محمد بن سلمان: مستقبل المنطقة يتطلب تحقيق الأمن والاستقرار
استضافت المملكة العربية السعودية أمس قمة جدة للأمن والتنمية بمشاركة ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء «قمة جدة للأمن والتنمية»، بحضور القادة والزعماء.
واستهل الزعماء القمة بالتقاط صورة تذكارية، ثم افتتح الأمير محمد بن سلمان أعمال القمة، ناقلا تحيات خادم الحرمين الشريفين للقادة المشاركين وتمنياته بنجاح قمة جدة.
وقال في كلمة نقلتها وكالة الأنباء السعودية «واس» ان مستقبل الطاقة يتطلب تبني رؤية واضحة، معلنا زيادة انتاج النفط الى ١٣ مليون برميل يوميا. واضاف: «إن اجتماعنا يأتي في الوقت الذي تواجه منطقتنا والعالم تحديات مصيرية كبرى، تستدعي مواجهتها تكثيف التعاون المشترك في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام استقلالها وسلامة أراضيها. ونأمل أن تؤسس قمتنا هذه لعهد جديد من التعاون المشترك، لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأميركية، لخدمة مصالحنا المشتركة، وتعزز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع».
وأضاف: «إن التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخرا بسبب جائحة كوفيد-19، والأوضاع الجيوسياسية، تستدعي مزيدا من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي، وتحقيق الأمن الغذائي والصحي.
كما أن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حاليا وعلى رأسها التغير المناخي، وعزم المجتمع الدولي على الإبقاء على درجة حرارة الأرض وفقا للمستويات التي حددتها اتفاقية باريس، تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تبني «نهج متوازن»، وذلك بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة، الذي يأخذ في الاعتبار ظروف وأولويات كل دولة».
واعتبر أن «تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة دون مراعاة الأثر الناتج عن هذه السياسات في الركائز الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة وسلاسل الإمداد العالمية سيؤدي في السنوات القادمة إلى تضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة بما في ذلك تزايد الفقر والمجاعات وتصاعد في الجرائم والتطرف والإرهاب».
وأكد أن «نمو الاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوافرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة مما يعزز إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050 أو ما قبله مع المحافظة على أمن إمدادات الطاقة. ولذلك تبنت المملكة نهجا متوازنا للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون بما يتوافق مع خططها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي دون التأثير في النمو وسلاسل الإمداد مع تطوير التقنيات بمشاركة عالمية لمعالجة الانبعاثات من خلال مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» لدعم تلك الجهود محليا وإقليميا. كما أكد «أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية وتقنياتها النظيفة وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالميا مع أهمية طمأنة المستثمرين بأن السياسات التي يتم تبنيها لا تشكل تهديدا لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة من شأنه أن يؤثر في الاقتصاد العالمي. وستقوم المملكة بدورها في هذا المجال، حيث إنها أعلنت عن زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج».
وقال ولي العهد السعودي: «إن مستقبل المنطقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، وترتكز على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة، وتوثيق الأواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية، نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة».
ودعا «إيران باعتبارها دولة جارة، تربطنا بشعبها روابط دينية وثقافية، إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءا من هذه الرؤية، من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن».
وقال: «امتدادا لرؤية المملكة الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فقد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني – يمني، وفقا للمرجعيات الثلاث، كما بذلت المملكة مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية، وسوف نستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق.
وأضاف: «نؤكد أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلبان الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا لمبادرات وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية».
وأعرب عن سروره «لما يشهده العراق مؤخرا من تحسن في أمنه واستقراره، بما سينعكس على شعبه الشقيق بالرخاء والازدهار، وتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي والإقليمي، ومن هذا المنطلق، فإننا نشيد بتوقيع اتفاقيتي الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، وكذلك مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء، كما ننوه بمشاريع الربط الكهربائي الجاري تنفيذها بين المملكة وكل من مصر والأردن». وشدد على ان «اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمات الأخرى لاسيما في سورية وليبيا، بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين».
وقال الأمير محمد بن سلمان: «إننا متفائلون بأن تؤدي هذه القمة إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم. ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة، التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الأخرى بما يعزز شراكاتنا ويخدم منطقتنا والعالم».
بعد ذلك توالت كلمات أصحاب الجلالة والفخامة والدولة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة.
وفي ختام القمة، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن الشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والدولة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول على حضورهم، ومشاركتهم الفعالة في القمة، والتي عكست عمق العلاقات المتينة التي تربط دولنا بعضها ببعض، وبالولايات المتحدة الأميركية، والتي تأتي امتدادا واستمرارا لعقود من الروابط الاستراتيجية الوثيقة.
وقال سمو ولي العهد: «نشيد بما شهدته هذه القمة من حرص على مواصلة التقدم والتعاون، فيما يعزز مسيرة عملنا المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية والمناخية والصحية وغيرها، متطلعين إلى مواصلة التعاون بين دولنا، بما يحقق الأمن والرخاء والسلام والاستقرار والازدهار للعالم أجمع».
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اختتم من جدة جولته الشرق أوسطية الأولى منذ توليه منصبه، تعهد في كلمته أمام القمة، بأن أميركا ستظل حليفا لدول المنطقة وشريكا متعاونا. وقال: «لن نتخلى عن الشرق الأوسط ولن نترك فراغا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران».
ورأى بايدن أنه تم الحفاظ على قدرة القوات الأميركية وعزمها في القضاء على التهديدات الأمنية في أي مكان، مشددا على أنه ستتم مواصلة جهود مكافحة الإرهاب بالتعاون مع تحالف واسع من الدول، فضلا عن دعم شركاء الولايات المتحدة وتعزيز تحالفاتها من أجل التوصل إلى حل للمشاكل التي تواجه العالم.
وأكد بايدن أن وحدة الدول تشمل أيضا شأن أمن الغذاء، إذ تم التعهد بمليارات الدولارات لرفع الأزمة في المنطقة، وتعهدت الولايات المتحدة بأكثر من مليار دولار منها.
كما شدد على أن الولايات المتحدة لن تسمح لقوة إقليمية أجنبية بتعريض حرية الملاحة في الممرات المائية في الشرق الأوسط، والتي من بينها مضيق هرمز وباب المندب، للخطر، مؤكدا أن بلاده لن تتسامح أيضا مع جهود أي دولة للهيمنة على أخرى في المنطقة من خلال الحشود العسكرية والتوغلات والتهديدات الأخرى.
وأشار أيضا إلى أنه سيتم تدشين دفاعات جوية وأنظمة إنذار مبكر لضمان أنه يمكن هزيمة التهديدات الجوية، مبينا أن الولايات المتحدة لن تستهدف ردع التهديدات على الاستقرار الإقليمي فحسب، بل ستعمل أيضا على خفض التوترات وخفض التصعيد للصراعات حيثما كان ذلك ممكنا.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: «نحن نواصل العمل عن كثب لمكافحة التهديد الذي تتعرض له المنطقة من خلال إيران، وننتهج الديبلوماسية بغرض العودة إلى برنامج إيران النووي». وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة بضمان ألا تحصل إيران أبدا على أسلحة نووية، مشيرا إلى أن بلاده ستقيم اتصالا اقتصاديا وأمنيا سياسيا بين واشنطن وشركائها كلما أمكن مع احترام سيادة كل دولة واختياراتها.
من جهته، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن قمة جدة للأمن والتنمية تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة العربية، مشددا على أن الأزمات العالمية والإقليمية ألقت بظلالها على البشرية ومن بينها منطقتنا العربية.
وقال الرئيس السيسي: إن الوقت قد حان لتتضافر جهودنا لنضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد، مشددا على أن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات الماضي.
وأضاف الرئيس السيسي أنه يتعين علينا أن تكون لدولنا ومنطقتنا إسهاماتها الملموسة في صياغة حلول دائمة غير مرحلية لتلك التحديات المعاصرة على أسس علمية وواقعية.
وطرح مقاربة من 5 محاور للتحرك في القضايا ذات الاولوية في المرحلة القادمة.
وقال: ان الإرهاب تحد رئيسي عانت منه الدول العربية على مدار عدة عقود، لذا فإننا نجدد التزامنا بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بكل أشكاله وبحزم.
وشدد الرئيس السيسي في هذا الصدد، على أنه لا مكان لمفهوم الميليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة، وأن على داعميها ممن وفروا لهم المأوى والمال والسلاح والتدريب وسمحوا بنقل العناصر الإرهابية من موقع إلى آخر، أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة، مشيرا إلى ان مخاطر الإرهاب تؤثر على استقرار شعوبنا وتهدد الأجيال المقبلة ويجب التصدي له بحزم.
من جانبه، دعا عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى التفكير المتزن والعميق في كيفية الخروج من الأزمات والصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، ذات المكانة الاستراتيجية الدولية المهمة.
واعتبر عاهل البحرين ان القمة تمثل فرصة طيبة لتوثيق علاقات الصداقة التاريخية وتكريس الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية الصديقة، بقيادة الرئيس جو بايدن، وتدارس الحلول لتحقيق السلام والتنمية لكل شعوب الشرق الأوسط بمواجهة مشتركة للتحديات التي تهدد الاستقرار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين والمصالح العالمية.
وقال إن منطقة الشرق الأوسط، ذات المكانة الاستراتيجية الدولية المهمة، عانت على مدى سنوات، ولاتزال، من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة، وتحديات بالغة الخطورة، الأمر الذي يتطلب منا تفكيرا متزنا وعميقا لكيفية الخروج من الأزمات والصراعات الدائرة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لا بد من حلها بتسوية عادلة ودائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وخلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني الشقيق ومشاركته الفعلية في تنمية شاملة الأبعاد، كما تم عرضه في مخرجات ورشة «السلام من أجل الازدهار» التي عقدت في مملكة البحرين في عام 2019، إضافة إلى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية ومواصلة الدعم الإنساني والتنموي للشعب اليمني. وشدد على أن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي يستدعي منا التعاون والتضامن والعمل المشترك الفاعل، تلبية لتطلعات شعوبنا نحو السلام والنماء والازدهار، «وفي هذا السياق نؤكد على أهمية استمرارية عمل القوات البحرية المشتركة وتفعيل قوات واجب مشتركة إضافية بالنظر إلى دورها المحوري في حماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط والتجارة العالمية عبر مضيق هرمز وباب المندب، ونقدر عاليا التعاون المثمر والبناء بين قواتنا البحرية الباسلة والأسطول الخامس للبحرية الأميركية لما يزيد على خمسة وسبعين عاما». وأكد أهمية المزيد من الدعم للجهود الرامية لاستقرار أسعار الطاقة العالمية، بما في ذلك زيادة الاستثمارات لتوسعة الاستكشاف والتكرير وإدخال التقنيات الجديدة التي تسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي ومواجهة تضخم الأسعار، مشيرا إلى ضرورة تشجيع جميع مبادرات تصدير الحبوب والقمح وغيرها لتأمين وصولها الى الأسواق العالمية وتفعيل مبادرات لدعم الدول المتضررة تحقيقا للأمن الغذائي.
كما أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر على أهمية العلاقات الخليجية، والعربية عموما، مع الولايات المتحدة وعلى ضرورة الحفاظ عليها وتعميقها، لافتا إلى أنه «لا يخفى على أحد الدور المحوري للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط والعالم».
وقال الشيخ تميم بن حمد في كلمته امام قمة جدة بالمملكة العربية السعودية امس: «إن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره. ونؤكد هنا على موقفنا الثابت بتجنيب منطقة الخليج، والشرق الأوسط عموما، مخاطر التسلح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية. وأشار الى ان المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية التي تشغل مكانة مركزية لدى شعوب عالمينا العربي والإسلامي وقوى السلام في العالم أجمع، لأنها قضية عادلة وذات حمولة رمزية كثيفة في الوقت ذاته. وسيظل أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها وانتهاكاتها للقانون الدولي المتمثلة في بناء المستوطنات وتغيير طابع مدينة القدس واستمرار فرض الحصار على غزة.
وقال انه لا يجوز ان يقدم العرب التنازلات فيما دور اسرائيل التعنت.
الملك عبدالله الثاني: لا أمن ولا استقرار إقليمياً من دون دولة فلسطينية مستقلة.. والكاظمي يقترح إنشاء «بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل»
محمد بن زايد: الشراكة بين منطقتنا وأميركا قاعدة صلبة للتعاون
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الحرص على تعزيز التعاون بين دول المنطقة والتنسيق مع الشركاء بما يخدم السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ومواجهة التحديات المشتركة، موضحا أن الإمارات ستبقى شريكا رئيسيا موثوقا في نهج الاستقرار والازدهار الذي يقوم على السلام والتنمية وتعميم ثمارهما في دول المنطقة والعالم.
وشدد الشيخ محمد بن زايد، بمناسبة مشاركته في قمة جدة، على «أن الشراكة بين منطقتنا والولايات المتحدة الأميركية تمثل قاعدة صلبة لوضع أسس قوية للتعاون المثمر، بما يفتح مجالات جديدة للعمل ويعزز الثقة المتبادلة خاصة في القضايا الرئيسية المتعلقة بالتنمية الإقليمية والدولية».
وأضاف «إنه لا يخفى على أحد حجم التحديات التي نواجهها على مستوى منطقتنا والعالم أجمع.. وهذا يفرض علينا توحيد الجهود الدولية وتعزيزها بما يلبي طموحات شعوبنا إلى التقدم والازدهار».
وتابع «إننا في دولة الإمارات نؤمن بأن السلام والحوار والعيش المشترك هو السبيل لتحصين مستقبل الأجيال المقبلة.. وأمامنا طريق واضح للنهوض بمنطقتنا وإعادة دورها الفاعل على الساحة الدولية.. وذلك من خلال التضامن والتعاون وتعزيز فرص العلم والتعلم وأن يبقى الإنسان ورفاهه هدفنا الذي نسعى من أجله».
من جهته، أكد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، في كلمته أمام قمة جدة للأمن والتنمية، أنه لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وأشار إلى أن قمة جدة دليل على حرص الولايات المتحدة على استقرار منطقتنا، وتأكيد على الشراكة التاريخية والوطيدة التي تجمعنا، كما أنها تؤكد على دوركم القيادي وجهودكم في تعزيز الأمن الإقليمي ودعم مساعي تحقيق السلام والازدهار.
وأضاف: نجتمع ومنطقتنا والعالم يواجهان تحديات متعددة من التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، وانعكاسات الأزمة الأوكرانية على الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى الصراعات المستمرة التي يعاني منها الإقليم، لذا لابد لنا من النظر في فرص التعاون والعمل معا، من خلال السعي نحو التكامل الإقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه. وتابع: نحن في الأردن، نحرص على ترجمة هذه الفرص إلى شراكات حقيقية في المنطقة، عن طريق البناء على علاقاتنا التاريخية والراسخة مع دول مجلس التعاون الخليجي وأشقائنا في مصر والعراق، لخدمة مصالح شعوبنا.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن الأمل والتطلع إلى أن تثمر جهود التعاون ومد جسور الثقة وتغليب لغة الحوار نتائج من أجل تحقيق بيئة آمنة ومستقرة تضمن الحياة الكريمة لشعوب المنطقة.
وأشار في كلمته أمام القمة إلى إن المخاطر التي أفرزتها تداعيات الأزمة في أوكرانيا تتطلب تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد الحلول السريعة وتوحيد المساعي في مجال ضمان الأمن الغذائي لشعوبنا وتأمين إمدادات الطاقة.
وأكد الكاظمي دعم العراق لمسار الحوار والمفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن المنطقة، وجعلها منطقة آمنة بما يصب في مصلحة دول المنطقة والعالم بأسره، مشددا على ان العراق يؤكد أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتابع: في هذا الصدد، تبرز أولوية إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يلبي الطموحات والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة وقف جميع الإجراءات العدوانية والانتهاكات والاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني.
واقترح الكاظمي إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل بالشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، بحيث يهتم هذا البنك بالتنمية الإقليمية المستدامة عبر تمويل المشاريع في البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد في ربط اقتصادات المنطقة، ويضع البنك في أولوياته تطوير شبكات الكهرباء الإقليمية، وخطوط أنابيب النفط والغاز، وشبكات الطرق السريعة، والموانئ والمطارات والصناعات الثقيلة ذات السوق الإقليمية الواسعة، كما يمول البنك المقترح مشاريع في مجال إدارة الموارد المائية والتصحر والتخفيف من آثار تغير المناخ.
البيان الختامي لـ «قمة جدة للأمن والتنمية»: اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ أمن المنطقة واستقرارها
جدة – وكالات: أوردت وكالة الأنباء السعودية «واس» البيان الختامي لـ «قمة جدة للأمن والتنمية» التي عقدت بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة، وفيما يلي نصه:
1 – بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، عقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، والولايات المتحدة الأميركية، قمة مشتركة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، في 16 يوليو 2022، وذلك بهدف تأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات.
2 – رحب القادة بتأكيد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركاء الولايات المتحدة والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادئ بأوروبا وأفريقيا والأميركتين.
3 – أكد القادة رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.
4 – جدد الرئيس بايدن التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط. وأكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية. وأكد القادة ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق. كما أكد القادة أهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وأشاد الرئيس بايدن بالأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته.
5 – جدد القادة عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين دولهم بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية، ودعم الابتكار والشراكات، بما فيها باستخدام نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتطوير مصادر متجددة للطاقة. وأشاد القادة في هذا الإطار باتفاقيات الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية والعراق، وبين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق، وبين المملكة العربية السعودية وكل من الأردن ومصر، والربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق.
6 – أشاد القادة بمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين أعلنهما صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية. وأعرب القادة عن تطلعهم للمساهمة الإيجابية الفاعلة من الجميع في سبيل نجاح (مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي السابع والعشرين) الذي تستضيفه جمهورية مصر العربية، ومؤتمر (الأمم المتحدة للتغير المناخي الثامن والعشرين) الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، و(المعرض الدولي للبستنة 2023) الذي تستضيفه دولة قطر، بعنوان «صحراء خضراء، بيئة أفضل 2023 – 2024».
7 – أكد القادة على أهمية تحقيق أمن الطاقة، واستقرار أسواق الطاقة، مع العمل على تعزيز الاستثمار في التقنيات والمشاريع التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون بما يتوافق مع الالتزامات الوطنية. كما نوه القادة بجهود (أوپيك +) الهادفة إلى استقرار أسواق النفط بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين ويدعم النمو الاقتصادي، وبقرار (أوپيك +) زيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، وأشادوا بالدور القيادي للمملكة العربية السعودية في تحقيق التوافق بين أعضاء (أوپيك +).
8 – جدد القادة دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. كما جدد القادة دعوتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا.
9 – جدد القادة إدانتهم القوية للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، وعزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.
10 – أكد القادة إدانتهم القوية للهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية في مضيق هرمز وباب المندب، وشددوا على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها قرار مجلس الأمن 2624.
11 – جدد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب. كما رحب القادة بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة.
12 – رحب القادة بالهدنة في اليمن، وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقا لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن، ومنها قرار مجلس الأمن 2216. ودعا القادة جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة. كما أكد القادة أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن.
13 – أكد القادة ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سورية وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254. وشدد القادة على أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين السوريين، وللدول التي تستضيفهم، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سورية.
14 – عبر القادة عن دعمهم لسيادة لبنان، وأمنه واستقراره، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي، ونوه القادة بانعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية القادمة دعوا جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية. وأشاد القادة بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان. نوه القادة بشكل خاص بمبادرات الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبإعلان دولة قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني. وأكدت الولايات المتحدة عزمها على تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. كما رحب القادة بالدعم الذي قدمته جمهورية العراق للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية في مجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية دعا القادة جميع أصدقاء لبنان للانضمام للجهود الرامية لضمان أمن لبنان واستقراره. وأكد القادة على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.
15 – جدد القادة دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القراران 2570 و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية جنبا إلى جنب في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء. وجدد القادة دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة. وعبر القادة عن تقديرهم لاستضافة جمهورية مصر العربية للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة.
16 – أكد القادة دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.
17 – بالنسبة لسد النهضة الأثيوبي، عبر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل ديبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة. وأكد القادة ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021، ووفقا للقانون الدولي.
18 – وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، جدد القادة التأكيد على ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول وسلامة أراضيها، والالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وحث القادة المجتمع الدولي وجميع الدول على مضاعفة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الحرب، وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية، ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة.
19 – وفيما يخص أفغانستان، أكد القادة على أهمية استمرار وتكثيف الجهود لدعم وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان، وللتعامل مع خطر الإرهابيين المتواجدين في أفغانستان، والسعي لحصول الشعب الأفغاني بجميع أطيافه على حقوقهم وحرياتهم الأساسية، وخاصة في التعليم والرعاية الصحية وفقا لأعلى المعايير الممكنة، وحق العمل خاصة للنساء. وعبر القادة عن تقديرهم لدور دولة قطر في مساندة أمن الشعب الأفغاني.
20 – رحب القادة باستعدادات دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022م، وجددوا دعمهم لكل ما من شأنه نجاحه.
21 – أكد القادة التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجددا في المستقبل.
أكد ضرورة خلو منطقة الخليج من جميع أسلحة الدمار الشامل ومركزية الجهود الديبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي
بيان خليجي ـ أميركي: تطوير التعاون المشترك لدعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي
جدة ـ واس: أصدرت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية بيانا مشتركا، أوردته وكالة الانباء السعودية (واس)، فيما يلي نصه:
1 ـ بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، اجتمع اليوم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية في جدة، في المملكة العربية السعودية، استذكر القادة القمم الخليجية ـ الأميركية السابقة المنعقدة في كامب دايڤيد في 14 مايو 2015، وفي الرياض 21 أبريل 2016، وفي الرياض في 21 مايو 2017، وأكد القادة ما تتميز به علاقاتهم من شراكة تاريخية وأهمية استراتيجية، كما أكدوا عزمهم المشترك للبناء على ما توصلت إليه القمم السابقة من إنجازات لتعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين دولهم في جميع المجالات.
2 ـ أكد القادة التزامهم بتطوير التعاون المشترك في سبيل دعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، وضمان مرونة سلاسل الإمدادات، وأمن إمدادات الغذاء والطاقة، وتطوير مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة، ومساعدة الدول الأكثر احتياجا والمساهمة في تلبية حاجاتها الإنسانية والإغاثية.
3 ـ وفي هذا الإطار رحبت الولايات المتحدة الأميركية بقرار مجموعة التنسيق العربية، التي تضم 10 مؤسسات تمويل تنموية وطنية وعربية ومتخصصة، تقديم مبلغ لا يقل عن 10 مليارات دولار، لغرض الاستجابة لتحديات الأمن الغذائي إقليميا ودوليا، وبما يتفق مع أهداف «خارطة الطريق للأمن الغذائي العالمي نداء للعمل» التي تقودها الولايات المتحدة، كما رحب القادة بإعلان الولايات المتحدة الأميركية بتقديم دعم إضافي بقيمة مليار دولار لتلبية حاجات الأمن الغذائي الملحة على المديين القريب والبعيد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
4 ـ نوه القادة بالجهود القائمة لـ «أوپيك+» لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم النمو الاقتصادي. ورحب القادة بقرار أعضاء «أوپيك+» الأخير بزيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، وعبروا عن تقديرهم لدور المملكة العربية السعودية القيادي في تحقيق التوافق بين دول «أوپيك+».
5 ـ رحب الرئيس بايدن بإعلان عدد من الشركاء من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خططها لاستثمار ما مجموعه 3 مليارات دولار في مشاريع تتوافق مع أهداف مبادرة الشراكة العالمية للاستثمار والبنية التحتية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، وذلك للاستثمار في البنى التحتية الرئيسية في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، بما في ذلك الاستثمار في مشاريع تعزز أمن الطاقة، والمناخ، والاتصال الرقمي، وتنويع سلاسل الإمداد العالمية.
6 ـ عبر الرئيس بايدن عن تقديره لتبرع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمائة مليون دولار لدعم شبكة مستشفيات القدس الشرقية، والتي تقدم الرعاية الصحية الضرورية والمنقذة للحياة للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
7 ـ أكد القادة التزامهم المشترك بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، ودعم الجهود الديبلوماسية الهادفة لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعميق تعاونهم الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية. وفي هذا الإطار، رحبت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتأكيد الرئيس الأميركي على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة الأميركية لشراكتها الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأنها تقف على أهبة الاستعداد للعمل جماعيا مع أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية لردع ومواجهة جميع التهديدات الخارجية لأمنهم، وضد أي تهديدات للممرات المائية الحيوية، خاصة باب المندب ومضيق هرمز.
8 ـ أكد القادة دعمهم لضمان خلو منطقة الخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل، مؤكدين مركزية الجهود الديبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وللتصدي للإرهاب وكافة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار.
9 ـ أشاد القادة بالتعاون القائم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية في دعم أمن واستقرار المنطقة وممراتها البحرية، وأكدوا عزمهم على تطوير التعاون والتنسيق بين دولهم في سبيل تطوير قدرات الدفاع والردع المشتركة إزاء المخاطر المتزايدة لانتشار أنظمة الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، وتسليح الميليشيات الإرهابية والجماعات المسلحة، بما في ذلك ما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن.
10 ـ بحث القادة السبل الكفيلة بتكثيف التعاون المشترك في سبيل تعزيز الردع والقدرات الدفاعية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتطوير التكامل والاندماج في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي، وقدرات الأمن البحري، ونظم الإنذار المبكر وتبادل المعلومات.
11 ـ رحب القادة بإنشاء «قوة المهام المشتركة 153» و«قوة المهام المشتركة 59»، واللتين تعززان الشراكة والتنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقيادة المركزية الأميركية، بما يدعم رصد التهديدات البحرية ويطور الدفاعات البحرية عبر توظيف أحدث المنظومات والتقنيات.
12 ـ وأكد القادة حرصهم على استمرار عقد القمم الخليجية ـ الأميركية سنويا.
بايدن يعقد لقاءات ثنائية مع القادة والزعماء قبل أن يغادر جدة
عقد الرئيس الاميركي جو بايدن سلسلة لقاءات ثنائية مع القادة والزعماء المشاركين في قمة جدة للأمن والتنمية. وبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات مع الرئيس الأميركي «العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وفرص تنمية التعاون والعمل المشترك وتطويره على مختلف المستويات بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما نحو المستقبل»، وذلك على هامش قمة «جدة للأمن والتنمية». أعرب بايدن عن تعازيه للشيخ محمد بن زايد وشعب دولة الإمارات في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما هنأه بمناسبة توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدم له دعوة لزيارة الولايات المتحدة الأميركية. وقال بايدن إن «تحديات اليوم تزيد من أهمية التواصل بيننا. أريد أن أدعوك رسميا للمجيء إلى الولايات المتحدة (..) قبل انتهاء هذه السنة».
ولفتت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) الى ان الجانبين ناقشا عددا من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، التي تتطلب تنسيقا وثيقا بين دولة الإمارات والولايات المتحدة كونهما شريكين إستراتيجيين.
واستعرض اللقاء مختلف جوانب التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنمية المستدامة بجانب البيئة والتغير المناخي والأمن الغذائي وغيرها من المجالات الحيوية التي تشكل أسس التنمية والاستقرار والتقدم.
من جهته، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ترحيبه بلقاء الرئيس الأميركي لأول مرة، مؤكدا حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى أهمية دور تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي في جدة مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي بأن الرئيس الأميركي رحب بلقائه الأول مع الرئيس السيسي، مؤكدا تطلع الإدارة الأميركية إلى تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين الصديقين، وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في ضوء الدور المصري المحوري بمنطقة الشرق الأوسط بالقيادة الرشيدة للرئيس، التي تمثل دعامة رئيسية لصون السلم والأمن ونشر السلام لسائر المنطقة.
وعبر الرئيس الأميركي عن التقدير البالغ للإدارة الأميركية تجاه الجهود المصرية الممتدة لإرساء السلام في المنطقة، إلى جانب دورها الأساسي في التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومبادرات إعادة إعمار غزة. وأيضا تمت مناقشة مستجدات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري، ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.
كما التقى بايدن كلا من: عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
هذا، وغادر الرئيس بايدن السعودية مختتما جولته الأولى للشرق الأوسط بعد مشاركته في أعمال قمة جدة للأمن والتنمية.
بايدن: أجرينا مباحثات مهمة وناقشنا ملف أمن الطاقة والاحتياجات الدفاعية للمملكة لمواجهة أي تهديدات
خادم الحرمين التقى الرئيس الأميركي في جدة بحضور الأمير محمد بن سلمان
التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس الأميركي جو بايدن، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، في قصر السلام بجدة، امس الاول.
وقد رحب خادم الحرمين الشريفين بالرئيس الاميركي والوفد المرافق له في المملكة العربية السعودية.
وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) في بيان إنه جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات.
حضر اللقاء وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي د.مساعد بن محمد العيبان، كما حضره من الجانب الأميركي وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وعقب لقاء خادم الحرمين والرئيس الأميركي، عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والرئيس بايدن جلسة مباحثات ثنائية في قصر السلام بجدة.
كما عقد الأمير محمد بن سلمان والرئيس بايدن جلسة محادثات موسعة بحضور مسؤولين من البلدين.
وكان ولي العهد السعودي في استقبال الرئيس الأميركي لدى وصوله الى قصر السلام بجدة. وعقب لقاءاته مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن كلمة مقتضبة، قال فيها إنه أجرى مباحثات جيدة ومهمة مع الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان.
وأشار بايدن الى ان الجانبين ناقشا ملف أمن الطاقة، متوقعا أن نرى خطوات إضافية من السعودية في مجال الطاقة خلال الأسابيع المقبلة. وقال: «أجرينا محادثات بشأن أمن الطاقة في العالم وإمدادات ملائمة لدعم النمو الاقتصادي العالمي، وسيبدأ ذلك قريبا، أفعل كل ما أستطيع لزيادة الإمدادات للولايات المتحدة الأميركية، وأتوقع أن يحدث ذلك، والسعودية تشاطرنا هذا المطلب الملح، وأتوقع أننا سنشهد خطوات لاحقة في الأسابيع المقبلة». وتابـــــع: «ستنســــق السعودية العمل أيضا فيما يتعلق بالطاقة الخضراء والطاقة الشمسية، وكذلك خفض الانبعاثات من أجل التحول في مجال الطاقة، وتساعد أيضا الشركات الأميركية من أجل تبني المعايير العالمية». وفي السياق نفسه، كشف بايدن عن اتفاق «على ربط شبكة الكهرباء بالعراق بشبكة مجلس التعاون لدول الخليج العربية».
ولفت بالقول: «ناقشنا الاحتياجات الدفاعية للمملكة العربية السعودية من أجل دعمها في مواجهة أي تهديدات خاصة التهديد الإيراني».
وتابع: «اتفقنا على تعميق وتمديد وقف إطلاق النار في اليمن وتعزيز الهدنة هناك».
وأعرب بايدن عن أمله في «أن يؤدي فتح المجال الجوي للمملكة أمام الرحلات من وإلى إسرائيل إلى تطبيع أوسع في العلاقات»، معتبرا قرار فتح المجال الجوي «خطوة مهمة للغاية».
من جهة أخرى، قال بايدن: «لن نترك فراغا في الشرق الأوسط لتشغله روسيا والصين». وكان الرئيس الأميركي قد وصل الى السعودية أمس الأول في زيارة رسمية استمرت يومين بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث استقبله في مطار الملك عبدالعزيز بجدة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية.
منها اثنتان لاستكشاف القمر والمريخ والشراكة في الصحة
الرياض وواشنطن توقّعان 18 اتفاقية تعاون في مجالات الاستثمار والفضاء والطاقة
عواصم – وكالات: وقّع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في المملكة العربية السعودية، مع نظرائهم في الولايات المتحدة الأميركية، 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش زيارة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركية إلى المملكة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» ان تلك الاتفاقيات تأتي في ضوء ما توفره (رؤية المملكة 2030) بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، 13 اتفاقية وقعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأميركية الرائدة، مثل شركة بوينغ لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال داغجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأميركية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات.
كما وقعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأميركية (ناســا)، اتفاقيــــــة (أرتميس) لاستكشاف القمر والمريخ مع وكالة (ناسا)، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.
ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة (IBM) الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاة على مدى خمس سنوات ضمن ثماني مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة مركزا محوريا للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما وقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأميركية (NTIA)، تتضمن تعاون البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية بالمملكة.
ووقع البلدان، اتفاقية شراكة في مجالات الطاقة النظيفة، تتضمن تحديد مجالات ومشروعات التعاون في هذا المجال، وتعزيز جهود البلدين في نشر الطاقة النظيفة والعمل المناخي بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
كما وقعت وزارتا الصحة السعودية والأميركية مذكرة تعاون مشترك في مجالات الصحة العامة، والعلوم الطبية والبحوث، تهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات القائمة في مجالات الصحة العامة بين الأفراد والمنظمات والمؤسسات، وتوحيد الجهود لمواجهة قضايا الصحة العامة والتحديات الطبية والعلمية والبحثية، وتبادل المعلومات والخبراء والأكاديميين، إضافة إلى التدريب المشترك للعاملين في المجالات الصحية والطبية، والتطبيق السليم لنظم المعلومات الصحية، والبحث والتطوير والابتكار الصحي.
أكد أنها تعكس الدور الريادي للمملكة التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للمجلس
أمين «التعاون الخليجي»: قمة جدة فرصة لتبني فهم مشترك للتعامل مع التحديات
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف أهمية انعقاد قمة جدة للأمن والتنمية، التي عقدت أمس السبت بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والعراق، والرئيس الأميركي.
وشدد د.الحجرف، في بيان صحافي اوردته وكالة الانباء السعودية (واس)، على ما تمثله هذه القمة من منصة إقليمية ودولية لتناول ملفات الأمن وتحدياته ومجالات التنمية وتطلعاتها ولتكامل الجهود نحو تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، لاسيما في ظل ما تشهده من تحديات متسارعة وعلى المستويات والمجالات كافة.
وثمن مبادرة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للدعوة لهذه القمة التي تعكس الدور الريادي للمملكة التي تتولى هذا العام رئاسة الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي.
وشدد على إيمان مجلس التعاون بدوره البناء والمحوري كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة وكنموذج رائد للتنمية الشاملة ومحرك للاقتصاد وشريك نحو المستقبل من خلال تعزيز مكانته وحضوره على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعبر امين عام مجلس التعاون عن تطلعه لأن تمثل قمة جدة للأمن والتنمية انطلاق مرحلة جديدة ترتكز على الفهم المشترك للتعامل مع تحديات الأمن والاستقرار والعمل الجماعي، للتعاون في مجالات التنمية والازدهار لتحقيق الأهداف المشتركة وبناء المستقبل.
شدد على ضرورة منع إيران من الحصول على سلاح نووي وردع تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول
«بيان جدة»: أهمية الدور المحوري للشراكة السعودية – الأميركية لتعزيز الاستقرار
أكد بيان سعودي – أميركي مشترك، أهمية الاستمرار في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، بما يخدم مصالح حكومتي وشعبي البلدين، كما أكد الجانبان على الدور المحوري لهذه الشراكة التاريخية في تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة.
وقد استعرض البيان المشترك «بيان جدة»، الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس»، جوانب الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية خلال العقود المقبلة، بهدف تعزيز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام، وذلك في إطار زيارة رسمية قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقرر الجانبان توسيع وتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات التي نوقشت خلال اجتماع الرئيس الأميركي مع خادم الحرمين وولي عهده، وذلك قبل الحوار الاستراتيجي السنوي المقبل بين البلدين والذي سيعقد في المملكة في وقت لاحق من العام الحالي، مؤكدين أن «بيان جدة» يشكل أساسا للعمل والمضي قدما لتوطيد وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
واستعرض الجانبان جوانب الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية خلال العقود القادمة، بهدف تعزيز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام.
وأكدا أن الشراكة السعودية – الأميركية كانت حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية. وشددا على أن البلدين يتشاركان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار.
وأكد الجانبان أيضا أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الديبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجا، وأهمية مبدأ السيادة والسلامة الإقليمية، وضرورة دعم حكومات المنطقة التي تواجه خطر الإرهابيين أو الجماعات التابعة والمدعومة من قوى خارجية.
واستعرض الجانبان أوجه التعاون والمنجزات في العديد من المجالات، أبرزها الطاقة والتعاون في مجال المناخ، حيث نوه الطرفان بأهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لاسيما في ضوء الأزمة الراهنة في أوكرانيا وتداعياتها، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، واتفق الطرفان على التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل، وكذلك العمل معا كشركاء استراتيجيين في مبادرات المناخ وانتقال الطاقة، مع الإشادة بدور المملكة العربية السعودية الرائد في مستقبل الطاقة.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة العربية السعودية والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية.
وشدد الجانبان على ضرورة ردع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وجهودها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، مؤكدين أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي. كما أكدا أهمية الحفاظ على حرية حركة التجارة عبر الممرات البحرية الدولية الاستراتيجية، ولاسيما باب المندب ومضيق هرمز، ورحبا بقوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثا للتركيز على أمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وزيادة ردع التهريب غير الشرعي إلى اليمن.
وبشأن الأمن السيبراني، أكد الجانبان أهمية التعاون المشترك في هذا المجال لحماية المصالح الأساسية لكلا البلدين وأمنهما الوطني. ورحب الجانبان بتوقيع مذكرات تفاهم بين الجانبين مؤخرا متعلقة بالتعاون في مجال الأمن السيبراني، كما قررا استمرار تعزيز التبادل الفوري للمعلومات، وبناء القدرات البشرية والفنية، وتطوير صناعات الأمن السيبراني.
وحول التعاون الإقليمي، ناقش الجانبان عددا من القضايا الإقليمية والدولية، أبرزها الملف اليمني، حيث أكد الجانبان دعمهما الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة. وشددا على أهمية استمرارها وإحراز تقدم لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.
وعبر الرئيس بايدن عن تقديره لدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تحقيق الهدنة وتجديدها. وشدد الجانبان على هدفهما المعلن منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب في اليمن، داعين المجتمع الدولي لاتخاذ موقف موحد يطالب الحوثيين بالعودة إلى محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة، بناء على المرجعيات الثلاث بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216 الصادر في عام 2015، حيث إن الاتفاق السياسي بين الأطراف اليمنية هو الكفيل بحل النزاع بشكل دائم وعكس مسار الأزمة الإنسانية البالغة.
وأكد الجانبان دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، معربين عن شكرهما للمجلس على التزامه بالهدنة والخطوات التي أسهمت في تحسين حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تسهيل استيراد الوقود واستئناف الرحلات الجوية من صنعاء.
كما شدد الجانبان على ضرورة إزالة جميع العوائق أمام تدفق السلع الأساسية وإيصال المساعدات داخل اليمن، وأهمية قيام الحوثيين بفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى تعز – ثالث أكبر مدينة في اليمن والتي تخضع لظروف الحصار منذ عام 2015. كما شجعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة جميع الجهات الإقليمية الفاعلة على تقديم الدعم الكامل للهدنة التي نتج عنها أطول فترة من السلام في اليمن خلال الأعوام الـ 6 الماضية، ورحبت المملكة العربية السعودية بدعم الولايات المتحدة للهدنة ومساهمتها في الجهود المبذولة للدفع بالعملية السياسية في اليمن. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الجانبان التزامهما الدائم بحل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافيا جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وبما يتفق مع الأطر المقرة دوليا ومبادرة السلام العربية.
وأشارا إلى عزمهما على تنسيق الجهود بشكل وثيق ومستمر لتشجيع الأطراف على إظهار التزامها بحل الدولتين من خلال السياسات والإجراءات. ورحبت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بكافة الجهود التي تسهم في الوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة.
وفي الشأن السوري، أكد الجانبان التزامهما بالحفاظ على وحدة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها، ودعمهما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للنزاع وفق الصيغة الواردة في قرار مجلس الأمن 2254 الصادر في عام 2015، مشددين، في الوقت نفسه، على ضرورة منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع السوريين المحتاجين.
وحول لبنان، عبر الجانبان عن دعمهما المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية، كما أشار الجانبان إلى أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشددين على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.
وبشأن أوكرانيا، أكد الجانبان أن النظام القائم على سيادة القانون يكمن في صميم الأمن الدولي، مشددين على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي ووحدة الأراضي والسيادة الوطنية، كما أكدوا مجددا على المبادئ المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1/11- ES الصادر بتاريخ 2 مارس 2022م، والذي دعمه جميع أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد القادة التزامهما بتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للشعب الأوكراني، وضمان تصدير الحبوب والقمح دون عوائق، للتخفيف من حدة الأزمات الغذائية العالمية التي تهدد بتأثير شديد على عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد الجانبان السعودي والأميركي، دعمهما للشعب الليبي في الوقت الذي ينخرط في العملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة، للتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
وبشأن مكافحة الإرهاب، أكد الجانبان أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف، والتزامهما المستمر بمواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، ومكافحة الدعاية المتطرفة العنيفة، وقطع قنوات تمويل الإرهاب.
واشنطن: تمديد صلاحية تأشيرة الزيارة للسعوديين إلى 10 سنوات
أعلنت بعثة الولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية تمديد مدة صلاحية تأشيرات الزيارة (بي 1/ بي 2) للمواطنين السعوديين من 5 إلى 10 سنوات، ابتداء من الأول من أغسطس المقبل.
وأوضحت البعثة الأميركية – في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس» – أنه تم التوصل إلى اتفاق لتمديد مدة صلاحية تأشيرات الزيارة، وذلك من خلال التعاون الوثيق مع حكومة المملكة العربية السعودية وعلى أساس المعاملة بالمثل، لتسهيل السياحة والأعمال بين البلدين.
وأشارت البعثة إلى أن تسهيل السفر يسهم بشكل كبير في ازدهار اقتصاد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تنمية الشراكات التجارية ويزيد من تعزيز التفاهم المتبادل بين المواطنين الأميركيين والسعوديين.
وأضافت أن قرار تمديد مدة صلاحية التأشيرة صدر بناء على جهود سابقة لتسهيل السفر لأغراض السياحة والتجارة، ومكملا لبرنامج الإعفاء من المقابلة الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق من العام الحالي.
وبموجب برنامج الإعفاء من المقابلة، قد يتأهل المواطنون السعوديون الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما، والراغبين في تجديد تأشيرات الزيارة التي انتهت صلاحيتها لمدة لا تقل عن 48 شهرا، للحصول على إعفاء من المقابلات الشخصية.
أبرز بنود «بيان جدة» بين الرياض وواشنطن
٭ منع إيران من الحصول على سلاح نووي وردع تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول.
٭ التزام أميركا القوي والدائم بدعم أمن السعودية وتسهيل حصولها على الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية.
٭ الالتزام باستقرار أسواق الطاقة العالمية والتشاور بانتظام بشأنها على المديين القصير والطويل.
٭ الدعم الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة وصولا لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.
٭ الالتزام الدائم بـ «حل الدولتين» باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وبما يتفق مع مبادرة السلام العربية.