البريطانيون يلقون نظرة الوداع «دامعين» على «ملكة الملكات»
اصطف مشيعون في طابور طويل أمس قبل أن يتمكنوا من المرور أمام نعش الملكة إليزابيث الثانية في قاعة ««وستمنستر» القديمة في لندن لوداع الملكة الأطول بقاء على عرش بريطانيا قبل جنازتها المقررة الاثنين المقبل، فيما عاد الملك تشالز الثالث إلى منزله في هايغروف بمقاطعة جلوسترشير في جنوب إنجلترا بعد أن قضى الأيام الماضية في مراسم مرتبة في إطار تأبين والدته الملكة الراحلة.
وانتظر الآلاف في الصف لساعات، حيث امتد الطابور لما يوازي خمسة كيلومترات على طول الضفة الجنوبية لنهر التايمز وعبر جسر «لامبث» مع اقترابه من قاعة «وستمنستر».
وذرف كثيرون الدمع لدى مشاهدة نعش ملكة محبوبة أشيد بها في أنحاء العالم لتفانيها في الخدمة على مدار عهدها الذي استمر أكثر من 70 عاما.
ولف نعش الملكة بالعلم الملكي (رويال ستاندرد) ووضع على منصة مرتفعة أشعلت على زواياها الأربعة الشموع.
ويسهر جنود يرتدون زيا رسميا على حراسة النعش بشكل متواصل، وأغمي على أحد الحراس ليلا ما يظهر حجم العبء الذي يمكن أن تمثله مهمة الحراسة وقوفا.
ويتوقع المسؤولون توافد ما يصل إلى 750 ألفا من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة حتى الساعة 6.30 صباح يوم الجنازة التاريخية الوطنية.
وجاء بعض المعزين من خارج بريطانيا وتركوا حقائبهم سريعا في فنادق قريبة للانضمام للصف الذي كان يتحرك ببطء للوصول الى قاعة وستمنستر.
وكان من بين المعزين رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي وزوجها فيليب اللذين نكسا رأسيهما أمام النعش لدى مرورهما مع باقي الناس.
وجاء بعض المعزين نيابة عن آبائهم المسنين، بينما جاء آخرون ليشهدوا التاريخ ويشكروا امرأة ظلت حتى قبل يومين فحسب من وفاتها تعقد اجتماعات رسمية للحكومة رغم اعتلائها العرش منذ عام 1952.
وفي مشاهد مؤثرة، وقف كثيرون وانحنوا أمام النعش أو قاموا بإيماءات احترام، ورسم آخرون إشارة الصليب أو نزعوا قبعاتهم.
وصلى البعض باتجاه النعش أو مسحوا دموعهم، وأحضر آخرون أطفالهم في عربات، ووقف جنود قدامى وأدوا تحية أخيرة لرئيسة أركانهم السابقة.
وكان كينيث تيلور (72 عاما) بين أول من دخلوا القاعة، وجاء من ريدينغ في وسط إنجلترا مع أحد جيرانه ومكث طوال ليل امس الاول في خيمة في الطابور «فقدنا شخصية مميزة.
كانت خدمات الملكة الراحلة لهذا البلد حقا مخلصة وراسخة. كانت على الأرجح ما يمكن أن أصفه بملكة الملكات».