قلوب البريطانيين وأنظارهم شاخصة إلى «باكينغهام» قلقاً على صحة إليزابيث الثانية
هرعت العائلة المالكة البريطانية إلى قصر «بالمورال» في اسكتلندا للبقاء بجانب الملكة إليزابيث الثانية، بعدما أعرب أطباؤها أمس عن قلقهم بشأن وضعها الصحي، وساد ترقب في بريطانيا والعالم.
وأعلن قصر باكينغهام الملكي في بيان أنه «بعد تقييم جديد، عبر أطباء الملكة عن قلقهم إزاء صحة جلالتها وأوصوا بأن تبقى تحت المراقبة الطبية».
وفور إبلاغ عائلة الملكة بوضعها الصحي، وصل ولي العهد البريطاني الأمير تشالز (73 عاما) مع زوجته كاميلا إلى بالمورال حيث تمضي الملكة سنويا نهاية الصيف، وكذلك ابنتها آن، وولداها الآخران الأميران أندرو وإدوارد، وحفيدا الملكة، الأمير وليام، الثاني في ترتيب خلافة العرش، والأمير هاري وزوجته الأميركية ميغان ماركل.
وفي قصر باكنغهام في العاصمة لندن، علقت لافتة تبلغ السياح بأن تغيير الحرس لن يحصل.
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إن «البلاد بأسرها تشعر بقلق عميق إزاء الأخبار الواردة من قصر باكينغهام»، مضيفة «أفكاري وأفكار كل سكان بريطانيا تتجه الى جلالة الملكة وعائلتها».
وأضافت «قلبي، وقلوب كل الناس في أنحاء المملكة المتحدة مع جلالة الملكة وعائلتها في هذا الوقت».
وكانت تراس تتحدث امام البرلمان قبل ان يعلن القصر الملكي الأنباء عن صحة الملكة حيث غادرت رئيسة الوزراء الجديدة مجلس العموم بعد تلقيها بلاغا خطيا.
ووجه العديد من المسؤولين السياسيين تمنياتهم بتعافي الملكة بشكل سريع.
بدوره، كتب جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري على تويتر «صلواتي وصلوات الجميع في كنيسة إنجلترا، مع جلالة الملكة».
وتعاني اليزابيث الثانية، وهي الأطول بقاء في حكم بريطانيا والأكبر عمرا بين ملوك العالم، مما وصفها قصر باكينغهام في وقت سابق «بمشكلات عرضية في الحركة» منذ نهاية العام الماضي.
وكانت الملكة البريطانية قضت ليلة في مستشفى في أكتوبر 2021، واضطرت منذ ذلك الحين الى تقليص ارتباطاتها العامة. وألغت مؤخرا اجتماعا افتراضيا كان مقررا مع كبار الوزراء، بعدما نصحها الأطباء بالراحة.
والتقطت العدسات صورا لها في آخر ظهور علني لها يوم الثلاثاء الماضي وهي تستقبل ليز تراس رئيسة الوزراء الجديدة خلفا لبوريس جونسون، في مقرها الاسكتلندي بقلعة بالمورال.
وقررت الملكة البقاء في بالمورال بدلا من العودة الى لندن حيث ينظم عادة حفل التسليم والتسلم بين رئيسي الوزراء، بسبب مشاكلها الصحية.
وأظهرت صور بثها قصر باكينغهام الملكة مبتسمة وهي تستند الى عصا وتصافح ليز تراس.
ولم يسبق لأي عاهل بريطاني أن تولى العرش لهذه الفترة الطويلة. ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك، فالأمير تشالز وارث العرش يبلغ 73 عاما فيما نجله وليام سيحتفل بعيده الأربعين قريبا.
وأطلت الملكة خلال الاحتفالات باليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش من شرفة قصر باكينغهام لتحية عشرات آلاف الأشخاص. وبعد أسابيع خرجت في مناسبات عامة عدة مرات في اسكتلندا وظهرت مبتسمة وهي تستعين بعصا خلال عرض للقوات المسلحة في ادنبره في نهاية يونيو الماضي.
وقد أثارت صحة الملكة إليزابيث الثانية التي تحظى بشعبية كبرى في البلاد، قلقا في الفترة الأخيرة.
ومنذ عام 1952، أصبحت إليزابيث ملكة لبريطانيا وأكثر من 12 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا ونيوزيلندا. واحتفلت في وقت سابق من العام الحالي بمرور 70 عاما على اعتلائها العرش باحتفالات وطنية استمرت أربعة أيام.
واعتلت الملكة العرش في 6 فبراير 1952 وهي في سن 25 عاما بعد وفاة والدها الملك جورج السادس. وهي أرملة منذ رحيل زوجها الأمير فيليب في ابريل 2021 قبل بلوغه عامه المائة بقليل.
وتبدو مرحلة ما بعد اليزابيث الثانية معقدة ولاسيما ان شعبية الأمير تشالز ضعيفة إذ يفضل البريطانيون أن يتولى الأمير وليام العرش.