مصاريف العيد تُرهق جيوب المواطنين
يتزامن حلول عيد الأضحى المبارك هذا العام مع العطلة الصيفية، والانفتاح شبه الكامل الذي تعيشه غالبية دول العالم بعد إنهاء غالبية الحكومات الإجراءات الاحترازية وقيود السفر على مواطنيها، كما يتزامن (العيد الكبير) مع مواصلة التضخم في أسعار السلع لمستويات قياسية.
والعيادي وشراء الملابس الجديدة لم يعد باب الإنفاق الوحيد في العيد، فاليوم مصاريف العيد أصبحت ترتبط بالكثير من المتطلبات، إذ يؤكد عدد من المواطنين أن احتياجات العيد تلتهم من %40 إلى %60 من رواتبهم، في حين أكد آخرون أن السفر خيار جيد حالياً ويعتبر صيد (عصفورين بحجر واحد) قضاء العيد وجزء من الإجازة الصيفية في الخارج مكافأة للأولاد بعد عناء عام كامل في الدراسة.
وفي ما يخص المتقاعدين، يقولون إنه بسبب منحة الـ3000 هذا العام أمورهم المادية هذا العيد جيدة.. لكن ماذا عن بقية الأعياد؟
السفر أفضل
يقول حسين دشتي إن تزامن عيد الاضحى مع اجازة الدراسية هذا العام جعله يفضل خيار السفر على الجلوس في عطلة العيد داخل الكويت، مبينا ان هذا خيار شريحة واسعة من ارباب الاسر خصوصا التي لديها عدد كبير من الاولاد والاحفاد، فبدلا من تخصيص ميزانية للعيد والسفر يتم دمجهما لتصبح (حجّة وحاجة) بنفس الوقت.
وتابع: ليس مع حرارة الطقس متنفس للاطفال والمراهقين في الكويت خصوصا مع تعطيل المدارس، فالسفر اختيار ذكي بالنسبة للاسر خصوصا لدول مثل تركيا ودبي والسعودية، والسفر في التوقيت الحالي يعتبر (عيدية دسمة) للأولاد والأحفاد ومكافأة عن نجاحهم في العام الدراسي.
كلفة عالية
يقول مبارك سعدون ان اوجه الصرف في الاعياد متعددة ولا تقف عند العيادي والاضحية.. بل تتجاوز الى استبدال بعض الاثاث وشراء افخر انواع البخور والعطور والحلويات لاستقبال الضيوف، وهي ذات تكاليف عالية، لافتا الى ان من تكاليف العيد التي اصبحت مبالغ فيها ملابس العيد خصوصاً للزوجة، ومن لديه ابنتان او اكثر، اذ يبلغ متوسط بدلة العيد وتجهيزاتها من 100 إلى 150 ديناراً للفرد الواحد.
واضاف مع مواقع التواصل الاجتماعي، وامتلاك الاطفال للهواتف، اصبح من غير الممكن ان تقنع طفلة لا يتجاوز عمرها 12 عاما ان ترتدي (بدلة) على ذوق الاب او الام، بل اصبحت هي من تختار وتقرر، بناء على ما شاهدته في اعلانات المشاهير في (سناب شات او الانستغرام).
وفي ما يخص الاولاد الشباب يقول سعدون: في الاعياد دائماً ما يمسك الاولاد الصغار في الزي الشعبي (دشداشة وغترة وعقال)، وهذا النوع من الملابس لا يزال محافظاً على اسعاره، اذ لا تتجاوز تكلفة تجهيز الابن الواحد 10 دنانير فقط.
إجازة طويلة
يقول عوض العنزي اجازة العيد تلتهم %40 الى %60 من راتب رب الاسرة خصوصا ان عطلة العيد هذا العام طويلة وتبلغ 9 ايام، فالاجازة الطويلة قد تكون مضرة خصوصا لرب الاسرة الذي لديه التزامات في العمل ولا يستطيع الخروج في اجازة، مما يعني وجوب التعاطي معاها بخلق فعاليات ترفيهية للاطفال والمراهقين وكسر روتينهم اليومي داخل الكويت، وللاسف اصبحت عملية اضفاء نوع من انواع التغيير والترفيه على الاطفال مكلفة جدا، اذ على سبيل المثال الالعاب داخل المجمعات التجارية اصبحت مرتفعة الثمن وتصل تكلفة اللعب للطفل الواحد لمدة الساعة او الساعتين تتجاوز 10 دنانير.
المتقاعد هذا العيد.. في مأمن
بدوره، يؤكد المتقاعد عبدالمحسن عبدالله أن العيد هذا العام يأتي على المتقاعدين من الناحية المادية افضل من الاعياد السابقة.
وقال: المتقاعدةن مؤمَّنين من الناحية المادية هذا العيد بسبب المنحة البالغة 3000 دينار والتي اغلبهم قام بصرفها او على الاقل جزء كبير منها.. لكن ماذا عن الاعياد المقبلة؟
يقول دشتي: العام الماضي قررت الاسرة قضاء عطلة عيد الاضحى في الكويت وقمنا باستئجار شاليه لمدة 4 ايام بتكلفة 1000 دينار، وبعد نهاية المدة وجرد المصاريف اكتشفنا ان اجمالي مصروفات هذه الرحلة وصلت إلى 2500 وهي عبارة عن طلبات من مطاعم للاسرة مرتين على الاقل يوميا (غداء وعشاء)، إضافة الى مصاريف الحلويات والقهوة وغيرها.
وطالب الحكومة بالإسراع إلى توفير اماكن سياحية للاسر كما كان في السابق في (شاليهات الخيران) التي كانت تؤجر باسعار رمزية.. فالكويت لديها أحد اكبر السواحل البحرية في العالم والتي تمتد من النويصيب جنوباً الى مشارف منطقة الصبية شمالاً.. فلماذا لا يتم استغلالها وتطويرها لكي يتمتع المواطن في بلده، بدلاً من السفر وصرف امواله في الخارج؟!
لا فعاليات للأطفال
اشار دشتي الى انه في السابق كانت هناك فعاليات للعيد ويستمتع بها الاطفال مجانا او باسعار رمزية جدا مثل العاب يوم البحارة او الجزيرة الخضراء او المدينة الترفيهية وحديقة الشعب. اما اليوم للاسف فلا فعاليات للأطفال ولا حتى للاسرة لكي يرفهوا عن انفسهم خلال فترة العيد.