إنجاز مصري ياباني.. تركيبة غير مسبوقة لصد “أخطر ما في الشمس”
نجح باحث مصري بمشاركة فريق علمي ياباني، في التوصل إلى تركيبة كيميائية غير مسبوقة عالميا لصناعة دهان للبشرة (كريم)، بهدف حمايتها من الأشعة فوق البنفسجية التي تأتي من الشمس، تمثل طفرة في هذا المجال.
واحتفت صحيفة “ماتريالز توداي” العلمية الهولندية الرائدة في مجال علوم النانو بهذا الإنجاز، ونشرته في عددها الأخير الصادر هذا الأسبوع، كما سلطت وسائل إعلام يابانية الضوء على العمل المبشر.
الباحث المصري حمزة الحسيني الذي نجح في تنفيذ التطبيقات العملية للتوصل إلى تلك التركيبة، المكونة من جزيئات الحديد النانوية مع السيليكا، قال لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هذا العمل أتى نتيجة تعاون فريق مصري ياباني، ترأسه أستاذ المواد النانوية بالمعهد القومي لعلوم المواد بمدينه تسكوبا اليابانية يوسكي إيدي، وضم أستاذ الكيمياء الضوئية والنانومترية بمعهد علوم وتكنولوجيا النانو في مصر رئيس جامعة كفر الشيخ السابق ماجد القمري، وأعضاء آخرين من جامعات هوكايدو وكيوتو وهيروشيما اليابانية، إلى جانب الحسيني.
وقال الحسيني، وهو مدرس علوم النانو بمعهد علوم وتكنولوجيا النانو بجامعة كفر الشيخ، إنه “مع دخول فصل الصيف وقوة أشعة الشمس، يزيد الاحتياج لاستخدام الواقي من الشمس الذي يحمي بشرتنا من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية القادمة منها، التي ترفع خطورة الإصابة بسرطان الجلد”.
وأضاف: “يساعد استعمال واقي الشمس على منع ظهور البقع والأوردة العنكبوتية على الوجه، التي تسبب الاحمرار الناتج عن التحسس من أشعة الشمس، كما يساعد على الوقاية من حب الشباب وغيرها من الأضرار الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس”.
وتابع الحسيني: “حاليا يعتبر أكسيد التيتانيوم النانومتري، الذي يستخدم على نطاق واسع في صناعة مواد واقية من الأشعة فوق البنفسجية مثل مستحضرات التجميل والكريمات، مصدر قلق كبير بسبب مخاوف بشأن سلامته، حيث صنفه الاتحاد الأوروبي حديثا على أنه من المواد المسرطنة، لذلك طور فريقنا البحثي صدأ الحديد الأبيض (مادة أساسها أكسيد الحديد) الذي يعمل على استقرار أيونات الحديد ثنائية النواة عديمة اللون، ويمتص الأشعة فوق البنفسجية، ويمكن أن يكون بديلا آمنا لأكسيد التيتانيوم”.
وأشار الباحث المصري إلى أن “أكسيد التيتانيوم يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل والمستحضرات الصيدلانية ومواد البناء والأصباغ، ومواد الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، والمحفزات الضوئية وبعض الأطعمة، وصنفه الاتحاد الأوروبي من المواد المسرطنة، وحظرت فرنسا استخدامه بالصناعات الغذائية”.
وأوضح الحسيني: “المادة التي طورناها تظهر تأثيرا أفضل من أكسيد التيتانيوم في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وهي موجودة في مصادر طبيعية مثل الإنزيمات والبروتينات لكن يصعب تصنيعها، لذلك يعتبر تحضيرها في المعمل بشكل مستقر وآمن تحديا كبيرا لاستخدامها بديلا لأكسيد التيتانيوم”.
وختم حديثه قائلا إنه “من المتوقع أن تدخل المادة الجديدة في إنتاج مستحضرات التجميل والكريمات الواقية من الشمس في المستقبل القريب”.