عزيزة البسام… الأمينة الأولى
بوفاة المربية الفاضلة عزيزة البسام فقدت الكويت قامة ثقافية وتربوية، إذ تعد أول كويتية تعمل أمينة لأول مكتبة نسائية في الكويت اتخذت من منطقة الدسمة مقراً لها عام 1966.
عُرفت البسام، التي سيوارى جثمانها الثرى صباح اليوم في مقبرة الصليبخات، بمسيرتها الطويلة وعطائها اللامحدود من خلال مشاركتها في الأنشطة الثقافية والعلمية والندوات والمؤتمرات المحلية والدولية وسعيها الدائم وراء نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع، حيث كانت لها إسهامات كثيرة وثقت فيها مكانة الكويت في الحركة الأدبية، ودور المرأة الكويتة وأهميته، ليس في الشأن المحلي فقط، إنما في العالم والشرق الأوسط، ما جعلها واحدة من النساء الرائدات اللواتي وضعن لأنفسهن مكانة كبيرة في ذاكرة التاريخ وفي قلوب الكويتيين.
وأكدت البسام من خلال ما قامت به من أعمال وإنجازات أنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وأن أصعب الأحلام يمكن أن تتحقق إن وجدت العزيمة والإرادة، وهذا ما تحلت به، وكان دافعاً لإنشاء أول مكتبة نسائية، واستمرت بعد ذلك في وضع بصماتها ونقل خبراتها في العمل المكتبي بالإشراف على ثاني مكتبة نسائية في عام 1992 وهي مكتبة الرميثية.
ولم تكتف البسام عند هذا الحد، بل إن شغف النجاح والتطور والتوسع الفكري والمهني الذي كانت تتصف به جعلها تنضم إلى جمعيات نفع عام مختلفة وتكون عضواً فعالاً لها دور بارز بمشاركتها في العديد من الندوات وورش العمل تناولت قضايا كثيرة مهمة، فكانت تنادي بحقوق الإنسان وتطالب بقضايا المرأة وتهتم بالمجال الإنساني والعمل التطوعي إلى جانب وطنيتها المعروفة عنها والتي جسدتها في البقاء على أرض الكويت صامدة إبان الغزو العراقي الغاشم.
ونعى وزير الإعلام والثقافة الدكتور حمد روح الدين، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتور عيسى الأنصاري، الفقيدة.
«ذكريات الحب والصمود والحرية»
للفقيدة عزيزة البسام كتاب «ذكريات الحب والصمود والحرية» روت فيه ذكرياتها وتجربتها أثناء الغزو العراقي الغاشم، ومن شهاداتها في ذلك الكتاب تقول: «لعل تسجيل تجربة الغزو بقلم امرأة يختلف كثيراً عن التجارب الأخرى التي نشرها الأدباء الرجال، لأنني كنت أسجل بعض الأحداث في الظلام، وربما كان الموت على الأبواب قريباً مني، أو بعض رصاصات طائشة كانت تستهدف الكثير من أبناء الكويت وقت المحنة».
وأضافت: «تألمت كثيراً… وقررت أن أكون كالنخل العالي لا ينحني أبداً ولا تهوي فروعه أو ثماره… وظللت صامدة مع أهلي وأبناء وطني، بل كان الأمر قضية تحد… أن نكون أو لا نكون.
لا أنسى مواقف المرأة الكويتية في أثناء الغزو… وشهور الاحتلال التي تحدثت عنها وسائل الإعلام بما يدعو للفخر، ويؤكد كيف تحوّلت المرأة الكويتية الوديعة إلى صقر جارح ينهش بمخالبه وجه الغزاة… وكذلك شباب الكويت ورجالها».