واشنطن تؤكد أن رهان بوتين على استخدام سلاح الطاقة ضد أوروبا قد فشل
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن القوات الأوكرانية تحقق بعض النجاح في عملياتها في خاركيف وخيرسون، مؤكدا ما اعلنته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، من أن قواتها تمكنت من التقدم نحو 50 كيلومترا في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، بدعم من السكان المحليين، في غضون ثلاثة أيام فقط. يضاف ذلك، إلى ما سبق ان اعلنه جنرال أوكراني أمس الأول من أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على أكثر من 700 كيلومتر مربع من الأراضي في الجنوب وفي منطقة خاركيف شرقي البلاد.
وقال أوستن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي في براغ أمس «نرى نجاحا في خيرسون الآن، ونرى بعض النجاح في خاركيف وهذا أمر مشجع للغاية».
وستشكل المكاسب ضربة خطيرة لروسيا التي تقول أجهزة المخابرات الغربية إنها تكبدت خسائر فادحة، كما ستمثل دفعة كبيرة لكييف، التي تحرص على أن تظهر لدول الغرب الداعمة لها أنها تستطيع تغيير الحقائق على الأرض بالقوة وتستحق الدعم المستمر.
ومن أكبر المكاسب التي تحققت هذا الأسبوع على ما يبدو هجوم أوكراني مضاد مباغت في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، والذي شهد توغل قوات كييڤ بشكل مفاجئ في الخطوط الروسية.
وأعلن أوستن أن الرئيس الأميركي جو بايدن وافق على تقديم أسلحة إضافية بقيمة 675 مليون دولار لأوكرانيا، أثناء اجتماعه مع وزراء دفاع آخرين في ألمانيا لمناقشة سبل مواصلة دعم أوكرانيا على المدى الطويل.
وتقع منطقة خاركيف على الحدود الأوكرانية الروسية، وتعرضت مدينتها الرئيسية التي تحمل نفس الاسم على مدار شهور لقصف بالصواريخ الروسية بعد أن فشلت موسكو في الاستيلاء عليها في المراحل الأولى من غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير.
من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني انتوني بلينكن أن «وحدة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) «مهمة لتحقيق أهدافنا المشتركة في دعم أوكرانيا ومواصلة الضغط على روسيا»، مشددا على العمل كي تكون أوكرانيا في موقف قوة عندما يحين وقت المفاوضات».
وقال بعد زيارة مفاجئة لكييڤ «لن نتخلى عن الأوروبيين ونتجه للتخلي عن الطاقة الروسية واستخدام موارد متجددة وسنصل لهذا الهدف»، معترفا بأن «هناك تكلفة باهظة يدفعها الأوروبيون لكنها أقل من تكلفة عدم مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
ولفت إلى ان بوتين كان «يراهن على كسر إرادة الأوروبيين من خلال استغلال سلاح الطاقة لكن رهانه فشل»، ظانا «أن الحرب ستكون فرصة لإظهار قدراته العسكرية لكن العكس هو ما يحدث الآن».
وأكد أن العقوبات على روسيا أثبتت نجاعتها في مجالات مختلفة وستؤدي حتما إلى فشل بوتين، وهناك «أكثر من 1000شركة تركت السوق الروسية وواردات موسكو انخفضت، وما يزيد على نصف مليون شخص من ذوي الكفاءات تركوا روسيا وهناك عجز كبير في اقتصادها».
وفي السياق، سعى وزراء الطاقة الأوروبيون إلى الاتفاق على تدابير عاجلة لوقف الارتفاع في أسعار الغاز والكهرباء بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأكدت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، لدى وصولها إلى الاجتماع في بروكسل الجمعة أنه «يجب وضع تدابير استثنائية (…) سنواجه شتاء صعبا جدا، ولكن اتحادنا في مجال الطاقة متين وسينتصر».
وستطلب المفوضية الأوروبية من الوزراء في بروكسل النظر في سلسلة من المقترحات المعقدة للغاية والتي تهدف إلى تخفيف العبء على الأسر والشركات.
والدافع الرئيسي إيجاد طرق لتعويض الأسر والشركات التي تكافح لدفع فواتيرها ومواصلة النشاط.
كما ستقترح المفوضية الأوروبية آلية من شأنها أن تجعل شركات الكهرباء التي لا تعتمد على الغاز، مثل الشركات التي تعول على الطاقة النووية أو الشمسية أو الطاقات المتجددة، تتقاسم العائدات غير المتوقعة التي جرى كسبها على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة الكهربائية.
ويرتبط سعر سوق الكهرباء في أوروبا ارتباطا وثيقا بسعر الغاز، مما يعني أن المرافق التي لا تعتمد على الغاز تتمتع بوفرة في الإيرادات بينما تتعثر الشركات الأخرى في دفع ثمن الغاز.
كما ستفرض ضرائب على شركات الوقود الأحفوري بسبب أرباحها الضخمة من أسعار الطاقة المتضخمة.
ولكن التوصل إلى إجماع سيكون أمرا صعبا نظرا لتفاوت سياسة الطاقة والاعتماد على روسيا بشكل كبير بين دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
وفي هذا الإطار، قالت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه-روناشيه «اليوم نضع تفويضا للمفوضية الأوروبية. علينا أن نتفق على سلسلة من الأهداف، على جدول زمني».