لبنان… تسريب التشكيلة الحكومية لـ «تخريبها».. وجعجع يعلن ترشّحه للرئاسة
غطى تسريب التشكيلة الحكومية التي أودعها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في بعبدا، على مختلف أوجه الحراك السياسي في لبنان، وولد القذف المتبادل لكرة المسؤولية، بين فريقي عمل الرئاستين الأولى والثالثة انطباعات، بأن التسريب المعزى الى الفريق الرئاسي، ينطوي على رفض ضمني للتشكيلة المطروحة، ما يعكس انعدام النية في تشكيل حكومة نهاية الولاية، علما انها حظيت بمباركة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولم يعترض عليها حزب الله.
هذا وجرى اتصال هاتفي امس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وتم التداول بالملف الحكومي والتشكيلة التي قدمها ميقاتي إلى عون. وعلم أن ميقاتي سيزور صباح اليوم قصر بعبدا للبحث مع عون في التشكيلة الحكومية التي عرضها والتداول بشأنها.
وكان المفترض ان يرد الرئيس عون على التشكيلة الحكومية، بعد الدرس والفحص، الاثنين او الثلاثاء المقبلين، كحد أقصى. وإذا جاء جوابه بسرعة إعداد ميقاتي للتشكيلة، عبر تسريبها للعلن، ما اعتبر تخريبا للمساعي المبذولة، لا أكثر.
وسجل تراشق بالمسؤولية عن التسريب، دوائر القصر الجمهوري تعزوه الى المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي عبر مواقع واعلاميين معروفين، والمكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة يقول انه فضح المسرب الرئاسي الذي أبقى على علامات بالغة الدلالة على النسخة المسربة فكشفت أمره.
وأكد بيان ميقاتي ان القصر هو من سرب التشكيلة واضح للعموم وأعلن وقف السجال لإنجاح السعي الحثيث لتشكيل الحكومة وصونا لمقام رئاسة الجمهورية.
المصادر المتابعة توقعت ان يتغاضى الرئيس ميقاتي عن التسريب الذي حصل، مفسحا المجال للرئيس عون والفريق المحيط به، إبداء الرأي بالتشكيلة المطروحة، وتحديدا في الأسماء الجديدة، المضافة الى التركيبة القديمة، حيث يبقى احتمال التغيير والتبديل واردا، شرط عدم الإبقاء على وزير الطاقة في بلد تسوده العتمة، او وزير الاقتصاد، فيما بات جزء من مشاغل اللبنانيين مطاردة رغيف الخبز.
المصادر أكدت لـ «الأنباء» ان الموعد لورود إجابة الرئيس عون الرسمية، ما زال الاثنين او الثلاثاء على أبعد تقدير، وتحديدا قبل عيد الأضحى، فإذا أتى متجاوبا، يكون خيرا، واذا أوغل في السلبية والرفض، يؤجل رد الفعل الى ما بعد عطلة العيد، تجنبا لتسميم الأجواء العامة خلال هذه الفترة.
وتحدثت المصادر عينها عن اتصالات يجريها حزب الله مع الرئيس عون، ومع رئيس تياره جبران باسيل، لإقناعهما بتسهيل الأمور، وعلى أساس ان الفترة الزمنية من عمر ولاية الرئيس عون لا تستاهل توتير الأجواء على نحو ما هو حاصل. لكن يبدو ان باسيل يعتبر ان انتزاع ميقاتي وزارة الطاقة من فريقه، يمكن ان تمهد لانتزاع المزيد، فيما لو تقبلها بصمت.
وبالمقابل وطبقا للمصادر المتابعة، فإن عدم تجاوب باسيل مع هذه التشكيلة الحكومية، ومعه الرئيس عون، فإن خطوة سياسية صارمة، ستكون بمنزلة الرد المقابل.
المصادر رفضت الإفصاح عن ماهية هذه الخطوة، وان كانت معلومات «الأنباء» تشير الى إمكانية ان تصبح الانتخابات الرئاسية المبكرة في المرمى.
وتضمنت التشكيلة الحكومية المسربة 19 وزيرا من حكومة تصريف الأعمال، وخمسة جددا، فقد استبدل وزير الطاقة وليد فياض بوليد سنو، وهو من أهل الاختصاص ومقيم في فرنسا، وبعيد عن الوصايات السياسية، ووزير الاقتصاد أمين سلام، المحسوب على التيار الحر، بالوزير الطاشناقي جورج بوشكليان، ووزير الصناعة، الذي حل محله في الصناعة المصرفي وليد عساف، فيما أبقى وزارة المال في عهدة حركة أمل، حيث حل النائب السابق ياسين جابر محل وزير المال يوسف الخليل، واستبدل وزير المهجرين والنازحين عصام شرف الدين بنائب عكار سجيع عطية.
وكان لافتا تجنب ميقاتي مقاربة موقع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي كان اسمه مدرجا على لائحة التعديلات الوزارية التي كشفت عنها «الأنباء» بتاريخ 26 الماضي، وربما ذلك بسبب اجتماع وزراء الخارجية العرب المقررة في بيروت غدا السبت، تحضيرا لقمة الجزائر العربية.
واللافت أيضا ان التعديلات المطروحة شملت وزراء من 5 طوائف، عدا الطائفة المارونية، التي ترك أمرها للرئيس عون، بعد إعادة النظر بالموقف من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
الى ذلك أرسى ميقاتي عرفا جديدا اذ كرس حق الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، ثم عرضها على رئيس الجمهورية، بدل تشكيلها بمشاركته.
وردا، قالت دوائر القصر الجمهوري، ان الرئيس ميقاتي، أخطأ في التقدير والظن انه قادر على لي ذراع الرئيس عون في نهاية ولايته، والجميع يدرك ان ميشال عون ليس من النوع الذي يستسلم.
وهو بالتأكيد لن يسمح لا لميقاتي ولا لغيره بدفنه حيا، حتى لو بقي من عهده ساعة. وانه ينكب الآن على دراسة التشكيلة التي رفعت اليه بخط يد ميقاتي، ولن يعطي رأيه بها قبل ان يفندها بالتفصيل.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أكد ان حكومة جديدة لن تشكل، واننا سنكمل مع حكومة تصريف الأعمال، لأنه من رابع المستحيلات تحقيق أي شيء على وجود عون في بعبدا. وقال: «الانتخابات الرئاسية في موعدها، وانا مرشح طبيعي للرئاسة.