«الناتو»: الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا «طالما لزم الأمر»، معلنا مساعدة عسكرية جديدة لكييف «بأكثر من 800 مليون دولار» من مضادات للطائرات ومدفعية ومعدات أخرى.
وقال بايدن في ختام قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدريد امس «سنبقى الى جانب أوكرانيا وكل الحلف سيبقى الى جانب أوكرانيا طالما لزم الأمر لضمان أنها لن تهزم من قبل روسيا».
واضاف «لا أعرف كيف ومتى سينتهي الأمر. لكن الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا».
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدريد إلى تكثيف الجهود من اجل «وقف دائم لإطلاق النار» في أوكرانيا.
وقال اردوغان للصحافيين في ختام قمة «الناتو»«يجب ان نكثف الجهود الديبلوماسية في سبيل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في اوكرانيا. بالنسبة الى تركيا لن يكون هناك خاسرون في السلام».
وأضاف الرئيس التركي «نحافظ على نهج متوازن وليس على سياسة عدوانية».
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «ستارا حديديا» يقوم راهنا بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الديبلوماسية غير المسبوقة بسبب النزاع في أوكرانيا.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في مينسك مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي امس «الواقع أن الستار الحديدي هو في طور القيام» مستعيدا العبارة الشهيرة لونستون تشرشل.
وتابع أن الاتحاد الأوروبي «لا يبدي أي اهتمام بتفهم مصالح» روسيا وقرارته تمليها «واشنطن».
واعتبر الوزير أن قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع أظهرت أن الولايات المتحدة تريد «إخضاع كل الدول لإرادتها».
ونددت موسكو وبكين المتهمتان من قبل حلف الأطلسي «بزعزعة النظام العالمي»، في موقف مشترك بالحلف الذي اختتم قمته في مدريد فيما فتحت روسيا خطا بحريا لتصدير القمح من أوكرانيا الى دول أخرى.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الى عشق آباد عاصمة تركمانستان مساء أول من أمس إن «الدول الكبرى في الناتو ترغب في تأكيد هيمنتها وطموحاتها الإمبريالية».
وأكد أن «دعوة أوكرانيا إلى مواصلة القتال ورفض المفاوضات تؤكد حتما فرضيتنا أن أوكرانيا ومصلحة الشعب الأوكراني ليست هدف الغرب والحلف الأطلسي بل مجرد وسيلة للدفاع عن مصالحهما الخاصة».
وعبرت بكين عن موقف مشترك مع موسكو ضد الحلف الأطلسي فيما نشر الناتو الاربعاء خارطة طريق استراتيجية تقدم الصين للمرة الاولى على انها تشكل «تحديا لمصالحه».
وقال جاو ليجيان الناطق باسم الخارجية الصينية «هذه الوثيقة المزعومة حول مفهوم استراتيجي لحلف شمال الأطلسي لا تمت للواقع بصلة وتعرض الوقائع بشكل معاكس. وتمعن في تشويه صورة سياسة الصين الخارجية».
وعلى الجبهة الميدانية في اوكرانيا، أعلن الجيش الروسي انه انسحب من جزيرة الثعبان «سنيك» الأوكرانية الاستراتيجية في البحر الأسود التي احتلتها موسكو لكنها كانت تتعرض لقصف أوكراني في الأسابيع الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية «في بادرة حسن نية، انجزت القوات الروسية أهدافها المحددة في جزيرة الثعبان وسحبت كتيبتها منها» مشددة على أن من شأن هذه البادرة تسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا.
وأشاد الجيش الأوكراني على الفور «بتحرير منطقة استراتيجية». واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ان الانسحاب الروسي من جزيرة الثعبان «الاستراتيجية» يظهر انه من «المستحيل» إخضاع أوكرانيا.
وتواصل القص امس في منطقة دونباس (شرق) حيث تتركز غالبية المعارك.
وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن مدينة ليسيتشانسك «تعيش تحت قصف متواصل بجميع أنواع الأسلحة». وقدر عدد السكان الباقين في المدينة بنحو 15 ألف شخص.
وهي آخر مدينة كبرى يريد الروس احتلالها في لوغانسك إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الصناعي تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (ريا نوفوستي) عن القوات الروسية والانفصاليين الموالين لروسيا إعلانها الاستيلاء على مصفاة ليسيتشانسك.
وتأتي هذه المعارك فيما أعلنت السلطات الأوكرانية أنها استردت 144 جنديا من بينهم 95 من «المدافعين عن آزوفستال» في ماريوبول في إطار «أكبر تبادل (للأسرى مع موسكو) منذ بدء الغزو الروسي».
وقال جهاز الاستخبارات الأوكراني إن «بينهم 43 جنديا من فوج آزوف»، وهي وحدة تم دمجها منذ عدة سنوات في الجيش الأوكراني لكن موسكو تصفها بأنها «نازية».
وهذا التبادل أكدته روسيا، مشيرة الى انها لايزال لديها «أكثر من ستة آلاف» أسير حرب أوكراني.