بدأت سلطات مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية بعد طهران، تسيير ”دوريات سرية“ لمراقبة مدى التزام الفتيات بالحجاب، والشبان فيما يرتدونه من ملابس.
وقال مهدي رضائي سكرتير لجنة ”الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر“ في محافظة خراسان رضوي، يوم السبت: ”بدأنا ضمن خطة معدة مسبقة بتسيير 108 فرق مكونة من ثلاثة أشخاص لمراقبة مدى التزام الفتيات بالحجاب“.
وأشار رضائي إلى أن ”هذه الخطة تم القيام بها سريا قبل أسبوعين في مدينة مشهد“.
وزعم المسؤول الإيراني أنه ”خلال الأسبوعين الماضيين، تمت زيارة 760 مكانًا في المدينة، وهناك تقدم مقبول في تطبيق خطة التزام الفتيات بالحجاب“.
وأكد ”حصول عدد من حالات التوترات في بعض الحالات خلال عمليات المراقبة“.
وعن الأماكن التي زارتها الفرق السرية، أوضح رضائي أنه ”تتم زيارة جميع الأماكن بما في ذلك العيادات والصيدليات والمكاتب والمنظمات والبنوك والمكاتب الحكومية“.
وقال إنه ”لا توجد مشكلة في توفير الموارد البشرية للمفتشين، وإذا لزم الأمر يمكننا زيادة هذه الفرق البالغ عددها 108 فرق سرية“.
وبين أن ”هذه الخطة تشمل الشباب أيضاً في ارتداء ملابسهم“.
وفي الأيام القليلة الماضية، أفاد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بتزايد وجود دوريات أمنية في مدن مختلفة من إيران للتعامل مع الفتيات والشباب الذين يرتدون ملابس تراها السلطات بأنها ”ضمن الغزو الثقافي الغربي“.
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ”إيسنا“ إنه وفقًا للنص المكتوب الذي نشرته ”قاعدة 21 تير“ التي تشكلت مؤخرا لمراقبة الحجاب في الدوائر الحكومية، ”فإن حجاب المرأة يتضمن الشادر (العباءة) والقناع، والسراويل، والجواريب، والأحذية، ولون الملابس“.
وأضافت: ”وبالنسبة للرجال، لا ينبغي لهم ارتداء ربطة عنق، وعدم ارتداء الملابس التي تحتوي على الرموز الغربية الأخرى، وتجنب ارتداء القمصان الضيقة والقصيرة، والملابس المُرقعة، والذهب والمجوهرات“.
كما تشمل هذه الخطة منع الفتيات من استخدام الصور بدون غطاء إسلامي في الفضاء الإلكتروني كصور للملفات الشخصية، والامتناع عن توظيف النساء في الوظائف والأماكن التنظيمية المخصصة للرجال والعكس صحيح.
وفي عام 2018، أعلن مركز أبحاث البرلمان الإيراني في تقرير بعنوان ”العوامل المؤثرة في تنفيذ سياسات الحجاب والحلول المستقبلية“، أن المجتمع ضد الدوريات الأمنية أكثر مما كان عليه في الماضي.
واعتبر التقرير البرلماني هذه الدورية بأنها ”تجربة فاشلة“ وزادت من عصيان الفتيات والشبان في ملاحقتهم بسبب ملابسهم.
ويفرض النظام الإيراني الحجاب على النساء منذ سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.
وشهدت البلاد في السنوات القليلة الماضية احتجاجات رفضا للحجاب والتي عُرفت بـ“فتيات شارع الثورة“.
