اعترف الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك بعلاقته بإحدى موظفاته، وهو سلوك أدى إلى مغادرة قسرية لثلاثة رؤساء تنفيذيين آخرين رفيعي المستوى على الأقل في السنوات الأخيرة. وربما يكون الملياردير قد انتهك القواعد السلوكية الخاصة بشركة تيسلا.
رُزق ماسك بتوأم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من موظفته شيفون زيليس، وفقًا لسجلات المحكمة التي حصلت عليها Business Insider.
تشغل زيليس حاليًا منصب مدير العمليات والمشاريع الخاصة في شركة Neuralink، التي شارك ماسك في تأسيسها في عام 2016.
قبل انضمامها إلى شركة Neuralink، عملت زيليس في تيسلا لمدة عامين كمديرة للمشاريع.
غرد ماسك الخميس: “أبذل قصارى جهدي للمساعدة في أزمة نقص السكان”، بعد تقرير يفيد بأنه رُزق بتوأم من زيليس.
قوانين تيسلا
عملت زيليس في تيسلا من عام 2017 إلى أغسطس/آب 2019. ولا نعلم متى بدأ ماسك وزيليس علاقتهما الرومانسية، لكن، إذا حدث ذلك خلال عملها في تيسلا، فستكون قد انتهكت القواعد السلوكية، بحسب العميد الأول لدراسات القيادة في جامعة Yale، جيفري سونينفيلد.
لا تحظر قواعد تيسلا بشكل مباشر العلاقات بين المديرين التنفيذيين والموظفين، لكنّها تدعو الموظفين إلى “تجنب تضارب المصالح”.
وتفرض القواعد على الموظفين الكشف عن العلاقات لممثلي الموارد البشرية.
لم يرد ماسك وزيليس على رسائل البريد الإلكتروني التي تسأل عما إذا كانا قد أبلغا أقسام الموارد البشرية في تيسلا و Neuralink بشأن علاقتهما. ولم ترد تيسلا و Neuralink أيضًا على طلب فوربس للتعليق.
حتى لو لم تبدأ علاقة ماسك وزيليس قبل انتقالها إلى Neuralink، فقد انتهكت العلاقة قواعد تيسلا، نظرًا لأن تصرفات الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا تنعكس على أعمال شركته، بحسب محامية التوظيف في مجموعة Employment Practices Group، جولي مور.
أضاف سونينفيلد أنه في حين لا يبدو أن Neuralink لديها أي سياسة ضد علاقة ماسك بأحد الموظفين، فإن هذه القضية تمثل “حكمًا سيئًا في سلوك الإدارة”.
يأتي الكشف عن علاقة ماسك بزيليس في وقت يتعرض فيه الملياردير بشكل متزايد للتدقيق بسبب سلوكه.
أفاد موقع Business Insider مؤخرًا أنه في عام 2018، دفعت شركة SpaceX مبلغ 250 ألف دولار لتسوية مزاعم التحرش الجنسي ضد إيلون ماسك التي قدمتها مضيفة طيران. ورفض ماسك التقرير مدعيًا أن “دوافعه سياسية”.
نشر موظفو SpaceX رسالة داخلية تدين سلوك الرئيس التنفيذي خلال صفقة استحواذه على تويتر في الشهر الماضي، وفقًا لـ The Verge.
سلسلة من الاستقالات
يوصي خبراء التوظيف بأن يكون لدى الشركات سياسات تنظم العلاقات بين الموظفين لأن مثل هذه العلاقات يمكن أن تؤثر على الروح المعنوية والمهنية.
وضعت 78% من الشركات سياسات رسمية بشأن العلاقات المدير بموظفيه، وفقًا لمسح أجرته شركة التدريب التنفيذي Challenger، Gray & Christmas.
قد ارتفع هذا الرقم من 70% في أعقاب حركة #MeToo، التي سلطت الضوء على عدد من جرائم التحرش الجنسي البارزة. ودفع بعض الرؤساء التنفيذيين البارزين لكبرى الشركات العامة منذ ذلك الوقت ثمناً باهظاً للانخراط في علاقات مع الموظفين وانتهاك سياسات شركاتهم.
تمت إقالة الرئيس التنفيذي السابق لماكدونالدز ستيف إيستربروك، على سبيل المثال، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بعد انخرطه في علاقات مع ثلاثة موظفات على الأقل.
اضطر الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنتل، بريان كرزانيتش، في عام 2018 إلى الاستقالة بعد أن وجد تحقيق داخلي أن لديه علاقة توافقية مع إحدى الموظفات.
استقال الرئيس التنفيذي لشركة CNN جيفري زوكر في وقت سابق من هذا العام لأنه لم يكشف عن علاقة مع زميلة له.
استقال فينس مكماهون في يونيو/حزيران من منصبه كرئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي لسلسلة WWE في انتظار التحقيق في علاقة مزعومة مع إحدى الموظفات.
نظرًا لأن سياسة تيسلا لا تحظر صراحة العلاقات التوافقية، بل تركز بدلاً من ذلك على تضارب المصالح، فمن الصعب تحديد الإجراءات التي قد ينظر فيها مجلس إدارة تيسلا، إن وجدت.
أفادت مور: “أراهن على أن أعضاء مجلس الإدارة يجتمعون مع محاميهم الداخليين ومحامي التوظيف الخارجيين وموظفي العلاقات العامة ولا يريدون التسرع في إصدار الأحكام”.
مع ذلك، تضيف مور أن عدم اتخاذ أي إجراء من قبل مجالس إدارة Neuralink أو تيسلا قد يرسل رسالة سلبية إلى الرؤساء التنفيذيين الآخرين. هل تنطبق القواعد على ماسك؟ هل يجوز له التصرف من دون عقاب بسبب ثروته وسلطته ومكانته؟
أفاد خبير حوكمة الشركات في جامعة ديلاوير، تشارلز إلسون أنه بالنظر إلى تاريخ النزاعات الكبيرة بين ماسك ومنظمي هيئة الأوراق المالية، فهو لا يعتبر أن مجلس الإدارة قد يتخذ أي قرار ضد ماسك.
