مجلس الوزراء.. بين الأمس واليوم – بقلم : سالم السبيعي
بعد خطاب سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، والذي ألقاه نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وبمجرد سماعه كتبت مقالا أقسمت فيه إنه خطاب فريد لم نسمع مثله منذ خمسين عاما، ووجدت كل المقالات الصحافية وحوارات الدواوين بنفس الانطباع، فحمدت الله أننا شعب فطن، شعر بالاختلاف، وأثنى على ما احتواه هذا الخطاب من نهج جديد وحازم، وشخّص علل الدولة، وحدد الدواء الناجع، عندها سادت فرحة الشعب بما سمع، لكن قادة الفساد والمفسدين شككوا واستبعدوا التغيير، لكن الأيام بما حملته من أخبار أثبتت جدية الخطاب، وقوة عزمه، وشدة حزمه، والقافلة تسير والفاسدون يتساقطون.
أما الجديد فهو نشرة الأخبار للإعلام الكويتي، فمنذ التحرير لم أهتم بسماع نشرة أخبار إذاعة وتلفزيون الكويت لأنها «إكراما للقارئ» أقول عنها مملة، خصوصا أول النشرة، والأكثر مللا هو هذا النوع من الأخبار: «اجتمع مجلس الوزراء واطلع على التقارير الواردة واتخذ بشأنها الردود المناسبة، وتم الاطلاع على ما قدمه وزير (…) واتخذ الإجراءات اللازمة، واستمع المجلس من وزير (…) على ما تعاني منه الوزارة وشكّل لجنة بذلك وتناول المجلس المواضيع التي تهم المواطن وتدارسها واتخذ بشأنها ما يناسبها»!
أستحلفك بالله عزيزي القارئ ماذا استفدت من هذا الخبر؟ السبب هما واحد من اثنين، إما الاجتماعات كانت كلها سرية أو أن كاتب محاضر الاجتماع لا يجيد كتابة المحاضر ليقدمها للإعلام، لهذا السبب كرهنا سماع نشرات الأخبار من إذاعتنا وتلفزيوننا، خصوصا بعد أن استخدمنا برنامج الوفيات وهذا ما كان يشدنا لنشرات الأخبار.
اليوم وبالصدفة استمعت إلى نشرة أخبار التاسعة وهالني التغيير الجذري لصيغة الأخبار المحلية، وخصوصا قرارات مجلس الوزراء، حيث وجدت فيه ضالتي، حيث الشرح المفصل وطريقة إقرار القرار وكيف تتم متابعة تنفيذه، ومتى يبدأ وينتهي، وعند تشكيل لجنه تذكر الأسماء، وتحدد التواريخ، الحمد لله الذي غيرنا من حال إلى حال.
عندها تذكرت بداية نهضة الكويت حين ينتظر الشعب قرارات «مجلس الإنشاء»، ثم أصبح المجلس البلدي، كانت قرارات تغير أحوال المدينة، كانت مجلة «الكويت اليوم» الرسمية ننتظرها بفارق الصبر لأن بها تفاصيل كل أحداث النهضة العمرانية والقانونية.
كلمة لابد أن يسمعها مجلس الوزراء وهي أن الشعب متفائل بوجودكم ومستبشر بعملكم، فقد شعر الشعب بالاختلاف، وكله أمل بأن مسيرتكم تزداد عزما وحزما، والأمل معقود بكم.
بارك الله بكم، وجزاكم عنا وعن الكويت خير الجزاء.