«الدرونز» و«الروبوتات».. حلول خليجية لأزمة الإمدادات!
ذكرت مجلة ميد أن جائحة كورونا عملت كمحفز للتحول نحو الرقمنة في صناعة الخدمات اللوجستية، حيث خلقت تحديات غير مسبوقة للحكومات وأنظمة الرعاية الصحية والشركات في جميع أنحاء العالم، بالإضافة الى ايجاد المرونة والقدرة لدى أصحاب المصلحة على نحو حدد نتائج الصراع مع الوباء الذي طال أمده.
ولعبت سلاسل التوريد وشركات الخدمات اللوجستية دورا مهما في التعامل مع الأزمة، وضمان تدفق الإمدادات الأساسية مع التغلب على اضطرابات النقل، والقيود المفروضة على الحركة، والتقلبات الهائلة في العرض والطلب، ولم تكن هذه مهمة سهلة بالنسبة لصناعة معقدة في جوهرها وواسعة الانتشار فيما اتسعت الفجوات في سلاسل التوريد في غمرة التحديات.
وفي هذا المنعطف، تمكنت الرقمنة من إثبات مزاياها، وتسارعت الاتجاهات التي كانت جارية بالفعل في هذا القطاع، ففي عامي 2020 و2021، تحولت شركات الخدمات اللوجستية لحلول مبتكرة بهدف الحفاظ على العمليات في أصعب الظروف.
ووجدت الدراسات الاستقصائية التي أجرتها شركة الاستشارات العالمية ماكينزي اند كومباني أنه عندما يتعلق الأمر بتعزيز مرونة سلاسل التوريد، فان الشركات تركز على مجالات مثل الرؤية المستقبلية ومراقبة الاضطرابات وتحليلات المخاطر.
في غضون ذلك، يرى العديد من اللاعبين في هذا المضمار أن هناك مجالا لحلول أخرى مثل الطائرات المسيرة بدون طيار والروبوتات والمزيد من أتمتة عمليات سلاسل التوريد في قطاع الخدمات اللوجستية في بعض دول الخليج كالإمارات، لكن التكلفة الأقل للعمالة هناك تخفض بشكل كبير من الحاجة إلى اختيار المزيد من الأنظمة الآلية.
ويقول أحد الخبراء: «علينا ادراك أن الرقمنة لا تتعلق فقط بالتخلص من الايدي العاملة، ولكن باستخدام العمالة لعمليات أكثر إنتاجية».
ومن المهم أيضا الاستثمار في التدريب ورفع المهارات عندما يتعلق الأمر بالرقمنة.
فقد أفادت الدراسات التي أجرتها شركة ماكينزي اند كومباني أيضا بأن 1% فقط من الشركات التي شملها الاستطلاع لديها ما يكفي من المواهب الرقمية الداخلية لإدارة تحسين سلاسل التوريد.
وختمت ميد بالقول ان الشركات تستثمر بنشاط على الجبهة الرقمية، حسب ما يقوله الممثل في المنطقة الحرة، وربما لا تكون حركتها بالسرعة التي يريدها الناس، لكنها تمضي.
وبصفتنا صانعي القرار، فإننا بحاجة لإعداد أنفسنا وكذلك موظفينا لهذا التحول الهائل وما سيحدثه من اضطراب.
وتناولت المجلة دور تقنية العملات الافتراضية – البلوكتشين في ايجاد الحلول المحتملة والمساعدة بخلق إدارة آمنة وشفافة للمعاملات من خلال شبكة لامركزية من شأنها افساح المجال بسهولة لتحسين نظم وتطبيقات المساءلة في العمليات اللوجستية.
ولكن نجاح شبكة بلوكتشين يرجع إلى مشاركة أصحاب المصلحة في جميع المجالات، وهي مشكلة حالت دون اعتمادها على نطاق واسع حتى الآن، ويقول ممثل في المنطقة الحرة في دبي انه لا يمكن لطرف واحد أن ينجح إذا كان هو الكيان الوحيد الذي يقوم بذلك، ان يدا واحدة لا تصفق، وبالتالي فان كل فرد في سلاسل التوريد مطالب بالمشاركة.
يقول متحدث آخر إن الأولويات تغيرت أيضا منذ الوباء، مؤكدا أن المصنعين يترددون في الكشف عن التفاصيل الحساسة المتعلقة بصناعاتهم، مضيفا ان هؤلاء كانوا أكثر حذرا بشأن المعلومات المتعلقة بحركة البضائع.
وقد يحد هذا من نجاح العملة الافتراضية على المدى القريب.