رئيس سريلانكا يستقيل بالبريد الإلكتروني من سنغافورة والمحتجون ينسحبون من المقرات الرسمية: سنواصل الكفاح
أعلن المتظاهرون السريلانكيون أمس انسحابهم من المباني الرئاسية التي اقتحموها قبل أيام، متوعدين بمواصلة ممارسة ضغط على رئيس الوزراء ورئيس البلاد غوتابايا راجاباكسا الذي غادر المالديف إلى سنغافورة، ومنها أرسل استقالته إلى رئيس مجلس النواب عبر البريد الإلكتروني، وفق ما أعلن متحدث باسم رئيس مجلس النواب. وقال المتحدث إندونيل يابا إنه تم تحويل رسالة الاستقالة إلى المدعي العام في البلاد للنظر في جوانبها القانونية قبل قبولها رسميا. وأعلنت وزارة الخارجية في سنغافورة أمس انها سمحت لراجاباكسا بدخول أراضيها في زيارة خاصة، وذلك بعد أن فر إلى جزر المالديف أمس الأول هربا من الانتفاضة الشعبية التي حملت أسرته مسؤولية التسبب في أزمة اقتصادية خانقة. وأضافت أنه لم يطلب اللجوء إليها ولم تمنحه حق اللجوء. من جهتها، قالت متحدثة باسم المتظاهرين «سننسحب بسلام من القصر الرئاسي وأمانة الرئاسة ومكتب رئيس الوزراء فورا، لكن سنواصل كفاحنا». وجاء الانسحاب عقب دعوة أحد كبار الشخصيات البوذية الداعمة للحركة الاحتجاجية، أومالبي سوبيثا، إلى إخلاء القصر الرئاسي، وهو مبنى يزيد عمره على مائتي عام، بغية الحفاظ على كل ما هو ثمين فيه.
وقال سوبيثا للصحافيين «هذا المبنى ثروة وطنية ويجب أن نحافظ عليه.. يجب إجراء تدقيق مناسب وإعادة الممتلكات إلى الدولة». وقد زار القصر الرئاسي مئات آلاف الأشخاص منذ فرار الرئيس راجاباكسا منه السبت الماضي.وبالفعل، عاد الهدوء إلى مدينة كولومبو، وتم فرض حظر تجول، وقام الجيش بدوريات في الشوارع لمنع اندلاع أعمال عنف.وقالت وزارة الخارجية في سنغافورة أمس إنها سمحت لراجاباكسا دخول أراضيها في زيارة خاصة، وذلك بعد أن فر إلى جزر المالديف أمس الأول هربا من الانتفاضة الشعبية التي حمّلت أسرته مسؤولية بالتسبب في أزمة اقتصادية خانقة. وأضافت أنه لم يطلب اللجوء إليها ولم تمنحه هي حق اللجوء.
وقبل ساعات من ذلك، تصدت الشرطة للمتظاهرين حاولوا دخول البرلمان. وكان المتظاهرون اقتحموا أمس الأول مقر رئيس الوزراء رانيل ويكريمسينغ بعد أن عينه راجاباكسا رئيسا بالإنابة.
وأدت المواجهات مع قوات الأمن الى إصابة نحو 85 شخصا ومقتل رجل اختنق بالغاز المسيل للدموع.
وطلب ويكريمسينغ إخلاء المباني العامة وأمر قوات الأمن بالقيام «بما يلزم لاستعادة النظام».
وقال مالك بيريرا وهو سائق يبلغ من العمر 29 عاما شارك في احتجاجات البرلمان «نريد عودة رانيل إلى منزله. لقد باعوا البلاد، نريد شخصا صالحا يتولى زمام الأمور.. حتى ذلك الحين لن نتوقف».
وداخل مقر إقامة الرئيس، تجول مواطنون في ساعة مبكرة من صباح أمس في القاعات وتفقدوا المجموعة الفنية الواسعة والسيارات الفاخرة وحوض السباحة.
وقال تيرانس رودريغو، الطالب البالغ من العمر 26 عاما، إن «المعركة لم تنته بعد»، مضيفا أنه ظل داخل المجمع منذ أن سيطر عليه المتظاهرون يوم السبت الماضي.
ومع ذلك، ساد الهدوء مواقع الاحتجاج وسلم قادة الاحتجاج مقري إقامة الرئيس ورئيس الوزراء للحكومة مساء أمس.
وفرضت الحكومة حظر تجول في كولومبو من ظهر أمس حتى وقت مبكر من صباح أمس في محاولة لمنع مزيد من الاضطرابات. وأظهرت وسائل إعلام محلية عربات مدرعة يعلوها جنود تقوم بدوريات في شوارع المدينة.
وقال الجيش إن القوات مخولة باستخدام القوة لحماية الناس والممتلكات العامة.
وكان راجاباكسا قد طلب، بحسب وسائل إعلام مالديفية، أن يستقل طائرة خاصة، رافضا أن يسافر على متن رحلة تجارية مع مسافرين آخرين بسبب الاستقبال العدائي الذي لقيه عند وصوله إلى جزر المالديف أمس الأول، كما تعرض للسخرية والإهانة أثناء مغادرته مطار فيلانا ونظم احتجاج في العاصمة (ماليه) لمطالبة الحكومة المالديفية بعدم السماح له بالمرور بأمان.وأكدت وسائل الإعلام في المالديف أن الرئيس السريلانكي قضى ليلته في فندق «والدورف أستوريا ايتافوشي» الفخم. وبحسب مصادر ديبلوماسية، رفضت الولايات المتحدة منح تأشيرة لراجاباكسا لأنه تخلى عن جنسيته الأميركية في 2019 قبل أن يترشح للرئاسة في سريلانكا.