصة لزيادة فرص عودة الحاسة كشم زيوت عطرية مختلفة لـ10 – 20 ثانية مرتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.
5 نصائح للمرضى
1 – تجنب الخروج في الغبار والأتربة قدر المستطاع
2 – التزام مراجعات الطبيب المعالج لتقييم حالة الجيوب الأنفية باستمرار
3 – عدم التراخي في الاستخدام المنتظم للغسول والأدوية الموصوفة
4 – مراجعة الطبيب المتخصص عند الاحساس بالأعراض وعدم الاعتماد على التشخيص الذاتي
5 – المتابعة مع الطبيب لتحسين آثار فقدان الشم بعد «كورونا»