كييڤ تحت القصف الروسي .. وأوكرانيا تتعهد بعدم الانكسار
أطلقت روسيا صواريخ كروز على مدن في أنحاء أوكرانيا أمس، مما أسفر عن مقتل مدنيين وانقطاع الكهرباء والتدفئة، فيما وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه رد انتقامي على الهجمات المضادة لكييف والتي شملت هجوما على جسر يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
وضربت الصواريـــخ الروسية التي بلغت اكثر من 81 صاروخا، تقاطعات ومتنزهات ومواقع سياحية مزدحمة في وسط مدينة كييڤ بكثافة لم تشهدها العاصمة الأوكرانية منذ أن حاولت القوات الروسية السيطرة عليها في وقت مبكر من الحرب.
ووردت تقاريـــر عـــن انفجارات في لفيف وترنوبل وزيتومير في غرب أوكرانيا، ودنيبرو وكريمنشوك في وسط البلاد، وزابوريجيا في الجنوب، وخاركيف في الشرق. وقال مسؤولون أوكرانيون إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، كما انقطعت الكهرباء عن مساحات شاسعة من البلاد.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إنه أمر بشن ضربات «واسعة النطاق» بعيدة المدى تستهدف قطاعات الطاقة والقيادة والاتصالات الأوكرانية، باستخدام صواريخ أطلقت من الجو والبحر والبر، ردا على ما وصفه بـ «الهجمات الإرهابية»، ومن بينها الانفجار الذي وقع السبت الفائت على جسر القرم في مضيق كيرتش.
وهدد بوتين «مهددا بمزيد من الضربات في المستقبل إذا ضربت أوكرانيا الأراضي الروسية.
واعتبر نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدڤيديڤ أن الهدف المستقبلي من الإجراءات الروسية يجب أن يكون التفكيك الكامل للنظام السياسي لأوكرانيا.
وقال مدڤيديڤ عبر (تليغرام) امس «بالإضافة إلى حماية شعبنا وحماية حدود البلاد، فإن الهدف من أعمالنا في المستقبل يجب أن يكون التفكيك الكامل للنظام السياسي في أوكرانيا»، لافتا إلى أن هذا هو موقفه الشخصي.
وفي علامة أخرى على تصعيد محتمل، قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو، أقرب حلفاء بوتين، امس إنه أمر بنشر قوات بالاشتراك مع القوات الروسية قرب أوكرانيا التي اتهمها بالتخطيط لشن هجمات على بلاده مع داعميها الغربيين.
في المقابل، قال الرئيس الأوكرانــــي فولوديميـــر زيلينسكي إن الهجمات الروسية كانت تهدف إلى قتل الناس عن عمد وتعطيل شبكة الكهرباء في أوكرانيا.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق تليغرام «إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض… صفارات الإنذار لم تهدأ في جميع أنحاء أوكرانيا»، مطالبا بزيادة دعم الدفاع الجوي لبلاده من جانب الحلفاء، وبرد دولي قوي على الهجمات الروسية. وقال رئيس وزرائه إن الضربات قصفت 11 هدفا رئيسيا للبنية التحتية في ثماني مناطق، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء أو المياه أو التدفئة في مناطق شاسعة من البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن موسكو أطلقت ما لا يقل عن 81 صاروخ كروز وان الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 43 صاروخا منها.
من جهته، كتب وزير الخارجية دميترو كوليبا على تويتر ان «أسلوب بوتين الوحيد هو ترهيب المدن الأوكرانية المسالمة، لكنه لن يكسر أوكرانيا. وهذا رده أيضا على كل من يسعون للتهدئة ويريدون التحدث معه عن السلام: بوتين إرهابي يتحدث بالصواريخ».
بدورهــــا، اعتبــرت الخارجية الأوكرانية أن هذا التصعيد يعكس يأس بوتين «بعد الهزائم العسكرية في المعركة»، وانه لجأ إلى «إرهاب الصواريخ» من أجل تغيير إيقاع الحرب لصالحه.
في غضون ذلك، ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بالهجمات الروسية على أوكرانيا، معتبرا انها أظهرت «وحشية» موسكو المطلقة.
وأكد بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة «ستواصل فرض أثمان على روسيا بسبب عدوانها ضد أوكرانيا»، مشددا على ان الهجمات الأخيرة «ستعزز التزامنا بدعم كييڤ».
ودعا الرئيس الاميركي موسكو إلى إخراج قواتها «فورا» من أوكرانيا ووقف عدوانها هناك.
وفي الإطار، أكد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن التزام واشنطن بدعم اوكرانيا امنيا واقتصاديا وإنسانيا، فيما قال الاتحاد الأوروبي انه سيواصل جهودها لإبقاء الرئيس بوتين «معزولا».
الى ذلك، كشف مسؤول أميركي كبير، أن هجمات سيبرانية استهدفت بعض أكبر المطارات في الولايات المتحدة. وقال المصدر لقناة «ايه.بي. سي» الاخبارية، إن الهجمات نفذها مهاجم داخل الاتحاد الروسي.
وتأثرت مواقع الـ«ويب» الخاصة ببعض المطارات في لوس أنجليس وشيكاغو، لكن لحسن الحظ فإن الأنظمة المستهدفة لا تتعامل مع مراقبة الحركة الجوية أو الاتصالات والتنسيق لشركات الطيران أو أمن النقل.
غير أن الهجمات المشار اليها أدت إلى منع وصول المسافرين إلى المواقع الإلكترونية التي تظهر أوقات الانتظار والازدحام في المطار.