الرئيس الإيطالي يرفض استقالة دراغي ويطالبه بالعودة إلى البرلمان “لتقييم الوضع”
رفض الرئيس الإيطالي سيرغو ماتاريلا الاستقالة التي قدّمها رئيس الوزراء ماريو دراغي، وسط أزمة سياسية يحذّر خبراء من أنها قد تدفع بثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو إلى انتخابات عامة مبكرة.
وأعلنت الرئاسة الإيطالية أن ماتاريلا “لم يقبل الاستقالة، ودعا رئيس الوزراء إلى المثول أمام البرلمان بغية إجراء تقييم للوضع” الناجم عن مقاطعة حركة “خمس نجوم” المنضوية في الائتلاف الحاكم جلسة تصويت على الثقة بالحكومة في مجلس الشيوخ.
وكان دراغي قال إنه يعتزم تقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية في ظل أزمة سياسية تشهدها إيطاليا بسبب رفض حركة ” خمس نجوم” المشاركة في التصويت على الثقة بالحكومة.
واوضح دراغي في بيان عقب جلسة عاجلة لمجلس الوزراء “أريد اعلامكم أنني سوف أقدم استقالتي ليد رئيس الجمهورية” مشددا على “الأهمية القصوى من المنظور السياسي لعملية التصويت” والتي تعني أن الأغلبية المكونة لحكومة الوحدة الوطنية لم تعد موجودة”.
وأكد رئيس الوزراء أن “ميثاق الثقة الذي يؤسس لعمل الحكومة قد انتقض”. وأوضح أنه بعدما “بذل من جانبه هذه الأيام أقصى جهد لمواصلة الطريق المشترك ومحاولة تلبية الطلبات التي قدمتها القوى السياسية” – في اشارة الى الخمس نجوم – خلص الى أنه “كما يتضح من النقاش البرلماني والتصويت أن هذا الجهد لم يكن كافيا”.
وفيما ذكر أنه أكد منذ توليه أن “بوسع هذه الحكومة المضي قدما فقط حال توفر منظور واضح لإمكانية تنفيذ البرنامج الحكومي الذي حصلت على أساسه ثقة القوى السياسية” والتعاضد الذي كان أساسيا في مواجهة التحديات” خلص الى أن هذه الشروط لم تعد قائمة.
وفي ختام نقاش برلماني حصلت حكومة دراغي على ثقة مجلس الشيوخ على مرسوم قانون (المساعدات) بأغلبية 172 عضوا مؤيدا ورفض 39 من حزب المعارضة بينما لم يشارك في التصويت 61 أعضاء عن حزب (الخمس نجوم).
وكان دراغي قد سارع فور إعلان النتيجة التصويت بالتوجه الى رئيس الجمهورية للتداول في الوضع المستجد الذي يشكل أزمة سياسية بتراجع تأييد أحد المكونات الرئيسية للائتلاف الحكومي رغم احتفاظها بالأغلبية العددية.
ورغم دعوة بعض أحزاب الائتلاف رئيس الوزراء المضي قدما بالحكومة التي تتمتع بأغلبية برلمانية كافية بدون حزب الخمس نجوم فإن دراغي قد أكد تكرارا أنه “لا مكان لحكومة بدون الخمس نجوم ولا وجود لحكومة دراغي ثانية”