«الصليب الأحمر»: نسعى لتطوير القانون الدولي الإنساني لتعزيز حماية الصحافيين
اختتمت الدورة التثقيفية التي نظمتها جمعية الصحافيين بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وحملت عنوان «القانون الدولي الإنساني للإعلاميين» فعالياتها أمس في اليوم الثالث والأخير لها، بمناقشة «قانون الحرب والاعلام» وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين الزميل عدنان الراشد، وعضوة مجلس إدارة جمعية الصحافيين والمديرة العامة لها الزميلة رابعة حسين مكي جمعة ونائب رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر مكرم صوه.
وفي ختام الدورة، قام رئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين الزميل عدنان الراشد بتوزيع الشهادات على الإعلاميين الذين حضروا الدورة التدريبية من كل وسائل الإعلام.
وخلال محاضرات اليوم الأخير، سلط مدير قسم الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الكويتية خالد الزيد، الضوء على دور الجمعية في تقديم المساعدات للدول المنكوبة خلال الأزمات، وتحدث عن دور الكويت في تقديم المساعدات للشعب اللبناني إزاء انفجار مرفأ بيروت في لبنان، مشيرا إلى أن جمعية الهلال الأحمر شكلت حينها 3 لجان متمثلة باللجنة الإعلامية ولجنة الإغاثة ولجنة التبرعات، حيث تم تقديم 1000 طن معونات صحية وغذائية وإغاثية، وتم تنظيم حملة تبرعات «أغيثوا لبنان» وتم جمع تبرعات من أكثر من 120 شركة وبنكا ساهموا في تلك الأزمة وتم تأمين 5 مستشفيات وإعادة بناء المدارس والمنازل التي تعرضت للدمار جراء انفجار مرفأ بيروت.
دور مهم
من ناحية أخرى، سلط الزيد الضوء على دور الجمعية خلال جائحة كوفيد – 19 حيث تم تشكيل لجنة إعلامية من مختلف الجهات، فضلا عن المتطوعين الذين تواجدوا في المحاجر ومراكز التطعيم والمطار، فضلا عن تواجد فريقها الإعلامي في المناطق المحظورة وتقديم الحملات والورش التوعوية إضافة إلى المساهمة في تنظيم رحلات الإجلاء الجوي والبري وتوزيع الوجبات والسلال الغذائية والمواد التموينية والمستلزمات الطبية والوقائية.
وقال الزيد إن الكويت تتميز بتقديم المساعدات الإنسانية الخيرية دون أي تمييز أو عنصرية، موضحا أن طابع السياسة لا يطغى على عمل جمعية الهلال الأحمر الكويتية.
حماية الضحايا
من جانبه، قال المستشار القانوني للجنة الدولية للصليب الأحمر د.معز الهذلي إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي إحدى الآليات الرقابية خلال النزاعات المسلحة، موضحا أن اللجنة تقوم بتقديم مساعدات للمنكوبين وهي تعمل على حماية ضحايا النزاعات المسلحة وعندما تحدث انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني فبحكم مبدأ الحياد تعتمد مبدأ السرية وتدخل في مفاوضات مع الحكومات من خلال تقارير سرية لا تخرج للعلن.
وأفاد الهذلي بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر يجوز لها بصفة استثنائية إذا كان التصريح سيكون في صالح ضحايا النزاعات المسلحة أن تخرج من هذا المبدأ السري وتخرج إلى العلنية.
بدوره، تحدث المستشار القانوني الإقليمي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر علي البدراوي، عن كيفية حماية الصحافيين من خلال القانون الدولي الإنساني مسلطا الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحافيون وكيف يعالجها القانون الدولي الإنساني، لافتا إلى أن القانون الدولي الإنساني يقدم الحماية للصحافيين بصفتهم أشخاص مدنيين.
وذكر البدراوي أن الصحافي شخص مدني له الحماية ولكن هناك فئة المراسلين الحربيين عملهم مرتبط بتغطية الأحداث العسكرية أثناء النزاعات المسلحة إذا تم القبض عليه يتم اعتبارهم أسرى حرب نظرا لظروف عملهم، أما الفئة الثالثة التي لم تتحدث عنها اتفاقيات جنيف لكن تطور العمل داخل أروقة الأمم المتحدة انتج لنا مفهوم الإعلام العسكري وهي ان لم تكن موجودة في القانون الدولي الإنساني ولكنها فئة تعتبر جزءا من القوات المسلحة كونه ضابطا في القوات المسلحة لكن تسند له مهام إعلامية وصحافية أثناء النزاع المسلح.
وأفاد بأن القانون الدولي الإنساني لم يتحدث بشكل صريح عن الأعيان المرتبطة بعمل الصحافيين ولكنها بالنهاية فهي أعيان مدنية لا يجوز استهدافها إلا إذا ساهمت مساهمة مباشرة في العمل العسكري تسقط عنها الحماية وتصبح هدفا عسكريا مشروعا، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتطوير القانون الدولي الإنساني من خلال اتفاقيات، ولكن حتى الآن لم يحدث جديد على ارض الواقع، موضحا أن اللجنة لم توقف محاولتها وعملت على تطوير القانون الدولي الإنساني العرفي.
وأوضح أن الصحافيين والمراسلين الحربيين مشمولون بالحماية بوصفهم مدنيين ولا يجوز مهاجمتهم عمدا ما لم يشاركوا مشاركة مباشرة في العمليات العدائية وعلى مدى تلك المشاركة موضحا أن تعمد هجوم ضد المدنيين يشكل جريمة حرب. وأشار البدراوي إلى أن القانون الدولي الإنساني لا يحظر اعتقال أو احتجاز الصحافيين قائلا: يمكن اعتقالهم بوصفهم مدنيين لأسباب أمنية، ولكن يجب إطلاق سراحهم فور انتفاء الأسباب الأمنية.
وسلط الضوء على تطور القضاء الجنائي الدولي والملامح الرئيسية للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ممارسة واقعية
وفي ختام الدورة، تقدمت عضوة مجلس إدارة جمعية الصحافيين والمديرة العامة للجمعية رابعة حسين مكي جمعة بالشكر والتقدير للمشاركين في الدورة، مثمنة هذا التعاون المثمر ما بين جمعية الصحافيين واللجنة الدولية للصليب الأحمر، معربة عن أملها في استمرار هذا التعاون مستقبلا. ونقلت جمعة للمسؤولين في «الصليب الأحمر الدولي» طلب المشاركين بممارسة ما تم تحصيله خلال الدورة التثقيفية إلى واقع عملي من خلال ترتيب زيارة للصحافيين في إحدى مناطق النزاع.
تفاعل
من جانبه، أكد نائب رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في الكويت مكرم صوه أهمية دور الإعلام في مناطق النزاع ونقل الصورة وتطبيق القانون الدولي الإنساني، معربا عن شكره العميق لجمعية الصحافيين الكويتية على تعاونها ولجمعية الهلال الأحمر الكويتية والديوان الوطني لحقوق الإنسان وجمعية المحامين على تفاعلها خلال هذه الدورة التثقيفية.توجه رئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين الزميل عدنان الراشد بالشكر والتقدير إلى جميع المحاضرين والمشاركين في الدورة التثقيفية حول القانون الدولي الإنساني للإعلامي، آملا أن تكون حققت الأهداف المرجوة منها.
وتوجه الزميل الراشد بالشكر إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر على جهودهم الحثيثة التي بذلوها على مدار أيام الدورة، وخص بالشكر رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون الخليجي الذي انتهت مهام عمله د. عمر عودة، متمنيا لرئيس اللجنة الجديد مامادو سو كل التوفيق والسداد.