روسيا تقصف المدنيين في «زابوريجيا» غداة صفعة «جسر القرم»
استهدفت عمليات قصف روسية دامية مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا أمس، في جريمة انسانية ضد المدنيين غداة الانفجار الذي استهدف جسر «كيرتش» الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم وأسفر عن تدمير جزء منه، فيما تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة تقديم المساعدات الأمنية إلى كييف.
وأعلنت موسكو امس إعادة فتح الجسر بالتزامن مع القصف على زابوريجيا، التي تضم أكبر محطة نووية في أوروبا، والذي أوقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم أطفال، بحسب كييف.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن الهجوم الصاروخي الروسي أصاب مبنى سكنيا وبنايات أخرى في مدينة زابوريجيا في الساعات الأولى من صباح امس أودى بحياة ما لا يقل عن 13 شخصا وأسفر عنه إصابة اكثر من 87 بينهم 10 أطفال.
وقال أولكسندر ستاروخ حاكم منطقة زابوريجيا إن مبنى من تسعة طوابق دمر جزئيا، وسويت خمسة مبان سكنية أخرى بالأرض ولحقت أضرار بعدد آخر فيما لا يقل عن 12 هجوما صاروخيا روسيا.
وأوضح أن عملية الإنقاذ في المبنى المؤلف من تسعة طوابق معقدة بسبب اندلاع حريق في الركام.
وتابع «أخرجنا أناسا بسرعة، انتشلنا ثمانية بالفعل، لكن عندما اندلعت النيران، لا يكون للمحاصرين تحت الأنقاض أي فرصة عمليا للبقاء على قيد الحياة نظرا لعدم وجود أكسجين».
من جهته، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف بأنه «شر مطلق»، معتبرا ان من أصدروا الأمر به ومن نفذوه هم «إرهابيون ومتوحشون».
من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو أن أوكرانيا ترفض تلميحا آخر من قبل النظام البيلاروسي يزعم بأن كييف تخطط لشن هجوم على الأراضي البيلاروسية.
ونقلت وكالة أنباء «يوكرينفورم» الأوكرانية عن نيكولينكو توضيحه إنه: «تمت دعوة سفير أوكرانيا في مينسك، إيهور كيزيم إلى وزارة خارجية بيلاروسيا حيث تسلم مذكرة ديبلوماسية، وتتضمن مزاعم بأن أوكرانيا تخطط لشن هجوم على الأراضي البيلاروسية».
وأكد نيكولينكو أن هذه المزاعم غير صحيحة، قائلا: «نرفض بشدة تلميحا آخر من قبل النظام البيلاروسي، ولا نستبعد أن يكون تسليم المذكرة الديبلوماسية جزءا من خطة الاتحاد الروسي للقيام باستفزاز ثم اتهام أوكرانيا».
وحثت وزارة الخارجية الأوكرانية الشعب البيلاروسي على تجاهل هذه المزاعم، مشيرة إلى أن أوكرانيا لم تتعد قط على أراض أجنبية وتلتزم بالأعراف والمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
الى ذلك، يعقد الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم، اجتماعا لمجلس الأمن الروسي الذي يضم الوزراء الرئيسيين ومسؤولين سياسيين وممثلين عن أجهزة الأمن والجيش، على ما أعلن «الكرملين»، فيما باشر غواصون روس تفقد الأضرار التي خلفها انفجار قوي على «جسر القرم» وهو رمز مهم لضم موسكو لشبه الجزيرة، كما انه طريق إمداد رئيسي للقوات التي تقاتل في جنوب أوكرانيا.
وتوازيا، احجم البيت الأبيض عن التعليق على انفجار «جسر القرم»، لكنه أشار إلى أنه سيواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وقال إن الرئيس بوتين هو من بدأ الحرب وهو من يمكنه أن ينهيها إذا أراد.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة (إيه.بي.سي) امس «ليس لدينا ما نضيفه للتقارير المتعلقة بالانفجار الذي وقع على الجسر.
ليس لدي أي شيء لأوضحه بهذا الشأن». وأضاف «ما يمكنني قوله هو ان السيد بوتين هو من بدأ هذه الحرب والسيد بوتين هو من بإمكانه أن ينهيها اليوم، بمجرد نقل قواته إلى خارج أوكرانيا».