توثيق الديبلوماسية الصحية – بقلم : د. هند الشومر
من واقع خبراتي في التعامل مع المنظمات الدولية في فترة عملي كمستشار وطني بالتعاون مع المستشار الدولي لإعداد التقرير الوطني عن الالتزام بتنفيذ الأهداف الإنمائية العالمية للألفية الجديدة وهي التي سبقت الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من 2015 حتى 2030 فقد لمست عن قرب مكانة الكويت وما تحظى به من تقدير واحترام في المحافل الدولية وحرص الدولة على الوفاء بتعهداتها والتزاماتها بموجب المشاهدات والاتفاقيات الدولية.
وشاهدت عن قرب نماذج حية وواقعية من مساهمات الديبلوماسية الكويتية الصحية في تعزيز مكانة الكويت في المحافل الدولية، فقد كانت موضع تقدير من جانب منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة واليونيسيف في دعم ميزانيات الطوارئ الصحية ومكافحة والتصدي للأوبئة والقضاء على شلل الأطفال ودعم مبادرات التصدي للإيدز والسل والملاريا وتقديم المنح والقروض والمساعدات لدعم النظم الصحية في مختلف مناطق العالم.
وشعرت أن توثيق جهود الكويت في الديبلوماسية الصحية يحتاج إلى تنشيط وتوثيق ليكون ذاكرة للأجيال القادمة وليكون مرجعا بالسياسات الخارجية والصحية وهو في الواقع قد تأخر كثيرا في التوثيق العلمي الأمين.
ويجب أن تبدأ به في أقرب وقت من جانب الوزارات والجهات التي تملك الوثائق والمعلومات سواء كانت وزارة الخارجية أو الصحة أو الإعلام أو المجتمع المدني أو الجمعيات المهنية.
وإنني أدعوهم جميعا للبدء فورا في توثيق جهود ومبادرات الديبلوماسية الصحية الكويتية سواء تلك التي قامت بها الدولة أو الهلال الأحمر الكويتي أو جمعيات أهلية أو القطاع الخاص أو صندوق الكويت للتنمية، حيث إن مشروع التوثيق ممكن أن تتبناه وتقدم له الدعم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتعزيز الذاكرة المؤسسية الوطنية في الديبلوماسية الصحية وتطوير مبادراتها على المستوى الإقليمي والوطني والعالمي قبل أن تختفي بفعل عوامل الزمن ملامح ومعالم هامة من تاريخ الديبلوماسية الصحية الكويتية وهو تاريخ يستحق التوثيق والاعتزاز والعرفان لمن تحملوا مسؤولياته من خلال مواقعهم المختلفة.
وأتمنى أن يلقى هذا الاقتراح الترحيب والقبول من ذوي الصلة وألا تصل إليه سحب الإهمال والنسيان، حيث إن هذا التوثيق سينتج مادة تعليمية خصبة تدرس في معاهد إعداد الديبلوماسيين الجدد بوزارة الخارجية.