✍ د.عبدالباسط الزيود يكتب: الكويت قبلة الخير
✍ أ.د.عبدالباسط الزيود – الجامعة الهاشمية – المملكة الأردنية الهاشمية:
لم تكن الكويت يومًا إلا مع أهلها من العرب البعيدين كما القريبين، فقد لبّت نداء الإنسانية والحب والوفاء، وما تخلت عن سائليها يومًا بعون ويد بالفضل؛ فكانت السند والعضيد لكل العرب، وقد صدق فيها قول أبي تمام:
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها، فليتق الله سائله!
وهذه الشهادة ليست في وارد الإخبار والإعلان عن هذه المكرمات وإنما من المروءة أن يُنسب الفضل لسُراته ورواده، وليس أدل على هذا العلو في الشأن والريادة من موقف دولة الكويت في المساهمة في تعويض المبلغ الذي أوقفه الرئيس ترامب عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، وهذا بعض من كثير العطايا، ويزداد الإعجاب وتعظم التحية إذا ما عرفنا أن الكويت هي الدولة العربية الوحيدة إلى جانب دول أجنبية أخرى أسهمت في تعويض هذا المبلغ!.
لقد كانت الكويت صاحبة يد عليا منذ العشرينات من القرن الماضي؛ ففي عام (١٩٢١) زار وفد فلسطيني الكويت طلبًا لدعم إعمار المسجد الأقصى، وغير بعيد عن هذه الزيارة فقد حلَّ الشيخ أمين الحسيني ضيفًا عليها عام (١٩٣٢) في زيارة تتغيا جمع تبرعات للغاية نفسها، ومنذ ذلك الحين لم تتردد الكويت شعبًا وقيادة في تقديم ما تستطيعه لدعم الأشقاء على غير صعيد سياسيًا واقتصاديًا وقانونيًا من أجل وصول الفلسطينيين لحلم دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
يعرف الإخوة الفلسطينيون الذين عاشوا في الكويت قدر احترام الدولة الكويتية لهم، وبالقدر نفسه الشعب الكويتي صاحب النخوة والضيافة، وما قدموا من إيثار ولو أن بهم خصاصة؛ فقد استقدمت الكويت أول بعثة تعليمية عام (١٩٣٦)، للإسهام في تطوير التعليم ونهوض المنظومة التربوية في الإمارة آنذاك، وقد تبعها بعثات أخريات.
وقد عاشوا مكرّمين معززين، كأنهم في وطنهم الفلسطيني، وقد بلغ عديدهم حتى نهاية الثمانينيات نصف مليون، فضلًا عن دعم المنظمة طوال سني النشأة والتطور !.
لا يذكر الفضل إلا أهل الفضل، وما الكويت دولة وشعبًا إلا كما عهدناهم طيبين متسامحين فخورين بأمتهم وبتاريخهم وعروبتهم.
لا شك أن القيادة الكويتية كانت من الداعمين الأوائل لكل قضايا العرب العادلة وفي غير مناسبة ونازلة ومن أهم هذه القضايا وأعلاها تأثيرًا؛ القضية الفلسطينية، فقد وجّهت القيادة الكويتية الحكيمة باستمرار دعم الأشقاء الفلسطينيين عبر المراحل المختلفة التي مرت بها هذه القضية العربية والإسلامية وكذلك الشعب الفلسطيني في أرضه وخارجها، وما ذاك إلا لوضوح في الرؤية وطبيعة الدور العروبي الذي رضيته القيادة الكويتية؛ باعتبار أن دعم القضية الفلسطينية يمثل مصلحة عليا للكويت وشعبها الكريم.
دامت الكويت بلدًا قويًا بقيادته العروبية وبأهله النشامى وعلى رأسهم سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وسدّد خطاه.