منذ بنائه عام 1676 بقرار من الملك تشارلز الثاني ليكون أول مركز بحثي في تاريخ بريطانيا لا يزال المرصد الملكي الذي يعلو هضبة (غرينيتش) على الضفة الجنوبية الشرقية لنهر (تايمز) في لندن يحظى بمكانة علمية وتاريخية كبيرة فضلا عن كونه معلما سياحيا بارزا.
ويضم المركز فوق بنايته الرئيسية (فلامستيد هاوس) ثالث أقدم اشارة لضبط الوقت في العالم حيث تم تركيبها عام 1833 وهي عبارة عن كرة حديدية حمراء ترتفع يوميا قبل دقيقتين من الساعة الواحدة ظهرا الى اعلى العمود ثم تسقط تدريجيا الى اسفله عند تمام الواحد حتى تتمكن السفن من ضبط الكرونوميتر قبل ابحارها عبر النهر.
وبحلول 1855 شهد المبنى تثبيت اول ساعة كهربائية في العالم وبها اشتهر توقيت (غرينيتش) مع ان اختيار هذا التوقيت لا يقترن بالساعة في حد ذاتها وانما لمرور خط الطول على المنطقة ليجعلها نقطة الصفر اذا ان ما يقع شرقها يعتبر وقتا زائدا وكل ما يقع غربها وقتا سالبا.
وخلف المبنى يقع جناح مستقل تعلوه قبة حديدية ضخمة شيدت عام 1893 لتضم جهاز تليسكوب كان الاكبر في ذلك الوقت صممه العالم الفلكي البريطاني الشهير هاورد غروب.
وحاليا لم يعد المرصد في مقدمة المراكز الفلكية العالمية من حيث الابحاث والاكتشافات مثلما كان عليه الوضع خلال القرنين ال18 و ال19 لكنه يبقى مع ذلك يحتل مكانة تاريخية مرموقة عبر متحفه الخاص ناهيك عن تحوله الى وجهة سياحية تجذب مئات الالاف من الزوار سنويا.
