كتبت الروائية اللبنانية رانيا محيو الخليلي قصة عن اجمل أمراة في العالم عبر تغريدات في حسابها في تويتر ، لجمال هذه الحروف نقلناها ليستفيد منها القارئ.
”أجمل امرأة في العالم” هي ماري آن بيفان ولدت عام ١٨٧٤ وكانت رائعة الجمال، عملت ممرضة وتزوجت وأنجبت، إلا أنها حين بلغت ٣٢ أصيبت بمرض تضخم الأعضاء واشتد عليها المرض وأصيبت بصداع قوي ودائم وضعف ببصرها ففقدت وظيفتها. وبعد وفاة زوجها أرادت إعالة أطفالها وإكمال تعليمهم فشاركت بمسابقة “أقبح امرأة في العالم” وفازت بجائزتها المالية ٥٠$.
حاجتها لإعالة أولادها أجبرتها على استغلال بشاعتها لأجل العمل في سيرك كي يشاهد الناس”أقبح امرأة في العالم”. كان الشرط أن تسير مسافات طويلة خلف القافلة رغم ألم عظامها ومفاصلها وقد تعرضت للسخرية والرشق بالحجارة والمأكولات وكانت تبكي من ألمها الجسدي والنفسي في آن وتردد للأولاد: أحبكم مثل أولادي.
انهارت في إحدى عروض ولفظت أنفاسها عام ١٩٣٣ اعتقد المشاهدون أنه مشهد لإضحاكهم. يقول ابنها أنها حين كانت تعود وهي تحمل إليهم الخبز كانت تبكي وتقول لهم أنها لا تستحق أن تكون أمًا بسبب عملها المهين هذا.
لكنها تعرضت لهذا الشقاء خوفًا على أولادها واستحقت عليه لاحقا لقب”أجمل امرأة في العالم”.
نحن ننسى الأحياء نعذبهم وربما نحقرهم ولا نذكر أفضالهم إلا بعد موتهم. مرضت حين كان عمرها ٣٢ وتوفيت عن عمر ٥٩، هل يمكن تخيّل مقدار سنوات العذاب والإهانة والذل التي تحملتها لأجل أولادها؟ ولم تُكرّم إلا بعد موتها بسنوات.
هذه القصة تستحق أن تكون سببًا لتغيير أسس مباريات ملكات الجمال، حيث يكون التحكيم على مقاييس المرأة الجسدية، لا سيما أننا في زمن العبث التجميلي. هذه المباريات سلّعت المرأة والغريب أن الملكات يعرضن مشاريعهن الإنسانية والتنموية لينتهي بهن الأمر نجمات فن وإعلام دون خبرة بهذا المجال.
المقياس الأساسي الذي يجب أن تكافئ عليه المرأة ليس الجمال الذي وهبه لها الله ولم تقترفه لنفسها، وإنما جمال روحها ونفسها وسيرة كفاحها في وجه الظلم وظروف الحياة الصعبة. منذ قديم الأزل والشكل والمظهر هما المعيار لقيمة الإنسان وتغاضى البشر عن المضمون الجميل الذي يتفاوت من شخص لآخر.
