1000 ميغاواط للعراق من السعودية و500 من «الشبكة الخليجية» عبر الكويت
بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في جدة، مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص التعاون الواعدة.وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه تم خلال اللقاء، الذي عقد مساء الجمعة الماضي، تبادل وجهات النظر في شأن عدد من القضايا الإقليمية.
وفي وقت لاحق، وقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار، المحضر التنفيذي الخاص بمبادئ اتفاق الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية والعراق، وذلك تنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في بداية العام 2022.
ونوّه الأمير عبدالعزيز بن سلمان بدور الأمير محمد بن سلمان بالتعجيل في الربط الكهربائي مع العراق الشقيق، الذي يأتي تأكيداً للتعاون المستمر في المجالات كافة، خصوصاً المجالات الفنية بين البلدين، كما يُعبّر عن رغبة البلدين في توطيد العلاقات الاقتصادية بينهما، وبما يحقق تطلعات قيادتي البلدين وشعبيهما، والحرص على سرعة تنفيذ المشروع على أرض الواقع.
وبيّن أن استكمال هذا المشروع يأتي في إطار رؤية المملكة 2030 وبرامجها التنفيذية، التي تُركز على استثمار الموقع الاستراتيجي للمملكة، وطبيعة الشبكة الكهربائية السعودية، التي تُعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، لجعل المملكة مركزاً إقليمياً لربط شبكات الطاقة الكهربائية.
وتعد مذكرة التفاهم الموقعة مع جمهورية العراق، ومشروع الربط الكهربائي نتيجة لدراسة شاملة ومفصلة، قام بها الفريق الفني المشترك بين الجانبين، وتوصّلت الدراسة إلى أن مشروع الربط الكهربائي السعودي – العراقي سيسهم في دعم موثوقية الشبكات الكهربائية في البلدين، وتحقيق وفورات اقتصادية، وتعزيز تحقيق مزيج الطاقة الأمثل من الطاقة لإنتاج الكهرباء، ودعم استيعاب الشبكات الكهربائية لدخول الطاقة المتجددة، وتحقيق الاستثمارات المثلى في مشروعات توليد الكهرباء.
وإضافة إلى ما سيجنيه البلدان من ثمار هذا المشروع، ستُشكّل أعمال الربط الكهربائي بين المملكة والعراق خطوةً لتعزيز فرصة إنشاء سوق إقليمية لتجارة الكهرباء ودعماً لمشاركة البلدين فيها.
ويأتي توقيع المحضر إنفاذاً لما نصت عليه مذكرة التفاهم في شأن الربط الكهربائي، حيث جرى استكمال الإجراءات اللازمة المتصلة بإبرام اتفاقيات الربط الكهربائي بين الشركة السعودية للكهرباء ووزارة الكهرباء العراقية ممثلة بالشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية / المنطقة الوسطى في العراق.
ويتضمن المحضر الموقّع مبادئ اتفاق الربط الكهربائي بين الجانبين، الذي سيربط بين عرعر واليوسفية قرب بغداد بسعة 1000 ميغاواط وجهد 400 كيلو فولت بطول يصل إلى نحو 435 كم.
الربط الخليجي – العراقي
في سياق متصل، وقعت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزارة الكهرباء في العراق، على هامش قمة جدة للأمن والتنمية التي استضافتها المملكة، عقد الربط بين شبكة الربط الخليجي وشبكة كهرباء جنوب العراق، بحضور الأمير عبدالعزيز بن سلمان وإحسان عبد الجبار.
ويأتي توقيع هذا العقد، ترجمةً لتوجيهات قادة دول مجلس التعاون انطلاقاً من حرصهم على تنمية العراق وازدهاره.
ووقّع العقد من جانب هيئة الربط الكهربائي الخليجي رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي الدكتور نايف العبادي، ومن جانب وزارة الكهرباء العراقية المهندس عادل كريم، المخوّل بصلاحيات الوزير لإدارة وزارة الكهرباء.
ويشمل العقد قيام هيئة الربط الكهربائي الخليجي بإنشاء خطوط ربط كهربائي من المحطة التابعة للهيئة بدولة الكويت إلى محطة الفاو الواقعة بجنوب العراق، لإمداد جنوب العراق بنحو 500 ميغاواط من الطاقة من دول مجلس التعاون عن طريق شبكة الربط الكهربائي الخليجي، بما فيها خطوط الربط الكهربائي الجديدة التي سيتم إنشاؤها وسيستغرق العمل فيها قرابة 24 شهراً، بقدرة نقل إجمالية تصل إلى 1800 ميغاواط.
الكاظمي
من جهته، أكد الكاظمي أن التوقيع على الربط الكهربائي مع السعودية والخليج يشكل تطوّراً مهماً، مشيراً في تصريحات نقلتها قناة «العربية» إلى أن العلاقات مع السعودية في أحسن حالاتها وتتطور بشكل كبير.
وأضاف: «نتطلع لعلاقات أوسع مع واشنطن وسننسق مع جميع الدول لمحاربة الإرهاب».
وفي مؤتمر صحافي قبيل مغادرته العراق إلى جدة، أعلن الكاظمي أن بلاده تعمل على تصفير المشكلات وتحقيق التوازن في جميع علاقاتها مع دول الجوار والمنطقة. وأضاف ان العراق «لن يكون اليوم أو غداً ضمن أي محور أو تحالف عسكري، ولن يكون منطلقاً لتهديد أي دولة من دول الجوار».
https://www.alraimedia.com/article/1598567/