ذو الوجهين «العچاف».. المرائي! – بقلم : يوسف عبدالرحمن
بقلم : يوسف عبدالرحمن
في كل زمان ومكان ودولة وكيان، سيبقى هناك طابور من ذوي الوجوه المرائية!
كفانا شر هؤلاء العچافة المنافقين!
صاروا كثرة في مجتمعنا «ذوو الوجوه المتملقة»!
إنهم بطانات وكتل وجماعات وأفراد للأسف!
فمن هذا المنافق ذو الوجهين؟
هو الذي يمارس النفاق بأكل أشكاله (نصف لسان، ونصف وجه) فيه (قبح المنظر وسوء المخبر).. لا يستحي من ممارسة أدواره القذرة بكل جرأة وحرية!
لهذا نحن ندعو: اللهم إني أعوذ بك من ساعة السوء، ويوم السوء، وليلة السوء، وصديق السوء، وجار السوء، وأعوذ بك من ذي الوجهين وذي اللسانين.. وما أكثرهم في هذا الزمان!
لدي نظرة فلسفية عميقة قليلا وهو جميل أن تجلس مع شخص تعرف تماما أنه يكرهك ويغتابك ويُشهِّر بك وأنت بكل هيبتك وثقتك بنفسك تدرك وتعلم أن حضورك حوّله الى منافق ومساح چوخ ومتزلف لك!
يقولون: عندما يكون الإنسان مثل قطعة النقود بوجهين، فإنه يقضي كل عمره متنقلا بين جيوب الناس!
ويسألني قارئي الكريم عن أبرز صفات هذا الشخص ذي الوجهين:
– إنه بعيد عن الدين والتدين.
– إفشاء الأسرار.
– تغيير الحديث وتبهيره.
– عدم قول الحق.
– له أهدافه الشخصية.
– يثير الشائعات ويزيف الحقائق.
كفانا الله شر هؤلاء معسولي اللسان الذين يتمنون زوال ما وهبك الرحمن، يتحينون الفرص ليتلذذوا بالانتقام منك للأسف!
٭ ومضة:
في المرائي (العچاف) ما يقال كثير:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
هو.. والله يقول بما ليس فيك من الجميل وهو راض عنك، وذمك بما ليس فيك من القبح وهو ساخط عليك!
يقول أبو فراس الحمداني:
يعطيك ودا صادقا بلسانه
ويجنُّ تحت ضلوعه ألوانا
صفات ذميمة يملكها هذا العچاف ذو الوجهين، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منها بقوله: «تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه»، متفق عليه.
٭ آخر الكلام:
ذو الوجهين له صفات ذميمة ولا يبقى معه إلا من هو على شاكلته، يقول الشاعر صالح عبدالقدوس:
وإذا الصديق لقيته متملقا
فهو العدو وحقه يتجنبُ
لا خير في ود امرئ متملق
حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
يلقاك يحلف إنه بك واثقٌ
وإذا توارى عنك فهو العقربُ
٭ زبدة الحچي:
نحن في زمن بطانات السوء، وهناك كثرة من (ذوي الوجوه العچافة)!
يقول أحمد تقي الدين في قصيدة رائعة منها هذه الأبيات:
يا لابسين حلى التقوى وشارتها
الدين بالصدق ليس الدين بالكلمِ
صلوا بباطنكم من قبل ظاهركم
فالفائزون ذوو التقوى بسرهم
كونوا أجاويد في قولٍ وفي عملٍ
إن الديانة في الأخلاق والشيم
إن رأيتموهم فاحثوا التراب في وجوههم، ما أقبح أن يكون الإنسان ذا وجهين!
وما دمنا نتذكر «بالمشمش».. الله رزقنا جواً مشمشياً.. فماذا عساكم فاعلون؟
٭ تعزية ومواساة:
بعد أن كتبت مقال اليوم، تناقلت لنا الأخبار عن وفاة شيخنا الأستاذ أحمد عبدالعزيز القطان، الداعية الذي أطلق عليه مسمى خطيب المسجد الأقصى لدفاعه المستميت عنه منذ سنوات وعن عمر يناهز الـ (76) عاما وهو من مواليد 1946م وهو خريج معهد المعلمين سنة 1969.
أُعلن اليوم الاثنين 22 من شوال 1434هـ الموافق 23 مايو 2022م وفاة الشيخ أحمد القطان الذي نعاه المجتمع الكويتي في كل الميديا والتواصل الاجتماعي داخل الكويت وخارجها لدوره الدعوي والخيري.
دخل الشيخ أحمد يوم السبت الماضي مستشفى جابر الأحمد بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة.
لقد أسس الداعية أحمد القطان العديد من اللجان الخيرية التي تحولت إلى جمعيات ودرّب من طلاب علمه العديد من الشخصيات على اعتلاء المنابر، وكان مدافعا شرسا عن المسجد الأقصى وفلسطين.. اللهم أوسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين، آمين.
نعزي عائلته الكريمة وأسرته ومحبيه وذويه.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)، رحمك الله يا أبا عبدالله، التقيت به كثيرا في دروب العمل الخيري والدعوي.. اللهم تقبل ما زرع ليحصد.
في أمان الله..