لبنان في مواجهة «الفراغيْن» الرئاسي والحكومي.. وإسرائيل تضخ الغاز من «كاريش»
لبنـــان فـــي مـــواجهة «الفـراغـيــــن»، الرئاســـي والحكومي، حيث يبدو ان ما جمعته الانتخابات النيابية الأخيرة، بدده الاستحقاق الرئاسي، على مفارق الاتجاهات المتبـاعـــدة، والارتبـــاطات المتناقضة، ما أسقط الأكثرية المطلوبة، من يد كل الأطراف.
وبين السيادي والممانع والتغييري ضاعت الوسطية، التي عادة ما تكون المرتجى في البلدان المتعددة الألوان، طائفيا او إتنيا، وفي هذا الحال، لا علاج ممكنا، غير طريق «الحوار الوطني» برعاية خارجية إقليمية مقتدرة. وهذا ما بدأ الحديث عن التحضير له في العاصمة السويسرية، التي لطالما استضافت حوارين وطنيين لبنانيين، في جنيڤ ولوزان.
الخميس المقبل اختبار جديد، أو تجربة جديدة لانتخاب رئيس جديد، دون المرور بنفق التوافق الضيق، ومسبقا يبدو ان مصير الجلسة الثانية لن يكون أفضل من الأولى، مع عدم التفاهم على الرئيس المطلوب، وإذا ما استمر الحال على هذا المنوال فإن الفراغ المرصود بتاريخ 31 أكتوبر، لناظره قريب.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أكد أمس مجددا عزم نواب حزبه التصويت لمرشحهم النهائي ميشال معوض، واعتبر ان من يضع ورقة بيضاء، أو أوراقا ضائعة، يساهم ولو بنية غير سيئة في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، متهما فريق السلطة الحاكمة بعدم الرغبة في إجراء انتخابات رئاسية، لسبب بسيط، وهو عجزهم عن الاتفاق حول مرشح، كما حمل المسؤولية لأفرقاء المعارضة الذين لم يتوصلوا الى قرار موحد بعد. وردا على سؤال لموقع «اكسبو» حول إمكانية انتخاب القوات للمرشح الطبيعي سليمان فرنجية، قال: سليمان فرنجية يمثل الخط الآخر، وبالتالي نحن لا نستطيع التصويت له.
وتقول المصادر المتابعة ان النواب التغييريين الـ 13، قرروا عدم التصويت للنائب ميشال معوض، وانهم يتداولون الآن بـ 3 أسماء، هم: وزير الداخلية السابق زياد بارود، ووزير الخارجية السابق ناصيف حتي، الذي كان ممثلا للجامعة العربية قبل ان يختاره رئيس الجمهورية ميشال عون وزيرا للخارجية في بداية عهده، إلا انه لم يستطع المتابعة، مع رئاسة لها أكثر من ظل، وأخيرا النائب السابق صلاح حنين.
على صعيد ترسيم الحدود البحرية، اعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس ميشال عون تلقى اتصالا من الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل عاموس هوكشتاين اطلعه خلاله على النتائج الاخيرة للاتصالات حول عملية الترسيم، مؤكدا ان جولات النقاش ختمت وتم تحديد الملاحظات وسيتم ارسال الصيغة النهائية للاقتراح.
وأشار إلى أن الجانب اللبناني سوف يدرس الصيغة النهائية لاقتراح هوكشتاين بشكل دقيق تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
وأضاف مكتب الاعلام: «الرئيس عون اطلع من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب على تفاصيل المناقشات مع الوسيط الاميركي خلال الأيام الثلاثة الماضية».وبرغم الاتصالات المكثفة، عبر الوساطة الأميركية والدخول الفرنسي على الخط، فقد أضافت إسرائيل الى رفضها التعديلات المقترحة على مشروع عاموس هوكشتاين للترسيم، قرارها بدء الضخ التجريبي العكسي من بئر كاريش الى البحر أمس الأحد، وقد تبلغ لبنان ذلك مسبقا من الجانب الاميركي الذي أوضح أن الأمر يأتي من باب التنسيق كي لا تحصل أي ردود فعل، باعتبار ان إنتاج الغاز لم يبدأ بعد.
في هذه الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، مساهمة فرنسا بنشاط، في الوساطة الأميركية حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين، ويسهم في ازدهار واستقرار المنطقة، ودعت جميع الجهات الفاعلة إلى العمل على ذلك.
مدير عام أمن الدولة في لبنان اللواء طوني صليبا، المقرب من الرئيس ميشال عون، قال في دردشة مع صحافيين، وردا على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية: الأميركي لا يريد الحرب، لكن في أي حرب إسرائيل ستكون في موقع الرد، «لأن الحرب راح نبلش فيها نحنا». وردا على سؤال «النهار» البيروتية، عمن يقصد بـ «نحنا راح نبلش الحرب»، أجاب: «نحنا يعني الدولة اللبنانية مع شعبها ومقاومتها». وفي هذا الخضم السياسي، دخل على خط المخاطر اللبنانية، وصول وباء الكوليرا من سورية الى محافظتي عكار والشمال، حيث سجلت وفاة طفلة سورية (7 سنوات) وإصابة الممرضة التي تولت متابعتها في أحد مخيمات النازحين السوريين في عكار. وقد تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الصحة العامة فراس الأبيض ملف الإصابات بڤيروس كوليرا التي تم تسجيلها، والإجراءات التي تتخذها الوزارة لمعالجة المصابين والحد من انتشار الوباء.