أعلنت شركة الطاقة المملوكة للحكومة الروسية غازبروم، أن خط أنابيب الغاز الروسي إلى ألمانيا لن يعاد فتحه كما كان مقررا يوم السبت.
وقالت الشركة إنها وجدت تسربا للنفط في توربين على خط أنابيب نورد ستريم 1، ما يعني أنه سيغلق إلى أجل غير مسمى.
وتم إغلاق خط الأنابيب خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب ما وصفته الشركة بأعمال الصيانة.
تأتي هذه الأخبار وسط مخاوف متزايدة من أن العائلات في الاتحاد الأوروبي لن تكون قادرة على تحمل تكلفة التدفئة هذا الشتاء.
وارتفعت أسعار الطاقة منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وقد تؤدي ندرة الإمدادات إلى زيادة التكلفة أكثر.
وتحاول أوروبا أن تنأى بنفسها عنإمدادات الطاقة الروسية في محاولة لتقليل قدرة موسكو على تمويل الحرب، لكن الانتقال قد لا يأتي بالسرعة الكافية.
وتنفي موسكو استخدام إمدادات الطاقة كسلاح اقتصادي، ردا على العقوبات الغربية التي فرضت في أعقاب الحرب.
والقت روسيا باللوم على العقوبات في تعطيل الصيانة الروتينية لنورد ستريم 1، لكن الاتحاد الأوروبي يقول إن هذه ذريعة.
وقالت الهيئة المنظمة للشبكة الألمانية، إن البلاد أصبحت الآن أكثر استعدادا لوقف إمدادات الغاز الروسي، لكنها حثت المواطنين والشركات على خفض الاستهلاك.
وجاء إعلان غازبروم بعد وقت قصير من موافقة دول مجموعة السبع على تحديد سعر النفط الروسي دعما لأوكرانيا.
ويمتد خط أنابيب الغاز من الساحل الروسي بالقرب من سان بطرسبرغ إلى شمال شرق ألمانيا ويمكنه نقل ما يصل إلى 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميا.
وهو مملوك ومدار من قبل نورد ستريم إيه جي، وأغلبية الأسهم فيها هي لغازبروم.
وكانت ألمانيا قد دعمت في السابق أيضا بناء خط أنابيب مواز، نورد ستريم 2، لكن المشروع توقف بعد الحرب.
وقالت غازبروم إن الخلل تم اكتشافه في محطة بورتوفايا للضغط، مع إجراء التفتيش إلى جانب عمال من شركة سيمنز الألمانية التي تقوم بصيانة التوربينات.
وأوضحت أن إصلاح تسرب النفط في المحركات الرئيسية لم يكن ممكنا إلا في ورش العمل المتخصصة التي أعاقتها العقوبات الغربية.
ومع ذلك، قالت شركة سيمنز نفسها “مثل هذه التسريبات لا تؤثر عادة على تشغيل التوربينات ويمكن إنهاؤها في الموقع. إنه إجراء روتيني في نطاق أعمال الصيانة”.
ليست هذه هي المرة الأولى منذ بدء الحرب التي يتم فيها إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1.
ففي يوليو/ تموز، قطعت شركة غازبروم الإمدادات تماما لمدة 10 أيام، بحجة “انقطاع الصيانة”. وأعيد تشغيله مرة أخرى بعد 10 أيام، ولكن بمستوى أقل بكثير.
وقالت الخبيرة الاقتصادية ومحللة الطاقة كورنيليا ماير لبي بي سي، إن إغلاق خط الغاز سيكون له تأثير كبير على التوظيف والأسعار.
وقالت “هذا له تداعيات ضخمة على الغاز في أوروبا، وهو أغلى بنحو أربعة أضعاف مما كان عليه قبل عام، وأزمة تكلفة المعيشة هذه سترتفع حقا لأنها ليست مجرد غاز. يتحول الغاز إلى سماد ويستخدم في كثير من العمليات الصناعية فيؤثر ذلك على الوظائف ويؤثر على التكاليف”.
توقيت تحرك غازبروم مثير بالتأكيد. ويأتي بعد فترة وجيزة من كشف ألمانيا، التي تعتمد بشدة على الغاز الروسي، أن مخازنها الشتوية تمتلئ بشكل أسرع من المتوقع.
