“البحر قد يسترد ما أُوخذ منه”.. تحذيرات من التوسع في بناء الجزر الصناعية بالخليج
خلال العقود الأخيرة، أنشأت العديد من دول الخليج مدن وجزر صناعية في البحر، وهو ما أضر بالبيئة في هذه المناطق، بحسب تقرير لمجلة “ذا إيكونوميست”.
منذ الستينيات، أضافت البحرين أكثر من 11٪ إلى أراضيها من خلال استصلاح الأراضي القريبة من البحر، كما يقول محمد آل خليفة، رئيس هيئة تنظيم العقارات. وأكد أنها قد تضيف قريبا أكثر من ذلك بكثير.
وأضاف خليفة: “نحن محاطون بالمياه الضحلة، لذلك لا يتطلب الأمر الكثير للقيام بعملية الإصلاح، إنه مثل حوض الاستحمام”.
من السهل فهم حماس البحرين لمثل هذه المشاريع، حيث تبلغ مساحة أرضها الطبيعية 665 كيلومترًا مربعًا فقط (257 ميلًا مربعًا)، أي أكثر من نصف مساحة لندن الكبرى، والجزء الجنوبي منها صحراوي في الغالب، جيد لحقول النفط والقواعد العسكرية والقليل من الأمور الأخرى.
وقالت البحرين العام الماضي، إنها ستبني خمس مدن جديدة على أراض مستصلحة من البحر. إذا حدث ذلك، فسيؤدي إلى توسيع البلاد بأكثر من نصف مساحتها الحالية.
وتري مجلة “إيكونوميست” أنه إذا كانت البحرين قد بنيت هذه المدن على أساس الضرورة، فإن دول الخليج الأخرى تفعل ذلك من باب الاختيار. وأشارت إلى نخلة جميرا، وهي عبارة عن مجموعة من الجزر على شكل شجرة نخيل، أنشأتها إمارة دبي في السنوات الأخيرة.
كما قامت إمارة أبوظبي بتجريف الساحل لإنشاء مناطق جذب مثل جزيرة ياس، موطن الحدائق الترفيهية والفنادق الفاخرة، وتسعى السعودية إلى بناء مدينة صناعية عائمة من ثمانية جوانب في البحر الأحمر تسمى “أوكسجين” رغم المساحات الكبيرة من الأرض الخالية لديها.
لكن العلماء والسكان المحليين قلقون بشأن الأضرار البيئية لهذه المشروعات. ويقول الصيادون في البحرين إن استصلاح الأراضي قد أضر بسبل عيشهم من خلال استنزاف مخزون الأسماك، مما أجبرهم على العمل لمسافة أبعد في البحر. وهذا يزعج جارتها قطر التي تحتجز بانتظام قوارب بحرينية بعد دخولها في مياهها.
كما وجدت دراسة أن مشاريع استصلاح الأراضي في البحر قلصت عدد أشجار القرم في خليج توبلي، قبالة الساحل الشرقي للبحرين.
كما توصلت مجموعة أخرى من الباحثين إلى أن نخلة دبي زادت متوسط درجات حرارة المياه بمقدار 7.5 درجة مئوية على مدار 19 عامًا، وهو أمر سيء للشعاب المرجانية ويضر ببعض الحياة البحرية.
لكن المطورين يؤكدون أنهم يحاولون عدم الإضرار بالبيئة.
وبحسب تقرير المجلة، فإن تغير المناخ يهدد الأراضي الاصطناعية في الخليج، تمامًا كما هو الحال مع جميع ممتلكات الواجهة البحرية.
وقالت إنه بالرغم من أنه قد تم تصميم النخلة للتعامل مع ارتفاع 50 سم في مستوى سطح البحر، فقد قدر باحثون في جامعة طهران أن مياه الخليج قد ترتفع 84 سم بحلول نهاية القرن.
ولم يسجل أحد من قبل أي إعصار في الخليج العربي. لكن دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر للتغير المناخي” في عام 2015 خلصت إلى أنه لم يعد من الممكن استبعاد ذلك.
والعام الماضي، ضرب إعصار شاهين عدد من المدن في عمان، لأول مرة منذ قرن على الأقل. وقالت المجلة: “ما أخذه الإنسان من البحر قد يسترده البحر”.