القوات الروسية تنسحب من «ليمان» بعد يوم من إعلان بوتين ضمها
ألحقت كييف هزيمة كبرى بموسكو، واستعادت مدينة ليمان الاستراتيجية بعد يوم من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين ضم أربع مناطق أوكرانية منها دونيتسك التي تقع بداخلها ليمان اضافة الى لوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية ان جيشها «دخل» المدينة التي تعتبر تقاطعا مهما للسكك الحديد في شرق أوكرانيا واستخدمته روسيا كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها على مدى أشهر.
وكتبت الوزارة الأوكرانية على تويتر «قوات الهجوم الجوي الأوكرانية تدخل ليمان بمنطقة دونيتسك»، وذلك بعد قليل من اعلان الجيش أنه «يحاصر» أكثر من 5 آلاف من الجنود الروس الذين تحصنوا في هذه المدينة.
واعترفت وزارة الدفاع الروسية بسحب قواتها من ليمان إلى مواقع اكثر ملائمة، معللة ذلك بما قالت انه «تهديد بالمحاصرة» يمكن ان تتعرض له، وذلك وفقا لما نقلت وكالة الإعلام الروسية.
وفي ظل هذه الخسارة وماسبقتها من انتكاسات كبرى منيت بها في ساحة المعركة، قال رمضان قديروف رئيس الشيشان وحليف بوتين المقرب إن على موسكو التفكير في استخدام سلاح نووي منخفض القوة في أوكرانيا.
وفي رسالة على تطبيق تيليغرام تنتقد القادة الروس لتخليهم عن ليمان، كتب قديروف «في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ تدابير أكثر صرامة، بما يرقى لإعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة».
في غضون ذلك، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية جديدة يجعل انتهاء الحرب في أوكرانيا «شبه مستحيل».
وصرح بوريل لقناة «آر تي في اي» التلفزيونية الإسبانية بأن ضم المناطق الأربع، يجعل «انتهاء الحرب اكثر صعوبة بكثير وشبه مستحيل».
وقال لاحقا خلال منتدى في شمال شرق اسبانيا إن «روسيا في صدد خسارة» الحرب، «لقد خسرتها على الصعيدين المعنوي والسياسي»، لكن «أوكرانيا لم تنتصر بعد»، مدافعا عن العقوبات الاوروبية التي فرضت على موسكو وعن المساعدة العسكرية لكييف، وداعيا الى الاستمرار في هذا المنحى.
واضاف بوريل «ينبغي القيام بأفضل من ذلك» و«جعل العالم يدرك أسباب هذه الحرب ونتائجها»، مذكرا بأن البرازيل والهند امتنعتا عن إدانة عملية الضم الروسية في مجلس الأمن الدولي.
في شق آخر من الصراع، قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية إنرجواتوم أمس، إن دورية روسية اعتقلت المدير العام لمحطة زابوريجيا النووية التي تحتلها موسكو
وقال بيترو كوتين رئيس الشركة في بيان إن إيهور موراشوف اعتقل وهو في طريقه من المحطة، إلى بلدة إنرغودار أمس الأول.
وكتب كوتين على تطبيق تيليغرام «أخذوه من السيارة واقتيد معصوب العينين لوجهة غير معلومة»، مضيفا أنه لم ترد أنباء فورية عن مصير موراشوف.
وقال كوتين إنه ناشد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي اتخاذ «جميع الإجراءات الفورية الممكنة لإطلاق سراح موراشوف على وجه السرعة».
وردا على طلب من رويترز للتعليق، قال متحدث باسم الوكالة «تواصلنا مع السلطات الروسية وطلبنا توضيحات».
وقال كوتين إن موراشوف «يتولى المسؤولية الرئيسية والحصرية عن السلامة النووية والإشعاعية» للمحطة، مضيفا أن احتجازه «يعرض سلامة تشغيل أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا وأوروبا للخطر».
وعليه قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها طلبت معلومات من روسيا عن المدير العام لمحطة زابوريجيا. وذكر متحدث باسم الوكالة: «تواصلنا مع السلطات الروسية ونطلب توضيحات».
من جهة اخرى، أوقفت مجموعة غازبروم الروسية أمس بشكل تام شحنات الغاز إلى شركة النفط الايطالية «إيني» وعزت الأمر إلى «استحالة نقل الغاز عبر النمسا»، على ما أعلنت الأخيرة في بيان.
وذكرت إيني «أبلغتنا غازبروم أنها لا تستطيع تأكيد تسليم الكميات المطلوبة مشيرة إلى استحالة نقل الغاز عبر النمسا».
وأضافت «بالتالي فإن تدفقات الغاز الروسي المخصصة لإيني عبر نقطة دخول تارفيسيو ستكون معدومة».
ويمر معظم الغاز الروسي الذي يتم تسليمه إلى إيطاليا عبر أوكرانيا، عبر خط أنابيب الغاز TAG الذي يصل إلى تارفيسيو في شمال البلاد، على الحدود مع النمسا.