عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، محادثات رسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرغ امس، بمناسبة زيارة سموه إلى موسكو.
وبحث الجانبان مختلف أوجه العلاقات الثنائية، كما استعرضا عددا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وأكد بوتين خلال مباحثاته مع الشيخ محمد بن زايد أن: «دولة الإمارات العربية المتحدة لها دور كبير ومؤثر في المنطقة»، مشيرا إلى أن «العلاقات الإماراتية – الروسية تشهد تطورا كبيرا وبشكل ناجح».
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام»، ان الرئيس الروسي رحب في مستهل اللقاء الثنائي بنظيره الإماراتي، وقال: «شكرا على أنكم وجدتم وقتا للقدوم إلى هنا».
وتابع: «نشكر جهود دولة الإمارات الوسطية لحل المسائل العالقة»، مشددا على أن «الاتصالات والعلاقات مع الإمارات تتطور وتشكل عاملا مهما في استقرار المنطقة والعالم».
وأشار بوتين إلى أن «موسكو تستجيب دائما لاحتياجات سوق الطاقة على نحو ملائم.. ونعمل بشكل مكثف مع أوپيك بلس وتحركاتنا هدفها تحقيق الاستقرار»، لافتا إلى « اننا نريد تحقيق توازن بين العرض والطلب في أسواق الطاقة».
في السياق ذاته، أكد الرئيس الروسي أن تصرفات موسكو «غير موجهة ضد أحد ولا نسعى لخلق مشاكل أو عوائق».
من جهته، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد سعي دولة الإمارات إلى الإسهام في تعزيز أسس السلام والاستقرار في العالم والعمل على خفض التوترات وإيجاد الحلول الديبلوماسية للأزمات التي يشهدها العالم، مشددا سموه على سياسة الإمارات الداعمة للسلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية، والداعية إلى ضرورة استمرار المشاورات الجادة لحل الأزمة الأوكرانية، مهما كان مستوى صعوبتها وتعقيدها عبر الحوار والتفاوض والآليات الديبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية بما يحقق السلم والأمن العالمي.
وأشار إلى ان الإمارات ستعمل على مضاعفة التعاون مع روسيا في السنوات المقبلة، موضحا: «ضاعفنا حجم التبادل التجاري مع روسيا من 2.5 إلى 5 مليارات دولار بعد جائحة كورونا»، ووجه الشكر لروسيا لدعمها السياحة في دولة الإمارات، مضيفا: «لدينا 4 آلاف شركة روسية ونحتفل بافتتاح أول مدرسة روسية في البلاد».
من جهة أخرى، قال د.أنور قرقاش، المستشار الديبلوماسي لرئيس الإمارات، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى روسيا مجدولة مسبقا في إطار العلاقات الثنائية، وضمن «خياراتنا السيادية المستقلة».
وأضاف قرقاش، في تغريدة بحسابه الرسمي عبر «تويتر» امس، أن «ما تشهده الحرب في أوكرانيا من تصعيد، يتطلب حلا عاجلا عبر الديبلوماسية والحوار واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي، وهذا موقف الإمارات الثابت والراسخ».
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان، أن أبوظبي تسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية لخفض التصعيد العسكري في أوكرانيا والحد من التداعيات الإنسانية والتوصل إلى تسوية سياسية لتحقيق السلم والأمن العالميين، مؤكدة على موقف الإمارات المتمثل في الدعوة إلى الديبلوماسية والحوار واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي.
