ما هو التوازن الأمثل في حياتنا؟ – بقلم : حمد عبدالغفور محمود مدوه
«تسبب ضغوط العمل المتزايدة والمفرطة أجواء سلبية داخل بيئة العمل تتراوح بين الشعور بالإحباط وتقلب المزاج وردود الفعل المتسرعة والانفعالية، ما يؤدي تدريجيا إلى انخفاض الإنتاجية في العمل».
معنى التوازن بين العمل والحياة
ونعنى بالتوازن بين العمل والحياة أن يكون هناك تكافؤ أو تناسق بين مقدرات الوقت والطاقة التي يكرسهما الفرد للمجالات الحياتية والمهنية، بقصد خلق شعور بالسلام أو التوازن بين جوانب الحياة المتعددة.
لذلك فإن تحقيق التوازن بين العمل والحياة يعد تحديا نلامسه بشكل واضح في حياتنا اليومية.
كما أن العالم الحالي يعيش صراعا بين مسؤوليات العمل والالتزامات الشخصية والعائلية، وهي مشكلة تزداد حدة كلما ازداد العالم تقدما وسرعة، فقد أدت التكنولوجيا إلى زيادة المنافسة وكثافة العمل في السوق، ما يعني أن الأمر لا يقتصر فقط على ساعات دوام أطول وتغيب أكثر عن المحيط العائلي، وإنما يشير إلى التداخل الكبير بين الناحيتين.
هل نعيش في عالم مثالي؟
فهنالك وجهه نظر لدعاة فكرة التوازن تتمثل في أن كل شخص يمكنه تحقيق توازن مثالي بين الحياة العملية والحياة الشخصية يضمن له أقصى قدر ممكن من السعادة، إذ يعتقدون أنه ثمة صيغة سحرية يمكن الوصول إليها إذا عملوا بجد وانضباط كاف، الأمر الذي سيمكنهم من الحصول على كل شيء يطمحون له.
من الناحية الأخرى هناك من يرى عكس ذلك ويرى أنه من الصعوبة تحقيق ذلك، كأن نضع ميزانا يقع في إحدى كفتيه العمل وعلى الكفة الأخرى الحياة الشخصية وأن كل كفة ستساوى الأخرى دون طغيان أحدهما على الآخر.
ووفق لنموذج التوازن بين العمل والحياة، فإن العمل والحياة الخاصة يتألفان من عدة عوامل منفصلة لكنها قد تتداخل مع بعضها البعض أحيانا، وبالتالي التوازن السليم هو فن تنفيذ أكبر عدد ممكن من العوامل في كلا الجانبين دون التحيز لأحدهما على حساب الآخر.
كما يرى الكثيرون أن التركيز يجب أن يكون على دمج الحياة الخاصة مع العمل لإحداث التكامل بينهما بدلا من السعي إلى تحقيق التوازن، مثل ما ذكره مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية بيزوس (أمازون) في حوار له «أنه يفضل استخدام كلمة التناغم عن مصطلح التوازن».
دول لديها أفضل توازن بين العمل والحياة
تصدرت إيطاليا ترتيب أفضل دول العالم لتحقيق التوازن بين العمل والحياة وفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كما احتلت الدنمارك والنرويج وإسبانيا وهولندا مرتبات عالية.
حيث حصل الإيطاليون العاملون على أكبر وقت لممارسة الأنشطة الترفيهية والشخصية، بينما يعمل 3% من الموظفين لساعات عمل طويلة في الأسبوع.
كما أن هنالك محاولات حثيثة عالميا للسعي في تحقيق التوازن بين العمل والحياة من خلال تخفيض أيام العمل الى أربعة أيام عمل مثل الامارات، واليابان، واسكتلندا، وايسلندا، واسبانيا، ونيوزيلندا.