الكويت رصدت 15.6 مليار دولار لتنفيذ مشاريع النفط والغاز
كشفت مجلة ميد أن الكويت رصدت نحو 15.6 مليار دولار لتنفيذ مشروعات النفط والغاز خلال السنوات المقبلة، والتي تتوزع على عدة مراحل حسب التقدم الذي تم تحقيقه، حيث هناك ما قيمته 4.3 مليارات دولار مشروعات في مرحلة التنفيذ، و100 مليون دولار من المشاريع في مرحلة تقديم عروض العقود الرئيسية.
وأضافت المجلة أن هناك مشاريع بقيمة 680 مليون دولار في مرحلة تقييم العروض، و950 مليون دولار في مرحلة التخطيط والتصميمات الأولية، و592 مليون دولار في مرحلة تأهيل المقاولين للعقد الرئيسي، واخيرا 8.9 مليارات دولار من المشروعات في مرحلة الدراسة.
ذكرت «ميد» أن التطورات الأخيرة تشير الى توافر الفرص أمام الشركات التي تسعى للفوز بمشاريع في الكويت، حيث هناك دلائل متزايدة على أن عام 2023 يمكن أن يجلب مستوى أعلى من عقود النفط والغاز التي ستتم ترسيتها مقارنة بعام 2022.
وكشفت المجلة النقاب في وقت سابق من هذا الشهر عن الموافقة على ميزانية مشروعين رئيسيين في مجال التنقيب والإنتاج بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 1.3 مليار دولار لحساب شركة نفط الكويت، حيث يتعلق الأول بمشاريع 4 مراكز تجميع شرق البلاد بقيمة 700 مليون دولار.
بينما يتعلق الثاني بمشروع قيمته 650 مليون دولار لتوسيع محطتين للتخلص من مياه الصرف الصحي في القطاع النفطي، وقالت المجلة نقلا عن مصادر صناعية مطلعة انه من المتوقع الآن طرح مناقصتي المشروعين بحلول نهاية العام الحالي أو أوائل عام 2023.
تراجع نشاط القطاع
وكانت السنوات القليلة الماضية صعبة للغاية بالنسبة للمقاولين الذين يتطلعون للفوز بعقود في قطاع النفط والغاز في الكويت، مع تأخيرات طويلة أثناء عملية طرح عطاءات المشروعات وتدني ترسيات العقود بدرجة كبرة.
وعزت المجلة هذا التراجع في الأنشطة والعقود المرساة إلى عوامل مختلفة منها تداعيات جائحة «كورونا» ومشاكل سلاسل التوريد المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، والاشكالات السياسية المحلية.
في غضون ذلك، لا يزال الوباء يتسبب في إغلاق المدن الصينية، ما يعطل التصنيع والصادرات إلى الكويت، ويقول الخبراء إنه من المرجح إضافة المزيد من المدن الى الاغلاق وأن المشاكل المتعلقة بالتصنيع في الصين ستستمر.
وخلقت الحرب في أوكرانيا أيضا مشاكل أمام المقاولين المستوردين لكميات كبيرة من ألواح الصلب من البلاد، وزادت من المخاطر السياسية للعمل مع المقاولين والموردين الروس.
ومع ذلك وبعد مرور اكثر من ستة أشهر على الحرب، فإنه يبدو أن جميع الأطراف المعنية تتأقلم بنجاح مع التحديات اللوجستية التي خلقتها الحرب المستمرة، حيث تكيف المقاولون الكويتيون في الأشهر الأخيرة مع الوقائع العالمية الجديدة.
وفي هذا السياق، يقول أحد المصادر: «لقد أمضى المقاولون وقتا طويلا في البحث عن شركاء جدد في بلدان مختلفة وطرق جديدة للحصول على المعدات والمواد التي يحتاجون اليها لتنفيذ المشاريع».
وتمثل العقبات السياسية المستمرة اكبر التحديات التي تواجه مشاريع النفط والغاز في الكويت، ولكن برغم الصورة الضبابية التي تكشف عدم اليقين بالنسبة للمستقبل السياسي بالبلاد، فانه يبدو أن المعنويات والميول تتحسن بشكل طفيف فيما يتعلق بالفرص المستقبلية لترسية مشاريع النفط والغاز.
ومع أن العديد من المعنيين في القطاع يعتقدون أن المشروعين سالفي الذكر قد يشهدان بعض التأخيرات الصغيرة وقد لا يتم طرحهما هذا العام، ولكن طرحهما متوقع في نهاية المطاف ولو في وقت متأخر من عام 2023.
وتمضي شركة نفط الكويت في أعمال التصميم لمشروعي مراكز التجميع في شرق الكويت، ومن المتوقع طرح عقود الهندسة والتوريد والبناء (EPC) في منتصف عام 2023.
قطاعا الإنتاج والتكرير
وأشارت المجلة الى ارتفاع وتقدم كبير في عدد مشاريع النفط والغاز في مراحل ما قبل التنفيذ مقابل مخاوف من العجز عن دفعها لتتجاوز هذه المرحلة.
وتستحوذ مشاريع شركة نفط الكويت في مجال التنقيب والإنتاج على الجانب الأكبر من تفاؤل المقاولين مقابل درجة اقل من التفاؤل حيال مشروعات شركة البترول الوطنية الكويتية والشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة كيبيك.
وقد شهد أحد مشاريع كيبيك الرئيسية، وهو مشروع مجمع الزور للبتروكيماويات الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، تأخيرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة ويبدو أن النجاح لم يحالفه حتى الآن ليبلغ مرحلة ترسية العقود.
ومن المقرر أن تنجز مجموعة وود ماكينزي الاستشارية البريطانية دراسة جدوى للمشروع هذا الشهر، ويعتمد على نتائجها الخطوات التالية المتعلقة بالمشروع.