تراس من «داونينغ ستريت»: سنحول بريطانيا لدولة ذات إمكانات كبيرة
أصبحت ليز تراس رسميا الرئيسة الجديدة للحكومة البريطانية عقب اجتماعها أمس مع الملكة إليزابيث الثانية في مقر إقامتها في قلعة «بالمورال» بإسكتلندا حيث مقرها الصيفي.
ونشر مسؤولون ملكيون صورا تظهر الملكة إليزابيث الثانية مع تراس وهما تتصافحان خلال جلسة اضفت الطابع الرسمي على تعيين تراس رئيسة للوزراء خلفا لبوريس جونسون الذي قدم استقالته إلى ملكة بريطانيا التي وافقت عليها.
واختارت الملكة عدم العودة من عطلتها الصيفية السنوية لحضور مراسم تسليم السلطة المقتضبة بعدما واجهت مشاكل صحية أثرت على قدرتها على المشي والوقوف.
وقال قصر بكنغهام في بيان رسمي أن الملكة إليزابيث «استقبلت عضو البرلمان إليزابيث تراس وطلبت منها تشكيل حكومة جديدة. وقبلت السيدة تراس عرض صاحبة الجلالة»، لتصبح بذلك رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) عام 2016، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد كل من مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.
وفي اول كلمة لها بعد تكليفها رسميا، رسمت تراس ملامح سياسة حكومتها. وقالت من أمام «10 داونينغ ستريت» إنها ستواصل دعم أوكرانيا، و«ستتعامل مع تداعيات أزمة الطاقة بعد قطع الغاز الروسي».
وقالت: «لدي 3 أولويات هي دفع عجلة الاقتصاد والتعامل مع أزمة الطاقة التي تسبب بها بوتين وتعزيز الخدمات الصحية».
وأكدت ان لديها «خطة قوية لدعم الاقتصاد» واعدة بتحويل «بريطانيا إلى دولة بإمكانات كبيرة». وأكدت أن بلادها «ستواصل العمل مع الشركاء والحلفاء في العالم» لمواجهة التداعيات التي خلفتها الأزمات العالمية للمملكة المتحدة.
وتشير استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا إلى أن جزءا كبيرا من البريطانيين لا يثقون بقدرة رئيسة الوزراء الجديدة على حل أزمة تكاليف المعيشة.
وكشف استطلاع جديد أعده معهد «يوغوف» أن 14% فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس أفضل من جونسون.
وفيما يخص التشكيلة الوزارية لحكومة تراس، يتوقع أن يتولى وزير الأعمال كواسي كوارتينغ منصب وزير المالية، وأن تسلم حقيبة الداخلية إلى المدعية العامة سويلا برافرمان، بينما سيتولى جيمس كليفرلي وزارة الخارجية.
وفي حال تأكدت التعيينات، فسيعني الأمر أن أيا من الوزارات الرئيسية الأربع لن تسلم إلى رجل أبيض لأول مرة في التاريخ.
وفي خطابه الوداعي من أمام «داونينغ ستريت»، تعهد جونسون دعم خليفته بثبات، وشبه نفسه بـ «صاروخ داعم أتم مهمته» وسيسقط في «نقطة نائية وبعيدة عن الأنظار في المحيط الهادئ».
ووجه رسالة إلى أعضاء حزب المحافظين من أجل الوحدة ودعم تراس قائلا «حان الوقت لإنهاء المشاحنات السياسية.. حان الوقت لنا جميعا للوقوف وراء ليز تراس وفريقها وبرنامجها».
وأضاف «إذا كان بإمكان ديلين (كلبه) ولاري (هر داونينغ ستريت) تجاوز الصعوبات التي تطغى على العلاقة بينهما بين حين وآخر، فبإمكان الحزب المحافظ أيضا القيام بذلك».
واستغل جونسون، الذي كافح للبقاء في منصبه حتى النهاية، خطاب رحيله للتفاخر بنجاحاته، ورفض استبعاد احتمالية العودة لشغل المنصب في المستقبل، لكنه أشار أيضا إلى أنه لايزال يعاني من صدمة بسبب كيفية رحيله، وقال «يتم تسليم الشعلة في النهاية لزعيم جديد للمحافظين».
إلى ذلك، أكدت روسيا انها لا تتوقع أي تغييرات في علاقاتها الفاترة مع بريطانيا في عهد رئيسة الوزراء الجديدة.
وقال الناطق باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف، وفق ما نقلته عنه وكالة «تاس» الرسمية، انه «بالنظر إلى التصريحات التي صدرت عن السيدة تراس عندما كانت لاتزال وزيرة للخارجية.. يمكن القول بقدر كبير من التأكيد أنه من غير المتوقع حدوث أي تغييرات نحو الأفضل».
من جهته، هنأ رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، تراس على توليها منصبها الجديد وقال على تويتر «تعتبر العلاقة بين كندا والمملكة المتحدة من أقوى العلاقات في العالم، وأتطلع إلى جعلها أقوى لأننا نعمل على تحسين الحياة للأشخاص على جانبي المحيط الأطلسي»