حاولت اختيار عنوان آخر لمقالتي هذه، لكنني لم أستطع إزاء ما تناقلته المواقع من موقف جديد من الإعلامي جورج قرداحي، حيث إن ما قام به من تصريحات مسيئة للخليج وما تناقلته وسائل الإعلام الخليجية سابقا وكعلاج لما حدث ولاحتواء الأزمة فقد تمت استقالته، وهذا كان العلاج للأعراض فقط ولم تتم معالجة المرض من جذوره.
إن عودة وإصرار قرداحي بتصريحاته المسيئة مرة أخرى فإنه لا يوجد من سيربح المليون في هذه المسابقة التي أعدها وقدمها في الوقت غير المناسب، وكنت أتمنى ألا تعود أعراض السلس، لأن الإعلاميين يتعلمون الدروس دون اللجوء إلى الجراحة أو العلاج في الخارج، ولكن الوزير السابق والإعلامي جورج اختار طريقا آخر وأفصح عنه مؤخرا عبر الإعلام وله حساباته في ذلك لا ينازعه فيها أحد وفقا لقناعاته.
وهذا الموقف أظهر عجزا في منظومة الإعلام العربي في عصر الإعلام وحرية الرأي، إذ تطلّب حل الأزمة السابقة تدخل قمة الهرم في لبنان ودول الخليج، وتقدم قرداحي باستقالته من حقيبة وزارة الإعلام، أما وقد عاد لفتح ملف قديم من زوايا مختلفة، فهذا هو السلس المزمن الذي لم ينجح علاجه بالطب الشعبي ولم يعالج كما ينبغي حتى لو كانت التكلفة بالملايين.
ومهما كان السلس مجرد قطرات، فإن تنقية الثوب منه لها فوائدها الصحية والشرعية والاجتماعية، ولا يجب التعامل معه بأقل مما ينبغي لنربح المليون.
وعلينا ألا ننسى ما حدث منذ فترة بسيطة عندما تولى جورج قرداحي وزارة الإعلام، فقد كان تصريحه عن الحوثيين وحرب اليمن شرارة أصابت العلاقات بين لبنان ودول الخليج، وما زالت تداعياتها باقية، وإن كانت جهود العقلاء قد نجحت إلى حد ما في تجاوز الأزمة باستقالته من مقعد وزارة الإعلام، وها هو الآن يعود من الشباك بدلا من الباب ويستعد للتعاقد مع قناة تلفزيونية بإحدى دول الجوار.
إن ما يقوم به جورج قرداحي من إساءات ليست إلا أجندة خاصة ينفذها ليربح المليون الخاسر في حياته ونكراناً للجميل.
