القاهرة – النخبة:
:المصدر – الراي
يبدو أن رياح الخماسين التي تهز «طقس» مصر هذه الأيام، لا تقتصر على الظواهر الجوية… بل تتجاوزها إلى الإعلام المصري، لتهز الكثير من شبكاته وقياداته وسياساته أيضاً!
ففي سابقة لم يعهدها الإعلام في مصر من قبل، أثارت رياح التغيير ظاهرةً مفاجئة تمثلت في انسحاب متعاقب لوجوهٍ وقيادات من المشهد الإعلامي، لتحل موضعها وجوهٌ وقيادات أخرى، فيما يشبه دوامة شديدة الدوران تعني – ضمن ما تعنيه – أن الإعلام في مصر يمر حالياً بـ «فاصل قصير»، ستعقبه بلا شك تغييراتٌ فارقة من شأنها أن تؤثر في التوجهات الإعلامية التي ترسم ملامح المستقبل القريب في «المحروسة»!
إذ لم تكن أول التغييرات الحاصلة هي إعلان الإعلامي المصري المعروف عمرو أديب استقالته الدراماتيكية، على الهواء مباشرةً، معلناً الرحيل عن قناة «ON E»، التي تمتلكها مجموعة إعلام المصريين، بقوله أثناء تقديمه حلقة أول من أمس، من برنامجه الشهير «كل يوم»، إن إدارة القناة بقيادة الإعلامي تامر مرسي، أخبرته أنه يمكن أن يغادر القناة قبل رمضان المقبل، أي يوم 15 مايو المقبل، بناء على رغبته… فقد جاءت هذه الاستقالة بعد تغييرات واسعة في قيادات الفضائيات المصرية في الأيام الأخيرة.
وفي الوقت الذي أزاح فيه النقاب عن أنه خاطب إدارة القناة منذ 7 شهور برغبته فى المغادرة، معرباً عن سعادته بأنه لم يرحل «بخناقة» أو بمشكلة سياسية، أو أي أزمة، تباهى عمرو أديب بأنه يترك البرنامج حالياً، وهو الأول في الإعلانات والمشاهدة والتأثير على السواء.
وفي مزيج بين الفخر والتواضع أردف أديب: «أشعر بأن هناك دائرةً أنهيتُها، وعملت اللي عليّ، ولن يأتي شخص يقدم ساعات الهواء اللي قدمتها، ومش عشان أنا عبقري ولكنْ ظروفي جت كده، ومكنش فيه مذيع محظوظ قدي إني أقابل كل هذه الشخصيات، وأحضر كل هذه الأحداث، وأشعر بأني قدمت كل شيء في الإعلام، وآن الأوان أن يأتي شاب صغير أو كبير ويملأ هذا المقعد».
وأعرب أديب عن شكره وتقديره لمشاهديه، الذين أعربوا عن حبهم له، بعد إعلانه ترك القناة قبل شهر رمضان المقبل.
وكتب عبر حسابه على منصة التغريدات القصيرة «تويتر»: «لو كنتُ أعرف مقدار الحب والتقدير لكنت أعلنت رحيلي من زمان، شكراً لحضراتكم، حقيقي شيء كتير جداً».
في هذا السياق عقّبت مصادر إعلامية لـ «الراي»، بأن «الأمر قد يبدو مختلفاً عما أعلنه أديب، لكن هناك أموراً تؤكد أن إدارة القناة، هي التي طلبت إلى أديب أن يترك مكانه، وكان هذا الطلب، وقت تولى رئاسة مجموعة إعلام المصريين الإعلامي المهندس أسامة الشيخ. وحتى عقب ترك الأخير منصبه، وتولي تامر مرسي المسؤولية طلب الأمر نفسه».
وذكرت المصادر، أن هذا يأتي في إطار توجهات إعلامية جديدة، سوف تشهدها الشاشات الفضائية بالاتجاه أكثر إلى برامج المنوعات والجرعات الخفيفة، والإقلال كثيراً من «برامج التوك شو» السياسي، وهذا ما ستنفذه مجموعات «الحياة»، «أون»، «دي أم سي» وغيرها، مشيرةً إلى «أنه من المقرر البدء في تنفيذ هذه السياسة الإعلامية الجديدة عقب عيد الفطر المقبل، حيث ستظهر خرائط برامجية جديدة»، بل علاوةً على هذا كله، رشحت المصادر «اختفاء عدد غير قليل من وجوه البرامج السياسية، أو تحولها إلى برامج المنوعات».
ضِمن ظاهرة التغييرات، تقدم الإذاعي محمد نوار رئيس شبكة راديو النيل، باستقالته من منصبه الذي كان تولاه في فبراير الماضي، ولم يُفصح نوار – الذي يُعد من الأسماء المعروفة في الإذاعة المصرية – عن سبب استقالته من رئاسة الشبكة، حتى الآن. وكان الرجل عمل نائباً لرئيس الإذاعة، ومذيعاً بإذاعة صوت العرب.
ومعروف أن شبكة راديو النيل تضم إذاعات «نغم إف إم» و«راديو هيتس» و«ميغا إف إم» و«95 إف إم».
وفي سياق التغييرات الأخيرة نفى العضو المنتدب، رئيس مجلس إدارة شبكة تلفزيون «الحياة» وقناة «العاصمة» وراديو «d r n»، ياسر سليم انضمام المجموعة إلى مؤسسة إعلام المصريين، مُزيحاً الستار عن تسلُّمه إدارةَ مجموعة الحياة والعاصمة وd r n، وأنه حضر منذ الصباح الباكر في مدينة الإنتاج الإعلامى لتفقد الأجهزة وإمكانات كل قناة، ووضع الخريطة الرمضانية المقبلة للحاق بركب المنافسة في الموسم الرمضاني، وفي غضون ذلك أعلنت مجموعة «إعلام المصريين»، وفقاً لموقع «صدى البلد»، اختيارها الوكيلَ الإعلاني لشبكة قنوات «أون»، وذلك بعد إنهاء العلاقة مع «بروموميديا».
وبدوره صرح رئيس مجلس إدارة «إعلام المصريين» المالكة لشبكة قنوات «أون»، تامر مرسي، بأن «اختيار شركة (دي ميديا) جاء بناء على معايير محددة تم وضعها بهدف الاختيار على أساسها، وأن (دي ميديا) ستكون شريكاً استراتيجياً في إرساء المنظومة الإعلانية لمجموعة إعلام المصريين».
رياح التغيير مرّت أيضاً بقنوات «النهار»، إذ لم تُفوِّت هي الأخرى الفرصة للحاق بالظاهرة، قبل انطلاق الموسم الرمضاني، عندما بدأت من رأس الهرم بإعلانها تعيين رئيس جديد للشبكة.
وكشفت القناة في بيان لها عن تعيين المنتج طارق صيام رئيساً لمجلس إدارة الشبكة، مبينةً أنها قررت تعيين صيام بفضل ما يتمتع به من خبرة متميزة في مجال إنتاج المسلسلات والبرامج الإعلانية.
وتابع البيان: «إن شبكة تلفزيون النهار تحرص على تطوير وإعادة هيكلة الكوادر الفنية والبشرية داخل الشبكة، للاستفادة من كل الكفاءات في مجال الإعلام والقنوات الفضائية».
