ترقب لتطورات غزة.. والراعي يعيب الاتفاق على الترسيم والخلاف على الحكومة
الترقب سيد الموقف في لبنان، لمستجدات الوضع العسكري على جبهة غزة، حيث يواصل جيش الاحتلال تصفية قيادات الجهاد الإسلامي الموالية لإيران، في سياق عمل عسكري ممهد، كما يبدو، لما هو أبعد منه.
وقد ناشد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن أن يضعوا حدا لانتهاك حقوق الإنسان في غزة والقدس وكل فلسطين، ودعا في تصريح له المجتمع العربي والدولي الى يقظة ضمير بعد أن تجاوز العدو الغاصب لأرض فلسطين في ارتكاباته الوحشية أسوأ وأبشع ما عرفته الإنسانية، مدينا العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يستهدف قطاع غزة، واكد ان ما يقوم به هو جريمة حرب يندى لها جبين الإنسانية، منتهكا معاهدات جنيف وميثاق الأمم المتحدة والقوانين والأعراف الدولية. وفي توجه جديد غرد النائب جبران باسيل، رئيس «التيار الحر»، عبر «تويتر»، لافتا إلى أن فلسطين تدفع ثمن وحدة الإسرائيليين وتدفع مضاعفا ثمن انقسامهم، وقال: «لن يكون الاستقرار إلا لسلام حقيقي ركيزته دولة فلسطين بعاصمتها القدس وبشعبها العائد.. حذاري الأقصى».
ويرى متابعون لوسائل الإعلام الاسرائيلية أن ضرب المراكز المتقدمة لإيران في غزة، والضفة ومحيط فلسطين المحتلة، قد يكون مقدمة لما هو أبعد من ذلك، في حالة تعذر الاتفاق على الملف النووي بين واشنطن وطهران، رغم تراجع إيران عن شرط سحب اسم الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب الدولي.
وفيما بقي الوضع في الجنوب اللبناني هادئا، سجل تمشيط قوة إسرائيلية مدعومة بآليتين الطريق العسكري المحاذي للشريط الحدودي، ما بين مستعمرة المطلة وجديدة مرجعيون ورصدت دوريات عسكرية إسرائيلية في البساتين المحيطة بمستعمرة المطلة.
وعلى صعيد ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، أبرزت مختلف الصحف ووسائل الإعلام اللبنانية حديث وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لـ«الأنباء» أمس وفيه يعبر عن تفاؤله بالتوصل الى اتفاق في النصف من شهر سبتمبر، نافيا اي تدخل ايراني في ملف الترسيم، ونافيا أيضا أن يكون هناك اتفاق سلام مع اسرائيل.
وقد اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي، أنه من «المعيب» ألا يشكل الساسة حكومة جديدة بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الانتخابات، وألقى باللوم في «انحلال» البلاد على نزاعهم المزمن. وفي عظته الأسبوعية، عقد الراعي مقارنة لاذعة بين التقدم الذي أحرزه لبنان في اتفاق الترسيم والشلل الذي أصاب السياسة الداخلية.
وقال «من المعيب أن تبذل السلطة جهودا للاتفاق مع إسرائيل على الحدود البحرية وتنكفئ بالمقابل عن تشكيل حكومة؟ فهل صار أسهل عليها الاتفاق مع إسرائيل من الاتفاق على حكومة بين اللبنانيين؟».
والراهن أن الترقب في لبنان يشمل أيضا مستجدات الترسيم، والمشاورات التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وبمعزل عن بعض الأجواء المتفائلة، يقول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «علمتنا التجربة بألا نركن الى الذين ظلموا. بدنا نشوف الاتفاق بعيننا، بدنا نشوف النص وما نسمع خبريات».
وعن هبة الفيول الايراني، قال رعد: إن بعض المسؤولين في لبنان جبناء وكسالى، واستبعد في احتفال بمدينة صور أن تفتح اسرائيل معركة في لبنان لأنها تعرف كلفتها.
وعلى مشارف الاستحقاق الرئاسي أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على الحاجة الى رئيس انقاذي، لا يكون وسطيا توافقيا يمدد الأزمة في البلاد، معتبرا أن التواصل داخل المعارضة لم يدخل في مرحلة الأسماء.
وبين الاستحقاق الرئاسي وترسيم الحدود، أكد جعجع أنه لا يرى ارتباطا لأي خطوة على هذا المستوى. وكان جعجع وزوجته النائب ستريدا جعجع زارا الراعي في مقره الصيفي في الديمان أمس الأول.
رئاسيا أيضا أكد الوزير السابق دميانوس قطار، لإذاعة «صوت كل لبنان»، أن اسمه ليس مطروحا لرئاسة الجمهورية، فيما تبدأ كتلة نواب «التجديد» اتصالاتها مع الكتل الأخرى لبلورة مرشح تتبناه، وفي معلومات «الأنباء» أن اتجاه هذه الكتلة يميل الى ترشيح أحد اعضائها النائب ميشال رينيه معوض.
أما «التغييريون» فيقول أحدهم وهو النائب إبراهيم منيمنة في حديث لإذاعة «صوت لبنان»، إنه شخصيا يحلم برئيس جمهورية، بشخصية النائب الراحل نسيب لحود، لا ارتباطات اقليمية له وغير مفروض من الخارج، بل يعزز علاقات لبنان مع الخارج، له رؤية إصلاحية، ومسار اقتصادي.
بدوره، النائب جورج عطاالله، عضو تكتل «لبنان القوي»، أبلغ قناة «الجديد» أن جبران باسيل «مرشحنا الأساسي لرئاسة الجمهورية»، وهذا واقع وليس حظوظ، وبعد بكير الحديث عن دعم ترشيح سليمان فرنجية.