التخضير والتشجير يصير أو ما يصير – بقلم : محمد الصقر
تتلاحق المواسم عندنا بشهورها ودهورها، أيامها وساعاتها، تتابع الأخبار السارة، ونتمنى تحاشي الكوارث الضارة كالحروب المدمرة والحوادث المستعرة والاضطرابات الجماهيرية المتكررة، سياسيا وعسكريا!
وتتحول موجات السياحة إلى محطات الراحة والاستراحة الربانية، بيئة وطبيعة، بمسطحاتها الخضراء، وبحارها العميقة، وأنهارها الهادرة، وأشجارها العملاقة وشجيراتها المزهرة، لتمتع النفس المستقرة وتكحل عيونها الناظرة لتلك الجنان الوارفة، والمساحات السماوية بغيومها وأمطارها مستمرة التناغم مع تلك النعمة المتكاملة بجغرافياتها وتاريخها الرباني العميق بتلك البيئة والطبيعة الأوروبية وغيرها تمنيناها تعمر عندنا بواحاتنا ومسطحاتنا وزوايا صحارينا ومساحات مطاراتنا، ومرتفعات هضابنا، وسواحل جزرنا، وشمال وجنوب وشرق وغرب بلدنا إلى واحات خضراء تسقيها مياه هادرة مصفاة من خليجها بعد تحليتها ومصاريف تصفيتها، ومثلها مياه الصرف المعالجة، والتي لا توجه بالشكل المطلوب لعلاج تصحر مناطقنا كما يعبث بها مقاولو مشاريعنا لإصلاح الطرق ودمار أخضرها، وهدر يابسها نخيلا وحدائق عامة كانت يوما ما غنّاء تسر الناظرين، أصبحت اليوم قاعاً صفصفا، كما هي مسطحات مطار الكويت الدولي في ثمانينيات القرن الماضي والتي تركها اليوم القرار المستباح نهبا للرياح، ومثلها مرتفعات الخيران، وسواحل لخويسات، والصبية، وأم قصر، وبوبيان، وأم القواطي! وجنوبا مناطق حقول وبحيرات النفط الجريحة المهجورة!
شجرة نفسها بنفسها لو تبصّر بذلك فرسان هيئة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية لجلبوا منها خيرا وفيرا كما هي حملة الشقيقة الكبرى مملكة القرار السليم وأخواتها بالخليج العربي خضرة وتخضيرا، حبذا لو تم تطبيقها على جزرنا المهملة وفي مقدمتها «فيلكا عنوان جمال الجزر وأخواتها»!
ولو تمعنا في قرارات تجميل الحدائق العامة وتكليف جمعياتها التعاونية بتعميرها لوجدناها «على طمام المرحوم»! عدا البعض منها، وهي تحتاج إلى تقارير تكشف ما وصلت إليه من خطوات إيجابية رعاية وتخضيرا وإعمارا عن الدمار كبساتين وحدائق مدينة الأحمدي عروس البترول وتخضيره!
لكل ذلك لسان حال الناس عمروها بالعود الأخضر بنداء وطني جاد كما كانت فرق تشجير الشؤون خلال رئاسة المغفور له وكيلها الراحل عبدالرحمن المزروعي، وتسمية المغفور له أمير القلوب الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراهما، جميعا بفرسان واحات الكويت الزراعية فهل يكون الحلم الزراعي حقيقة ملموسة ننافس بها الآخرين خضرة وجمالا واحاتنا بكل المحافظات والبراري، والمرتفعات تبهرك من شباك الطيارة جمالا ونضارة، اللهم آمين يا رب العالمين وهدي نبيه الأمين عن غرس العود الأخضر، قولوا آمين.