الكويت غير مؤهلة لمواجهة «طفرات المطر»
وسط تغيرات مناخية تشهدها المنطقة من أمطار وفيضانات وتأكيدات بأن تلك التغيرات لن تتوقف عند هذا الحد، بل قد تتزايد إلى حد محو بعض المدن، لم يعد هناك مفر من رفع صوت أجراس التنبيه والتحذير عالية من مرحلة كارثية إذا بقيت الكويت على حالتها التي يؤكد المختصون أنها لا ترقى إلى مستوى مجابهة أي طفرة في معدل سقوط الأمطار على أرضها.
وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام السابق لاتحاد الكيميائيين العرب د. حسن الشمري، أن الكويت ليست بمنأى عن التغيرات المناخية الحاصلة في العالم أجمع، وقد تواجه أمطاراً غزيرة، معتبراً أن «غياب الحلول ينذر بكارثة إذا واجهنا أمطاراً مثل الفجيرة أو إيران».
وأوضح الشمري في تصريح لـ»الجريدة» أن الدراسات أشارت إلى «تغير في درجات الحرارة بين 1.1 و1.3، خلال سنوات قليلة، وإذا وصل التغير إلى 1.5 درجة فمن المرجح أن تحدث تغيرات كثيرة، منها اختفاء مدينة الإسكندرية التاريخية».
بدوها، اعتبرت مديرة البرامج والأنشطة بالجمعية الكويتية لحماية البيئة جنان بهزاد، أن «الفيضانات واسعة النطاق في مناطق متفرقة من الخليج العربي، الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة، قد لا تكون الأخيرة، وقد تصبح أكثر تواتراً في المستقبل نتيجة التغيرات المناخية».
ودعت بهزاد إلى ضرورة تجنب حدوث الكوارث الناتجة عن الأمطار الغزيرة من خلال استدراك الأخطاء في البنية التحتية، وإدماج المتغيرات والنماذج الإحصائية لتغيرات المناخ في المشاريع الحديثة.
من جهتها، كشفت مصادر مطلعة بوزارة الأشغال العامة لـ «الجريدة»، أن طاقة تصريف الأمطار للشبكة الحالية لا تتجاوز 27 ملم في الساعة كحد أقصى، موضحة أن الوزارة أعدت دراسة لزيادة القدرة الاستيعابية للشبكة، لكن تنفيذها مرتبط بمشاريع تطوير المناطق.
واعتبرت المصادر أن «الأشغال» لجأت إلى خيار بحيرات تجميع مياه الأمطار لتقليل الضغط على شبكة الصرف، مستدركة، لكن هذا الحل يبقى جزئياً ما لم يُنفّذ مشروع الأنفاق العميقة، الذي يمثل المخرج الفعلي لـ «غرقات الأمطار»، علماً بأن هذا المشروع مدرج في ميزانية 2023/ 2024.
أما متنبئ الأرصاد الجوية ضرار العلي فقال لـ «الجريدة»، إن ما حدث أخيراً في عُمان وقطر وإيران من سيول في الصيف لا يعود إلى التغير المناخي،«بل هو شذوذ في الطقس بسبب ارتفاع الرطوبة»، مبيناً أن الكويت نادراً ما يحدث بها مثل هذه الظواهر؛ لموقعها وطبيعتها الجغرافية، إلا أن ذلك قد يحدث مستقبلاً مع التغير المناخي العالمي.
وأضاف العلي أن هطول الأمطار الغزيرة على منطقة ما يعود إلى عدة أسباب جغرافية ومناخية، فإذا اجتمعت تلك الأسباب حدث ذلك.