بايدن يتوجه إلى السعودية… طلباً لمساعدتها
انتصرت السعودية بـ «الضربة القاضية» على «المرشح» للرئاسة الأميركية جو بايدن، الذي اعتقد أنه يستطيع إعلان العداء لإحدى أهم الدول في غرب آسيا، فإذا به يأتي كرئيس للولايات المتحدة، مستجدياً المساعدة والعون لإنقاذ إدارته قبل الانتخابات النصفية، بعدما تسبّبت سياسته بأعظم أزمة غذائية ونفطية لم يعرفها العالم منذ عقود.
«كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، تحتم عليّ وظيفتي العمل للسلام إذا استطعت.
وهذا ما أحاول فعله»، قال بايدن عن زيارته المرتقبة للسعودية في منتصف يوليو المقبل.
لكن، أي سلام تحتاجه المملكة ويأتيها به؟ لا يوجد أي مبادرة أو سلام تحتاجه الرياض ليسعى بايدن إليها، وهو لا يأتي إلى الشرق الأوسط ليقدم أي شيء.
فالمملكة دخلت في مفاوضات مع إيران منذ أشهر عدة، عبر لقاءات جرت في بغداد من دون وساطة أو رعاية أميركية. ووافقت الرياض على وقف إطلاق النار في اليمن وأعادت الحرارة إلى العلاقات مع تركيا وقطر، وتالياً فهي لا تحتاج لوصي عليها يوّجه سياستها الشرق أوسطية.
ووقعت المملكة عقوداً بقيمة ثلاثة مليارات دولار مع روسيا، منها اتفاقات عسكرية، لتتبع سياسة تنويع المصادر. كذلك أنجزت اتفاقاً مع الصين بقيمة عشرة مليارات دولار لتطوير بنيتها التحتية، وكلا البلدين (الصين وروسيا) من ألد خصوم أميركا.
وأظهرت دول منطقة غرب آسيا أنها تستطيع حل مشكلاتها – أو على الأقل التحدث بها مع خصومها وحلفائها، وطرحها على الطاولة من دون العودة إلى القوة الأميركية العظمى التي بدأ نجمها في الأفول خصوصاً بعد الحرب الأميركية – الروسية على الأراضي الأوكرانية.
وأظهرت السعودية أنها تستطيع أن تدير ظهرها – عندما تدعو الحاجة – لطلبات سيد البيت الأبيض الهاتفية، بزيادة إنتاج النفط ليعوّض عن النفط الروسي الذي يتمنى بايدن إيقاف تدفقه إلى الأسواق الغربية في محاولة فاشلة لتركيع موسكو اقتصادياً.
لذلك، فإن الرئيس الأميركي يأمل أن يحقق شخصياً في زيارته للمملكة ما لم يستطع تحقيقه عبر الهاتف.
وتالياً فإن الرياض فرضت عليه المجيء بشخصه، في إشارة اعتذار عما سبق أن أعلنه أثناء حملته الانتخابية عن عدم نيته التعاون معها.
وهكذا يعاود القائد الأميركي تأكيد مقولة «أنّ أميركا لا تمتلك أصدقاء بل مصالح»، التي تعلو فوق كل شيء.
وبات من الواضح أن بايدن اتخذ قرارات كثيرة خاطئة، أهمها فرض عقوبات على روسيا لم يتوقع ارتدادها على بلاده وعلى الغرب الذي يدفع أثماناً باهظة.
ولم يستطع الرئيس الأميركي إنجاز الاتفاق النووي المتعثر، ليعيد إيران إلى الساحة النفطية. وفشل في إقناع فنزويلا بمعاودة الإنتاج النفطي، مما رفع سعر البرميل الواحد إلى أكثر من 120 دولاراً.
وهذا ما تسبب برفع سعر مادة البنزين في أميركا إلى 5 دولارات للغالون، وهو سعر قياسي يتسبب بتململ كبير في الداخل مما سيؤثر سلباً على شعبية بايدن، خصوصاً في الانتخابات النصفية للكونغرس قبل نهاية السنة الحالية.
ولهذه الأسباب، من المتوقع أن يخرج بايدن بعناوين رنانة كثيرة لتبرير زيارته للمملكة.
وقد أدخل محطة يتوقف فيها أولاً في إسرائيل، ليقول إنها الهدف الأساسي وانه يريد التواجد خلال اجتماع قادة دول الخليج.
بينما الحقيقة أن بايدن بدأ زيارته بهدف واحد… طلب المساعدة.