عامان على تنصيبه.. ما أبرز التحديات التي واجهها أمير الكويت؟
تحتفل دولة الكويت هذه الأيام بمرور عامين على تولي الأمير الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم وقيادة البلاد، حيث بويع في 29 سبتمبر عام 2020، ليتوّج مسيرته الحافلة بالإنجازات والمحطات، فكان خير خلف لسلفه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.
وتتزامن ذكرى هذا العام مع انتخابات مجلس الأمة، والتي تعقد للمرة الثانية في عهد الأمير الجديد، بعد قراره حلّ مجلس الأمة، في 2 أغسطس الماضي، لإنهاء الأزمة بين الحكومة والبرلمان.
وشهدت أول سنتين من عهد الشيخ نواف الأحمد إنجازات عديدة، وتعهد الأمير بمجابهة الشدائد ومواجهة التحديات والمضي في عملية الإصلاح ودفع عملية التنمية في البلاد.
مواصلة البناء
وحرص أمير الكويت، خلال العامين الماضيين، على إكمال مسيرة البناء والعطاء، التي بدأها أسلافه، كما شهدت خططاً جديدة في إدارتها تعتمد فيها على معطيات الحاضر وتواكب مستجدات العصر وتطوراته، وفق وكالة الأنباء الكويتية.
كما سارع في دعم الجهات المعنية لدفع عملية التنمية في البلاد، وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في شتى المجالات، وتحفيز القطاعات الاقتصادية المتنوعة وتوفير فرص استثمارية تنافسية.
وشدد على أهمية شريحة الشباب ورعايتهم وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية ودعم قطاعات التعليم والصحة والإسكان.
وفي الجانب الاقتصادي تزايد الاهتمام بالقطاع الخاص، ودوره في تعزيز روافد الاقتصاد الوطني والمساهمة في تنويع مصادر الدخل، وتزايد التعاون والتنسيق مع الأجهزة المعنية لتظافر الجهود المشتركة من أجل تحقيق الأهداف التنموية.
وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لدى أمير البلاد، خلال العامين الماضيين؛ نظراً لما عرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التي تتعلق بشؤون الوطن وأمور المواطنين، لا سيما ما يتعلق بالأمور الخاصة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
ويرى المحلل السياسي جابر باقر أن أبرز التحديات التي واجهاتها الدولة الجديدة هي مكافحة الفساد، وإعادة تنظيم الدولة وهيكلتها من جديد، والعمل على إنشاء كويت جديدة وحديثة.
وصرح “باقر” في حديثه مع “الخليج أونلاين” أنه اتسمت الفترة الحالية بنوع من الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وكانت من أولويات الدولة الإصلاح ومكافحة الفساد والقضاء على الفاسدين.
تجديد البرلمان
وأفرزت نتائج انتخابات مجلس الأمة، في ديسمبر 2020، واحدة من أهم التحديات مع دخول البلاد مرحلة من الخلافات السياسية المتصاعدة حتى وصلت إلى طريق مسدود انعدمت فيه أوجه التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وأدى تفاقم الأزمة السياسية إلى تدخل الأمير نواف وإعلان حل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات عامة جديدة وفقاً للدستور.
وفي كلمة متلفزة موجهة للشعب الكويتي ألقاها ولي العهد نيابة عن أمير البلاد، في 22 يونيو 2022، قال الشيخ نواف: إنه “استناداً إلى حقنا الدستوري قررنا حل مجلس الأمة حلاً دستورياً والدعوة لانتخابات عامة”، موضحاً: “قررنا اللجوء للشعب ليقوم بإعادة تصحيح المسار السياسي”.
وحققت الانتخابات التي أجريت في 29 سبتمبر 2022 نتائج مفاجئة تمثلت بعودة قوية لأحزاب المعارضة، فضلاً عن فوز امرأتين بعد أن خلا المجلس السابق من النساء.
وفي هذا الإطار قال الباحث السياسي والكاتب صالح السعيدي لصحيفة “إندبندنت عربية”، في 16 سبتمبر 2022، “هذه أول انتخابات في ظل العهد الجديد من ناحية ظروفها وإجراءاتها، فالانتخابات السابقة كانت بعد شهرين فقط من هذا العهد، والآن الخريطة السياسية تتغير”.
وتحدث عن التغير السياسي الكبير واختلاف هذه الانتخابات بعد ابتعاد عدد من النواب السابقين، وعزوف رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن الترشح، وهو الذي كان رئيساً لمجلس الأمة 9 سنوات، وكذلك بعد مشاركة كل القوى السياسية في هذه الانتخابات.
وحدة البلاد
يؤكد أمير الكويت في مناسبات عدة أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والكويتيين ويحصّنهم لمواجهة كافة التحديات والمضي في عملية الإصلاح ودفع عجلة التنمية في البلاد.
وقال الأمير في كلمة ألقاها نيابة عنه ولي العهد، في 24 أبريل الماضي: “إنكم تدركون أن للإصلاح خطوات ومسارات، وأنه لا يحدث بين ليلة وضحاها، وسيظل في حاجة إلى جهد جهيد وصبر جميل وتكاتف وتلاحم من شعب وفي أصيل”.
وأكمل قائلاً في كلمته: “الكويت بكم وبجهودكم ستظل واحة أمن وأمان ومنبع خير وسلام تتطلع دائماً إلى مزيد من النهضة والتقدم قائمة بدورها الخليجي والدولي مع الأشقاء والأصدقاء في شتى بقاع العالم”.
ودعا الأمير، في أكتوبر 2021، لحوار وطني يوحد جهود السلطتين التشريعية والتنفيذية، ونبذ الخلافات وإيجاد حل لمجموعة من القضايا المطروحة، ومن أبرزها العفو العام.
واستخدم حقه الدستوري بالعفو الأميري عن البعض ممن صدرت عليهم أحكام؛ حرصاً منه على توحيد الجهود وتعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتوجيه كل الطاقات والإمكانات لخدمة البلاد.
العلاقات الخارجية
وفيما يخص المصالحة الخليجية التي تمت في بدايات عهده، وصف أمير الكويت نجاح مبادرة بلاده بالإنجاز التاريخي الذي تحقق عبر الجهود المستمرة والبناءة التي بذلت للتوصل إلى الاتفاق النهائي لحل الخلاف الذي نشب بين الأشقاء، والذي أكدت من خلاله الأطراف كافة حرصها على التضامن والتماسك والاستقرار الخليجي والعربي.
وفي تعليقه على اتفاق العلا الذي وقع في 5 يناير 2021، أعرب الأمير الشيخ نواف عن سعادته بهذا الإنجاز، مستذكراً الدور المخلص والبناء الذي بذله في هذا الصدد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، الذي أسهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق.
وبذلك حافظت الكويت، خلال العامين الماضيين، على سياسة خارجية تتسم بالاتزان والحياد، وفق الرؤية التي صاغها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، بهدف اجتياز الاضطرابات الإقليمية.
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية فقد استمر أمير الكويت في النهج الذي سارت عليه بلاده فيما يخص علاقاتها مع الدول العربية، والتنسيق مع القادة العرب في كل المستجدات التي تشهدها المنطقة.
وواصلت القيادة الكويتية تعاونها البنّاء مع أشقائها العرب لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية، وبحث الحلول لمختلف القضايا، وخاصة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.
وواصلت الكويت سياستها المستندة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية.