كييف تضع 3 شروط للتفاوض مع موسكو وتنتقد دعوات ماكرون إلى «عدم إذلال روسيا»
وضعت أوكرانيا 3 شروط منها إجبار القوات الروسية على التراجع إلى أبعد نقطة ممكنة صوب الحدود الأوكرانية، قبل الانخراط في أي محادثات سلام مع موسكو.
وأدلى ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني بهذا التصريح ردا على سؤال عن عرض وساطة في المحادثات بين كييف وموسكو من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنهاء الحرب.
وقال بودولياك للتلفزيون «إلى أن نتلقى الأسلحة بكامل الكمية (المطلوبة) وإلى أن نعزز مواقعنا، وإلى أن ندفعهم (القوات الروسية) إلى أبعد نقطة ممكنة صوب الحدود الأوكرانية لن يكون من المجدي إجراء مفاوضات».
وكان المفاوض الأوكراني ديفيد أراخامية قال إن بلاده ترغب في تعزيز مواقعها على الأرض بمساعدة شحنات الأسلحة الجديدة التي تسلمتها من الغرب قبل استئناف محادثات السلام مع روسيا.
وفي تصريحات للتلفزيون الوطني أول من أمس، قال أراخامية «قواتنا المسلحة جاهزة لاستخدام (الأسلحة الجديدة).. ومن ثم أعتقد أنه يمكننا بدء جولة جديدة من المحادثات من موقف قوي».
وكان ماكرون دعا للحفاظ على نافذة حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وناشد الغرب عدم إهانة روسيا ليكون بإمكانه الإبقاء على الأبواب مفتوحة للتوصل إلى حل عبر الديبلوماسية.
وهذا ما اثار غضب كييف، حيث انتقد وزير الخارجية الاوكراني دميترو كوليبا دعوات الرئيس الفرنسي الى «عدم إذلال روسيا»، معتبرا أن هذا الموقف يؤدي الى «إذلال فرنسا».
وكتب كوليبا على تويتر أن «الدعوات الى تجنب إذلال روسيا تؤدي فقط الى إذلال فرنسا او أي بلد آخر. لأن روسيا هي التي تذل نفسها. من الأفضل أن نركز جميعا على كيفية إعادة روسيا الى مكانها. من شأن ذلك أن يجلب السلام وينقذ الأرواح».
وقال ماكرون في مقابلة مع الصحافة الفرنسية الإقليمية نشرت أمس «اعتقد، وقد قلت له ذلك، أنه ارتكب خطأ تاريخيا وأساسيا بحق شعبه وبحق نفسه وبحق التاريخ».
وردا على سؤاله عن إمكان زيارته كييف على غرار العديد من نظرائه الأوروبيين، أجاب «حاليا لا أستبعد أي شيء».
إلى ذلك، حذرت أوكرانيا من أن الطرق البديلة لتصدير الحبوب لن تكون كافية لتجنب حدوث أزمة غذاء عالمية، حيث تواصل روسيا حصارها لموانئ البلاد على البحر الأسود.
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن الطرق البديلة لتصدير الحبوب من البلاد لن تكفي لتحل محل موانئ البحر الأسود التي تحاصرها روسيا، محذرا من نقص حاد في الغذاء العالمي، وأضاف «لن تغطي كل أنشطتنا مما يمكننا القيام به عبر موانئ البحر الأسود».
ميدانيا، أعلنت أوكرانيا أمس مقتل أربعة متطوعين عسكريين أجانب يقاتلون القوات الروسية بعدما أثار غزو هذا البلد موجة من التضامن في دول العالم.
وأعلن «الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا»، وهي كتيبة رسمية من المتطوعين، مصرع الرجال الأربعة وهم من ألمانيا وهولندا واستراليا وفرنسا لكن من دون تحديد ظروف الوفاة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت أمس تدمير مركز لتدريب الجنود الأوكرانيين في مقاطعة سومي بشمال أوكرانيا بصواريخ عالية الدقة، وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف «أن هذا المركز كان يستخدم لتدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام مدافع هاوتزر ملم أمريكية الصنع».
وأضاف كوناشينكوف أنه «نتيجة لهجوم صاروخي، تم تدمير نقطة تمركز للمرتزقة الأجانب في مقاطعة أوديسا بجنوب أوكرانيا، كما تم استهداف 27 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، إضافة إلى موقعين للقيادة، و6 مستودعات للصواريخ والمدفعية والذخيرة والوقود في دونيتسك ولوغانسك».
وكانت القوات الاوكرانية أكدت أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في سيفيرودونتسك كبرى مدن دونباس، حيث تركز موسكو هجومها على أمل السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إن قتالا ضاريا كان يدور في وسط المدينة أول من أمس، وأوضحت أن «الغزاة الروس يواصلون قصف البنية التحتية المدنية والجيش الأوكراني في مناطق سيفيرودونتسك وبوريفسكي وليسيتشانسك».
لكن القوات الروسية ما زالت عاجزة عن السيطرة بالكامل على هذه المدينة، بحسب كييف.
وأعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أن الجنود الروس أجبروا على التراجع، وقال «لم يستولوا عليها بالكامل.
كنا نشهد وضعا صعبا بعد استيلائهم على حوالي 70% (من المدينة) وتم صدهم الآن بنسبة 20%» على الرغم من كثافة القصف.