«الاختناق المروري»… باكورة القضايا النيابية
تعدّدت الأسباب، واختناق الشوارع واحد، ولا شيء يعلو على صوت الازدحام المروري الخانق.
فقد رصدت كاميرات الطيران المروحي لوزارة الداخلية، خلال جولة جوية لوكيل الوزارة الفريق أنور البرجس، أمس، حالة من الشلل التام لكثير من الطرق، دفعت القضية المرورية من جديد إلى الواجهة، لتصبح حديث الدواوين واهتمام الناس، ووصلت إلى درجة أن أعضاء مجلس الأمة الجدد تركوا المنافسة على المناصب القيادية واللجان البرلمانية، وولّوا وجوههم شطر الازدحام، لتكون باكورة قضاياهم، مشخصين العلة ومقترحين العلاج.
فقد طالب النائب الدكتور عبدالكريم الكندري ديوان الخدمة المدنية، بالتنسيق مع كافة الوزارات والجهات الحكومية والقطاع الخاص لإقرار ساعات العمل المرنة، مشدداً على أنه «لابد من هذا الحل الموقت للتخفيف على المواطنين من الاختناقات المرورية التي تستنزف الوقت والطاقة وتتسبب بالضغط النفسي، لحين وضح حلول حقيقية دائمة».
واستغرب النائب خليل الصالح «عدم إيجاد حلول لمشكلة الازدحام المروري الخانق، رغم أن المشكلة تتفاقم منذ سنوات. فالمشكلة تستنزف الوقت وتعطل مصالح الناس، وتتطلب حلولاً عاجلة، ويجب إعادة تنظيم اليوم الدراسي واعتماد مبدأ الساعات المرنة في العمل، والتنسيق بين مختلف الجهات لحل هذه المشكلة المزمنة».
وأضاف «تقدمت باقتراح بقانون للمساهمة في حل الأزمة بتحويل ساعات عمل الجهات الحكومية لتبدأ من 9 صباحاً وحتى 5 مساء مع مراعاة مواعيد الجهات التعليمية».
وذكر الصالح «عندما كنت عضواً في لجنة المرافق العامة، قمنا بإعداد توصيات تتعلق بالازدحام المروري، من بينها تفعيل باصات النقل الجماعي خصوصا لطلبة المدارس، وتحديث المخطط الهيكلي للدولة وتغليظ العقوبات المرورية في حق المخالفات الجسيمة وإدخال مادة التوعية المرورية في المنهج الدراسي، نظراً لأهمية تعزيز التوعية المرورية وثقافة احترام القوانين بين الطلبة».
ورأى النائب حمدان العازمي أن «ما تشهده البلاد من ازدحام مروري، كان بسبب تخبط وزارة التربية في اتخاذ قرار انصراف جميع المراحل في التوقيت نفسه»، داعياً إلى «الاستعجال في العودة الى النظام القديم بحيث يكون انصراف المرحلة الابتدائية الساعة 12 ظهراً والمتوسطة والثانوية الساعة 1 ظهراً».
بدوره، دعا النائب عبدالله فهاد إلى تطبيق نظام الساعات المرنة وتغيير بعض مواعيد دوام المدارس، لحل الأزمة المرورية. وقال إن «الأزمة المرورية التي نعيشها، أزمة مركبة تحتاج حلولاً عاجلة وحلولاً مستدامة، تتعلق ببنية الطرق والنقل وغيرها. فالزحمة أرهقت الناس وعطلت مصالحهم، فيجب على الحكومة أن تضع حلاً عاجلاً يساهم في حل الأزمة، كتطبيق نظام الساعات المرنة وتغيير بعض مواعيد دوام المدارس في وزارة التربية».
ورأى النائب مبارك الطشة أن «استمرار الازدحام المروري وتأخر وصول الطلبه للمدارس وتعطل المصالح، أمر غير مقبول»، مطالباً وزراء الداخلية والتربية والأشغال بإيجاد حلول سريعة ودائمة لعلاج هذه القضية، كتعديل دوام الطلبه والنقل الجماعي ومعالجة مشاكل انسيابية الطرق، وهذا لن يكون إلا بالتنسيق المشترك.
البرجس: مساعدة الحالات الإنسانية
والتعاون مع الحالات الطارئة قام وكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس، بجولة جوية في وقت الذروة الصباحية أمس، رافقه فيها وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور والعمليات اللواء جمال الصايغ، في إطار حرص قيادات الوزارة على تسهيل الحركة المرورية مع بداية العام الدراسي الجديد بكامل طاقته، وبالتعاون مع القوة الجوية التابعة لوزارة الدفاع.
واطلع البرجس خلال الجولة على الكثافة المرورية في بعض المناطق، وحركة السير على الطرق السريعة وعدداً من المناطق الداخلية. كما اطلع على انتشار الدوريات الثابتة والمتحركة والتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية، لتسهيل حركة السير على المواطنين والمقيمين قائدي المركبات.
ووجه بالعمل على مساعدة الحالات الإنسانية والتعاون مع الحالات الطارئة وفق ما تقتضيه الحاجة، وذلك من أجل تعزيز روح التعاون بين المواطنين ورجال الأمن.