قصة “العداوة التاريخية” بين جماهير ليفربول والعائلة الملكية البريطانية
على غير العادة، احترم مشجعو ليفربول المطالب التي وجهت لهم بضرورة احترام دقيقة صمت على الملكة إليزابيث الثانية، خلال مباراة فريقهم أمام أياكس أمستردام الهولندي، مساء الثلاثاء.
وتحدثت وسائل إعلام بريطانية عن “التزام نادر” لجماهير ليفربول بالصمت لمدة دقيقة على روح الملكة، التي توفيت الأسبوع الماضي، رغم تسجيل بعض صيحات الاستهجان المنعزلة، في جنبات ملعب آنفيلد.
ودعا مدرب “الريدز” يورغن كلوب، في وقت سابق، جماهير فريقه إلى احترام دقيقة الصمت، بالقول: “نعم، أعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به لإظهار الاحترام”.
وكانت الأنظار كلها تتجه صوب الآنفيلد، لمعرفة ما إذا كان جمهور ليفربول سيحترم دقيقة الصمت أم لا، وذلك بسبب ما يوصف بـ”العداوة التاريخية” للمدينة تجاه العائلة الملكية في بريطانيا.
عداوة تاريخية:
قال موقع “سي إن إن” الأميركي إن لجماهير ليفربول سوابق في عدم احترام النشيد الوطني ومعارضتهم للعائلة الملكية.
ففي نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1965، تغنى مشجعو ليفربول بـ”حفظ الله فريقنا”، عوض نشيد “حفظ الله الملكة”.
وسبق أن أطلقوا صيحات استهجان في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2012، خلال عزف النشيد الوطني.
كما كان لهم نفس رد الفعل حين تم عزفه في نهائي كأس كاراباو في فبراير الماضي، ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في مايو.
وبعدها من جهته كان قد أدان رئيس الوزراء حينها، بوريس جونسون، هذه التصرفات واعتبرها مرفوضة، فيما قال كلوب: “لن يفعلو ذلك لو لم يكن هناك سبب.. يجب أن نفهم لماذا؟”
ما أسباب العداوة؟
تشير تقارير إلى أن ليفربول كانت من المدن التي عانت من التهميش خلال فترة السبعينيات والثمانينيات.
وكانت قد عانت المدينة بشكل كبير خلال فترة تراجع التصنيع في اقتصاد المملكة المتحدة، وأدت الظروف الاقتصادية الصعبة إلى توترات بين الشرطة والسكان.
وفي عام 1981، اندلعت أعمال شغب كبيرة في ليفربول احتجاجا على الأوضاع الصعبة، واستمرت 9 أيام.
وفي أعقاب الاضطرابات، تحدثت حكومة مارغريت تاتشر عن “تراجع منظم” للمدينة.
كل هذه الأحداث والتوترات، جعلت سكان ليفربول يعتبرون أنفسهم “غرباء ومنفصلين عن بقية البلاد”.
كما أن تعامل الدولة مع كارثة هيلزبره في عام 1989 رسخ هذه المشاعر المناهضة للمؤسسة الملكية.
ويقول متابعون إن عدم احترام النشيد الوطني يعد “الطريقة التي يعبر بها أنصار ليفربول عن معارضتهم لما كان يحصل، وهي فرصة للقيام بذلك أمام جمهور عالمي”.
وفي حديثه إلى راديو “بي بي سي”، قال أحد مشجعي الفريق: “إنه أمر يشعر به مشجعو ليفربول بشدة، إنها مدينة تريد أن تتحدث بصوت عالٍ حول كيف يجب أن نعيش في مجتمع أكثر عدلا”.