جدري القردة مرض نادر يشفى المصابون به تلقائياً
يعتبر جدري القرود الذي بدأ يظهر في أوروبا وأميركا الشمالية وتجاوزت حالاته الـ 200، نادرا وهو متوطن في أفريقيا وعادة ما يشفى المصاب به تلقائيا.
ما هذا المرض؟
جدري القردة مشابه لمرض الجدري لكنه يعتبر أقل خطورة وأقل عدوى. إذ يعتبر جدري القردة مرضا نادرا، وهو معروف لدى البشر منذ العام 1970، وقد اكتشف في جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا).
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت 200 إصابة بجدري القرود في 20 بلدا لا يتوطن فيها الڤيروس ودون ارتباط مباشر بالسفر إلى مناطق يتوطن فيها المرض، وهذا «أمر غير معتاد».
يعد جدري القردة مرضا معديا يسببه ڤيروس ينتقل إلى الإنسان من حيوانات مصابة، خصوصا القوارض. لكن الڤيروس اكتشف للمرة الأولى عام 1958 بين مجموعة من قردة المكاك التي كانت تجرى عليها بحوث، ومن هنا سمي المرض جدري القردة، كما أوضح المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية (إنسيرم).
يمكن أن تتراوح فترة حضانة الڤيروس عادة بين 5 و 21 يوما أما أعراضه فتشبه أعراض الجدري (حمى وصداع وآلام العضلات…) خلال الأيام الخمسة الأولى لكنها عادة ما تكون أقل حدة.
ثم يظهر طفح جلدي (على الوجه وراحتي اليدين وأخمص القدمين)، وبثور ومن ثم قشور.
منذ العام 1970، بلغ عن إصابات بشرية بجدري القردة في عشرات الدول الأفريقية.
وفي ربيع 2003، اكتشفت إصابات بشرية بهذا المرض أيضا في الولايات المتحدة، في أول ظهور لهذا الوباء خارج القارة الأفريقية.
كيف ينتقل؟
تنتج العدوى في الحالات الأولية عن الاتصال المباشر بالدم أو سوائل الجسم أو الجروح الجلدية أو الأغشية المخاطية للحيوانات المصابة.
أما في الحالات الراهنة، فيتطلب الانتقال الثانوي – أي من إنسان إلى آخر – اتصالا وثيقا وطويلا بين شخصين، ويحدث بشكل رئيسي عن طريق اللعاب أو القيح من الإصابات الجلدية التي تشكل أثناء العدوى.
وأشار العديد من الخبراء إلى أنه في حين يتمكن هذا الڤيروس من الانتقال أثناء النشاط الجنسي، فهو ليس مرضا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، إنما قد يكون هذا الانتقال بسبب الاتصال الحميم والوثيق أثناء الممارسة.
وحذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بڤيروس الإيدز من أن التعلقيات المسيئة العنصرية والمعادية التي تسجل أحيانا بشأن جدري القردة قد «تقوض بسرعة جهود مكافحة الوباء».
ما مدى خطورته؟
عادة ما يشفى المصابون من جدري القدرة تلقائيا، كما هو معروف حتى الآن، وتستمر الأعراض لمدة تتراوح بين أسبوعين و 3 أسابيع. وتحدث الحالات الشديدة بشكل أكبر لدى الأطفال وترتبط بمدى التعرض للڤيروس والحالة الطبية للمريض وشدة المضاعفات.
تختلف نسبة الوفيات جراء المرض من 1% إلى 10% اعتمادا على المتحورة (هناك متحورتان)، وهي نسب لوحظت في المناطق التي يتوطن فيها المرض، في البلدان ذات النظام الصحي الضعيف.
لكن رعاية طبية مناسبة تقلل من الخطر بشكل كبير، ويتعافى معظم المصابين تلقائيا. وفي البلدان التي اكتشف فيها المرض أخيرا، كانت الحالات بمعظمها خفيفة ولم تسجل أي وفيات.
هل يوجد علاج؟
لا توجد علاجات أو لقاحات خاصة بجدري القردة، لكن يمكن وقف تكاثر الإصابات، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية.
وثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري كان فعالا بنسبة 85% للوقاية من جدري القردة. ولم تعد لقاحات الجيل الأول والثاني مستخدمة للعامة منذ العام 1984 إذ تم القضاء على الجدري.
ورخص لقاح من الجيل الثالث (لقاح حي موهن أي لا يستنسخ الڤيروس نفسه في جسم الإنسان) في أوروبا منذ يوليو 2013 وهو مخصص لمكافحة الجدري لدى البالغين.
كما يملك هذا اللقاح ترخيص تسويق في الولايات المتحدة للوقاية من الجدري وجدري القردة.