“بعلبك” تستعيد جمهورها
بالأخوين بعلبكي افتتحت مهرجانات بعلبك الدولية وسط جمهور كبير غاب حضوراً ثلاث سنوات لصالح الحضور الافتراضي في حضرة كورونا عامي 2020 و 2021 ببثّ الحفلات عبر محطات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي واستقطاب أكثر من 17 مليون مشاهدة.
في الثامن من يوليو استعادت بعلبك جمهورها ومعها تمايلت من جديد أدراج معبد باخوس على وقع التصفيق لأصالة الأمسية وعظمة المكان.
ومع إشارة من المايسترو لبنان بعلبكي شقيق المطربة سمية بعلبكي، انطلقت الأمسية البعلبكية وتصدّر هاشتاغ رجعت _ ليالي _ بعلبك المساحات التواصلية وغرّدت سمية في رحاب الهياكل والمعابد بالتوازي مع مغرّدي تويتر الذين التقوا على أن هذا الشكل من أشكال المقاومة الثقافية والفنية هو أكثر ما يحتاجه لبنان هو الذي يُعتَبر والفن صنوين منذ أرسى الرحابنة وفيروز مدرستهم الموسيقية والغنائية على امتداد العالم العربي. المفارقة أنه قبل نحو ساعتين من بدء الأمسية وعلى مرمى حجر من القلعة ساد مشهد مغاير لم يعجب الكثيرين حيث قدّمتْ في المدينة الرياضية في بعلبك وبمشاركة كثيفة من أنصار حزب الله نسخة مصوّرة من نشيد ” إمام زماني ” وهو نشيد ديني إيراني يكثر حضوره هذه الفترة في المناطق الشيعية الموالية لحزب الله.في المقلب الآخر ، الصورة مختلفة تماماً : النشيد الوطني اللبناني افتتاحاً بعزف ٍ من فرقة أوركسترالية من 35 موسيقياً فرقصٌ فولكلوري لبناني وغناء تراثي وطربي أصيل من سمية بعلبكي والجوقة على غرار ” إيماني ساطع ” و ” رجعت ليالي زمان ” لفيروز و ” هذه ليلتي ” لأم كلثوم و ” رح حلفك بالغصن “
و ” على رمش عيونها ” لوديع الصافي.
الجمهور الحاضر لفحه طرب الصوت ونسيم ليل بعلبك وأسره بهاء التاريخ في كل زاوية وحجر، أما الجمهور الشاب فموعده في بعلبك في أمسيات ثلاث أوّلها في 11 تموز ( يوليو ) من خلال موسيقى فلامنكو وجاز لعازف الغيتار والمؤلف الإسباني خوسيه كيفيدو بوليتا ، وفي 15 منه من خلال فرقة أدونيس وموسيقى البوب روك وفي 17 من خلال حفلة أعدّت خصيصاً لمهرجانات بعلبك بتوقيع من عازف البيانو اللبناني _ الفرنسي سيمون غريشي. وحين تنتهي الأمسيات وتطفئ أنوار مهرجانات بعلبك، تبقى فكرة تستحق النظر المليّ فيها وهي : أي لبنان يريد شعبه ؟ وأي مشهد يليق بتاريخه ومستقبله؟ مشهد القلعة والنشيد الوطني أم مشهد الباحة والنشيد الفارسي؟