«صواريخ المقاومة» تجبر إسرائيل على التهدئة في غزة
وافقت إسرائيل على هدنة في غزة بعد أن طالت صواريخ حركة «الجهاد الإسلامي» العمق الاسرائيلي ووصلت للمرة الأولى إلى مدينة القدس المحتلة أمس، ردا على اغتيال قادة بارزين في جناحها العسكري «سرايا القدس» بالقطاع.
وقالت مصادر أمنية مصرية وفلسطينية إن إسرائيل وافقت على التهدئة، فيما أكد مصدر في «الجهاد الإسلامي» لوكالة فرانس برس أن المقاومة لن تتوقف اذا لم يتوقف العدوان وجرائم الاحتلال».
وقبل التوصل الى هدنة التهدئة في غزة امس، أكدت حركة ««الجهاد الاسلامي» في بيان أن «دماء الشهداء لن تضيع هدرا»، وقرنت ذلك بتوسيع نطاق إطلاق النار باتجاه القدس المحتلة فيما وصفته بأنه انتقام لمقتل خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية في جناحها العسكري، وهو ثاني قائد كبير تفقده الحركة في غضون أيام بعد اغتيال الاحتلال لقائد المنطقة الشمالية في «سرايا القدس» تيسير الجعبري.
وأصابت الصواريخ الفلسطينية معظم جنوب إسرائيل بالشلل وأجبرت السكان في عدد من المدن من بينها تل أبيب وعسقلان على الدخول إلى الملاجئ.
وأفادت الاذاعة الاسرائيلية العامة بأنه في أعقاب ذلك دوت صافرات الإنذار في القدس، فيما أظهرت مقاطع فيديو مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محاولة القبة الحديدية اعتراض صواريخ أطلقت من غزة تجاه جبال المدينة المحتلة.
ولم تقع إصابات على الجانب الإسرائيلي بفضل نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، والذي قال متحدث باسم جيش الاحتلال إنه اعترض 97% من الصواريخ الفلسطينية.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إن المقاومة حاضرة وجاهزة ولديها العديد من الخيارات للتعامل مع الوضع الميداني وتصاعد الجرائم الإسرائيلية.
وأكد قاسم في مقابلة مع وكالة «معا» الفلسطينية امس أنه كانت هناك اتصالات مستمرة على مدار الساعة مع الوسطاء بخصوص التوصل لتهدئة خاصة مع الجانب المصري لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأضاف «دائما كنا معينين كمقاومة بإنجاح الجهود التي من شأنها أن تحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني، المشكلة ليست في الوسطاء ولا الاتصالات بل المشكلة الأساسية في الاحتلال الذي لا يحترم مساعي الوسطاء».
وتابع انه في حال وقف الاحتلال عدوانه وقصفه على الشعب الفلسطيني يمكن بعدها الحديث عن إمكانية وقف هذا العدوان.
وأضاف «واضح أن الاحتلال يصعد عدوانه على الشعب الفلسطيني سواء باغتيال قيادات المقاومة كما حدث مع الشهيد القائد خالد منصور أو قتل مدنيين من النساء والأطفال والشيوخ وتعمد إصابة المنازل بهذه الطريقة الهمجية، مؤكدا أن هذه جرائم ترتقي إلى جرائم حرب حقيقية مكتملة الأركان». وأشار إلى أن هناك عدوان على المسجد الأقصى باقتحامات المستوطنين للأقصى وهذا سلوك إرهابي أيضا، لكن في المقابل هناك حالة من الرد الحقيقي تمارسه المقاومة الفلسطينية بتوسيع دائرة النار حتى تصل إلى مدينة القدس المحتلة ردا على هذه الجرائم.
من جهتها قالت، قالت إسرائيل إنها ستوقف إطلاق النار إذا فعلت «الجهاد الإسلامي الشيء نفسه». وصرح المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بأن «الهدوء سيرد عليه بالهدوء».
وزعم وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر، عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر، ان مئات الصواريخ التي أطلقتها الجهاد الإسلامي ردا على الاعتقال هي السبب في مواصلة العدوان.
وأضاف ساعر في تصريح لراديو الجيش الإسرائيلي «بقدر ما تريد الجهاد الإسلامي إطالة أمد هذه العملية، فستأسف لذلك». بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد – قبل اعلان قبول الهدنة – إن الهجوم العسكري على غزة سيستمر «مادام ذلك ضروريا».
وأضاف لابيد في بيان مشترك مع وزير دفاعه بيني غانتس ان الجيش استهدف «أهدافا ونشطاء إرهابيين لإحباط فرق إطلاق صواريخ» تابعة للجهاد الإسلامي.
وشن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على أهداف للجهاد الإسلامي شملت مواقع عسكرية في كافة مناطق قطاع غزة ونقاط رصد قرب السياج الفاصل وأراضي زراعية ومنصات لإطلاق الصواريخ ومستودعات أسلحة.