أبرزهم سيدنا يونس.. خالد الجندي: بعض الأنبياء أصيبوا بأمراض نفسية
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنني أفهم المقصد مما قاله الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة حول كون المؤمن لا يصاب بالأمراض النفسية، ولكن الكثير لا يفهم ما يقصده، فهو يتحدث أن الأغلب الأعم من أهل الإيمان عندهم استقرار نفسي، والناس المؤمنون الأتقياء وصفوة الخلق وهم الأنبياء والأولياء والصديقون والشهداء والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، أصيبوا بمرض نفسي ومشاكل نفسية، ولكنها لم تكن مزمنة وتتم السيطرة عليها ولا تلازمه ولا تتحول معه لحالة مستمرة معه.
وخلال تقديمه برنامج “لعلهم يفقهون” المذاع على قناة “دي إم سي” مساء اليوم الثلاثاء، تابع الجندي: الدليل على ما قلته قول الله تعالى: “إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان فإذا هم مبصرون”، حيث إن الشخص يكون تقيا ويصاب بالمس، والمس ليس بمعنى أنه يتكلم بلسان “العفريت” ولكن يقصد به النسيان الشديد والضيق الشديد والغضب الشديد، فهي أمور تحدث حتى للأنبياء، فسيدنا أيوب نبي وقال “إني مسني الشيطان بنصب وعذاب”، وسيدنا محمد قال “فإما ينزغنك الشيطان، فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الغافلين”، وسيدنا يوسف قال عنه الله “فأنساه الشيطان ذكر ربه”.
ولفت إلى أن الآيات القرآنية توضح أنه حتى الأنبياء يكونون عرضة للمس الشيطاني بالإيحاء الكاذب أو الغضب، وهو ما حدث أيضا لسيدنا يوسف الذي غضب غضبا شديدا لم يستطع التحكم فيه، لدرجة أن رمى الألواح التي فيها كلام الله ورماها على الأرض فقال الله تعالى “وألقى الألواح ومسك برأس أخيه يجره”، مفيدا بأنه كان وقتها في حالة نفسية من الغضب الشديد.
وتابع: هل نسيت أيضا أن سيدنا يعقوب أصابته حالة نفسية من الحزن لدرجة أنه أصيب بالعمى، معقبا: “هو الحزن ده إيه؟ مش حالة نفسية برضه يا متعلمين ياولاد المدارس”؟.
وأوضح أن سيدنا يونس أيضا أصيب بحالة نفسية عندما كان في بطن الحوت فقال الله عنه “فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين” مفيدا بأن الغم من الحالات النفسية.
وأكد أن لا أحد ينفي إصابة المؤمنين بالأمراض النفسية، ولكن الدين له تأثير في علاج هذه الأمراض، ومن يقول غير ذلك فهو جاهل، فالدين له عامل ووظيفة في السكينة والهدوء النفسي والثبات الانفعالي وحالة الطمأنينة، مضيفا: “كل ده موجود في القرآن الكريم بس احنا اللي غبنا عنه، اللي عاوز أخلاق وحياء هيلاقيه في الدين، واللي هيغيب عن القرآن هيحصله شقاء، وهو ما يحدث في المجتمعات الغربية، فالناجي هو من ينجي بجسمه وأولاده من المجتمع الغربي من غياب مبادئ وانتشار فساد على رأسها “الشذوذ الجنسي”.