إيران: الاحتجاجات إلى «مرحلة حرجة».. اختراقات و «الشرطة قتلة الشعب»
اخترق نشطاء يدعمون موجة الاحتجاجات المتواصلة للأسبوع الرابع على التوالي في إيران بثا إخباريا مباشرا للتلفزيون الحكومي، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، ولقي تسجيل فيديو للاختراق انتشارا واسعا على الإنترنت.
وفي رسائل أخرى مناهضة للنظام، كتبت عبارات: «الموت لخامنئي» و«الشرطة قتلة الشعب» على لوحات إعلامية عامة في طهران.
وكتب النشطاء على شاشة التلفزيون عند الساعة 21.00 مساء امس الأول بالتوقيت المحلي رسالة مفادها «أيديكم ملطخة بدماء شبابنا»، فيما تهز الاحتجاجات طهران ومدنا أخرى على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) التي تنتمي الى كردستان إيران.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» أمس أن «قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود في عشرات المواقع في طهران»، مضيفة ان المتظاهرين «رددوا شعارات وأشعلوا النار وألحقوا أضرارا بممتلكات عامة، بما في ذلك كشك للشرطة».
وجرى الاختراق أثناء بث التلفزيون لقطات للقاء خامنئي بمسؤولين في الدولة، وأعلنت جماعة «عدالة علي» مسؤوليتها عنه وأضافت شعارا في الزاوية اليمنى العليا من الشاشة يقول: «انضموا إلينا وانتفضوا».
وأظهرت اللقطات التي بثت لعدة ثوان صورا بالأبيض والأسود لأميني و3 نساء أخريات لقين حتفهن خلال نحو 4 أسابيع من الاضطرابات والقمع الأمني.
في غضون ذلك، عقدت القيادة السياسية في إيران «اجتماع أزمة» في ظل تزايد حدة الاحتجاجات التي تشهدها جميع أنحاء البلاد.
وذكرت الرئاسة الإيرانية، في بيان امس أن الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية شاركوا في الاجتماع.
وبحسب بيان مشترك صادر عن رئاسة الجمهورية، دعا المشاركون في الاجتماع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، والوقوف ضد «المؤامرات المعادية».
وفي سياق متصل، قالت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» نقلا عن حملة أطلقها نشطاء من إتنية البلوش في المملكة المتحدة، إن 90 شخصا آخرين قتلوا في أقصى جنوب شرق إيران في اضطرابات 30 سبتمبر الفائت التي اندلعت بسبب انتشار خبر غير مؤكد حول اغتصاب قائد في شرطة محافظة سيستان بلوشستان فتاة في سن المراهقة.
من جهتها، أكدت وكالة «إيرنا» أن أحد عناصر الحرس الثوري قتل امس الأول في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، كما توفي أحد أفراد قوة «البسيج» شبه العسكرية المرتبطة بالحرس في طهران «بعد معاناته من إصابة خطرة بالرأس جراء اعتداء مسلح».
ويرفع ذلك إلى 14 عدد القتلى في صفوف قوات الأمن.
وتشهد إيران أكبر موجة اضطرابات اجتماعية منذ نحو ثلاث سنوات، شملت خروج تظاهرات شارك فيها طلاب جامعات وحتى تلميذات شابات هتفن «المرأة، الحياة، الحرية».
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تواصل الاحتجاجات في عشرات المدن في أنحاء إيران في ساعة مبكرة من امس مع مشاركة مئات من طالبات المدارس الثانوية وطلاب الجامعات على الرغم من استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والهراوات والذخيرة الحية في كثير من الحالات، وفقا لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان.
وأظهر مقطع فيديو نشره حساب (تصوير 1500) الناشط على تويتر، والذي يحظى بمتابعة واسعة، رجلا يصيح «لا تضربوا زوجتي، إنها حبلى» بينما كان يحاول حمايتها من نحو 10 أفراد من شرطة مكافحة الشغب الذين انهالوا على الزوجين ضربا في مدينة رفسنجان. وأظهرت مقاطع فيديو أخرى محتجين يغلقون بعض الشوارع في جنوب طهران.
وأفادت بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن متاجر أغلقت أبوابها في عدة مدن بعد دعوة من نشطاء إلى إضراب جماعي.
وفي مدينة سقز بمحافظة كردستان مسقط رأس أميني، هتفت طالبات مدارس وسرن في الشارع ملوحات بحجابهن في الهواء، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو قالت منظمة «هنكاو» الحقوقية إنه تم تسجيلها السبت.
وانتشرت لقطات مروعة تظهر تعامل القوات الأمنية العنيف غالبا مع المحتجين، وجرت مشاركتها عبر الإنترنت رغم انقطاع الشبكة على نطاق واسع وحظر منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية.
ويظهر أحد مقاطع الفيديو رجلا قتل بالرصاص أثناء قيادة سيارته في سنندج، وقد قال قائد شرطة الإقليم علي آزادي لاحقا بأنه «قتل على يد قوات مناهضة للثورة».
وفي مقطع فيديو آخر تمت مشاركته على نطاق واسع يبدو رجالا غاضبين ينتقمون على ما يبدو من أحد أفراد ميليشيا «البسيج» بضربه بشدة.
وظهرت في مقطع فيديو آخر امرأة شابة قيل إنها قتلت بالرصاص في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد.
وقال كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي إن الفيديو ذكرهم بالشابة ندى آغا سلطان التي تحولت إلى رمز لدى المعارضة الإيرانية بعد أن قتلت بالرصاص في احتجاجات العام 2009.
وفي مواجهة العنف والقيود على الإنترنت، اعتمد المتظاهرون تكتيكات جديدة لنشر رسالتهم في الأماكن العامة.
وأظهرت صور تحققت وكالة فرانس برس من صحتها، لافتة كبيرة وضعت على جسر في طريق مدرس السريع في طهران وكتب عليها «لم نعد خائفين. سنقاتل».
وفي فيديو آخر، يظهر رجل يحمل علبة رش وهو يغير كتابة على لوحة إعلانات حكومية على الطريق السريع نفسه من «الشرطة في خدمة الشعب» إلى «الشرطة قتلة الشعب».