هل تصبح الكويت مركزاً عالمياً لتداول «الفوركس»؟
ذكرت مجلة «فاينانس ماغنيتس» أن الشرق الأوسط بات الوجهة الرئيسة لوسطاء الفوركس وعقود الفروقات في العالم خلال السنوات الـ5 الماضية، مشيرة إلى أن المنطقة باتت موطناً لأسرع الاقتصادات العالمية نمواً.
وأشارت إلى أن دبي بشكل خاص شهدت زيادة حادة في شعبية مقدمي الخدمات المالية بعد الأزمة المالية العالمية في 2008.
واستدلت على ذلك بأنها سجلت 996 شركة جديدة بارتفاع 36 في المئة عن الأعداد المسجلة 2020.
و«الفوركس»، عبارة عن تداول العملات الأجنبية، وتحويل عملة إلى أخرى.
ويُعتبر واحداً من أكثر الأسواق المُتداولة نشاطاً في العالم، حيث يقدر البعض متوسط حجم التداول اليومي بـ 5 تريليون دولار.
وتابعت المجلة أن الشرق الأوسط لا يعني دبي أو الإمارات فقط، فهنالك بلدان مثل البحرين والأردن طبقت أخيراً مقاربة مالية تنظيمية تقوم على التكنولوجيا بهدف اجتذاب شركات مالية كبرى في العالم بما فيها وسطاء الفوركس وعقود الفروقات.
ونقلت المجلة عن الشريك المؤسس المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) في مجموعة «إيكويتي» محمد الأحمد قوله «يتوقع أن تشهد بلدان أخرى غنية بالنفط في المنطقة مثل الكويت والبحرين نمواً متسارعاً إلى جانب عمان والسعودية، ما سيجعل من الشرق الأوسط وبالتحديد دول الخليج مركزاً جذاباً للوسطاء العالميين».
وبتأثير من الثروة الإضافية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط يرجح أن تسجل دول المنطقة نمواً بمعدل 5.2 في المئة 2022، استناداً إلى تقرير حديث صدر في أبريل عن البنك الدولي، أسرع معدل نمو منذ 2016.
وأضاف أحمد أن«الارتفاع الحاد في عدد وسطاء الفوركس خلال العامين الماضيين يرجع إلى عوامل مساعدة عدة، أولها وأهمها الجهود لترسيخ نظام رقابي متطوّر للسوق بمستوى المعايير الدولية لحماية وسطاء ومتداولي الفوركس على حد سواء، وهي الجهود التي أدت إلى إنشاء بيئة أكثر أماناً وجاذبية وتمكناً».
معدلات ضريبية
ونقلت المجلة عن كبيرة محللي السوق في فرع شركة «إكس للتجار والوسطاء “في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فرح مراد، قولها إنّ الشرق الأوسط طوّر نفسه في السنوات القليلة الماضية نتيجة لتبني التكنولوجيا في قطاعات مختلفة.
كما أنّ مقاربة دبي الخاصة بمنتجات التداول المالية الناشئة جعل ممكناً بالنسبة للوسطاء أن يطلقوا عملياتهم ويوسّعوها في المنطقة.
وأضافت مراد:«دبي توافر بشكل متزايد بيئة مواتية للشركات المالية ونظاماً قانونياً ورقابياً ملائماً مع بيئة تحتية مناسبة».
أما الكويت فأنشأت سوقاً مالياً متقدماً مع وجود عملة الأعلى قيمة في العالم.
وقد أفادت هذه البيئة سوق الفوركس التي ينظمها بنك الكويت المركزي لتقديم منتجات عقود فروقات لمتداوليها الملتزمين بالمعايير العالمية لتداول الفوركس، وفي الوقت ذاته استفادت من القيود القليلة.
وأشارت إلى أنّه في ما يتعلق بالاقتصادات القوية فإنّ معدلات الضرائب على الشركات بين الأدنى في العالم.
ومع وجود مناطق حرة اكتسبت دبي شعبية خاصة لدى الشركات الراغبة في الابتكار بصناعة الخدمات المالية.
مدن خليجية وجهة لوسطاء عالميين
أضافت «فاينانس ماغنيتس» أنّه مع العدد المتزايد لمتداولي فوركس وعقود الفروقات في المنطقة إلى جانب إستراتيجية النمو المدفوعة بالتكنولوجيا في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة لن يكون مستغرباً أن نرى مزيداً من الوسطاء العالميين يختارون مراكز مالية كبعض المدن الخليجية كوجهة رئيسية للتوسع العالمي.